الدراما السورية

أطلق عددٌ كبيرٌ من الفنانين السوريين هاشتاغ لدعم الدراما السورية وأعلنوا تضامنهم معها بعد خروج عدد كبير من المسلسلات السورية من السباق الرمضاني ونذكر منها (وردة شامية و شبابيك وآخر محل الورد وفوضى وهواجس عابرة وسايكو والغريب وترجمان الأشواق). وبيّن كل منتجي الأعمال السورية أن سبب خروج أعمالهم هو عدم القدرة على تسويق تلك الأعمال وذلك لامتناع الفضائيات العربية عن شرائها وإقبال القنوات على شراء مسلسلات البيئة الشامية والتي تلقى رواجاً بين المتابعين، والمسلسلات المصرية والخليجية أيضاً.
 
وعن هذا الموضوع تحدث عددٌ من الفنانين السوريين من خلال منشورات عبر صفحاتهم على "فيسبوك"، واتهموا بها القنوات العربية بأنها تحاول فرض دخول ممثلين غير سوريين على الأعمال السورية لتعرض مسلسلاتهم، وإلا فإنها سترفض عرض تلك الأعمال، واعتبر آخرون أن سبب ما يحصل هو عدم وجود قناة سورية "خاصة" تتخصص بعرض المسلسلات السورية دون الحاجة للقنوات الأخرى، مما جعل الدراما السورية كمتسوّل على باب القنوات العربية على حد تعبيرهم، وتحدثوا أيضاً أن الأزمة التي تعصف بسوريا قد ألقت بظلالها على الدراما السورية بصورة كبيرة، فالانقسام السياسي وحالة التنافر مابين سورية والبلدان العربية أثّرت كثيرا جداً على إقبال القنوات على شراء المسلسلات السورية وبخاصة ما تم تصويره داخل سورية .
 
واعتبر القائمون على القنوات العربية أن سبب امتناعهم عن شراء مسلسلات سورية هو بسبب تناول تلك المسلسلات الحرب الدائرة في سورية على نحو رئيسي مما لا يجذب المواطن العربي، والذي لا يهتم بالشأن السوري أو المتابع الذي يرغب بمشاهدة أعمالٍ اجتماعية بعيدة عن عنف الحرب، والسبب الآخر الذي تحدث عنه القائمون أنّ أدوات صناعة الدراما قد تطوّرت تطوُّرا كبيرًا، ما خلق معايير جودةٍ جديدة لتقييم المنتج الفني من جوانب و مناحي مختفلة بالإضافة إلى الصوت وأماكن تصوير العمل فضلاً عن رغبة المتابعيين بوجود بطل محبب ليتم بذلك التسويق عليه، الأمر الذي صعب توفره في الكثير من المسلسلات السورية في الموسم الحالي. وبعد سنواتٍ عدة من تألّق الدراما السورية وازدهارها نجدها اليوم تمرُّ بمنعطفٍ خطيرٍ جداً، قد يؤثر على استمراية الأعمال السورية وينعكس سلباً على مستقبل تلك الدراما وصنّاعها.