البرلمانية لميس جابر

عارض بعض نواب البرلمان دعوة استحداث البرلمان منظومة تسويق ودعايه لأعماله، مؤكدين أن مجلس النواب الحالي ليس في حاجة الى ذلك، وأن التواصل مع الناس مهمة أصيلة للنواب في دوائرهم، وليس من خلال تخصيص قائمين على هذه المهمة، وأن الانتقادات للمجلس ستتواصل في جميع الأحوال، وترشيد النفقات يجب أن يكون عنوان المرحلة الحالية.

وقالت البرلمانية لميس جابر في هذا الاطار: إن "مبدأ تعيين متحدث إعلامي ومنصات للتواصل الاجتماعي خاصة بسرد إنجازات البرلمان هو أمر لاتحبذه، ولاتراه فعالا أو متعلقا بسليم المهام والواجبات البرلمانية، مشددة علي أن التواصل وعرض القرارات وشرحها مهمة منوطة بكل عنصر برلماني تحت قبة البرلمان المصري، وأنه حال وجود قصور في تعرف الناس علي مايقوم به البرلمان فحينها يكون القصور مرده إلي تكاسل النائب أو عدم قيامه بواجباته الصحيحة.

وأضافت أن الهدف من تدشين منظومة التسويق والرد علي انتقاد المجلس لن تؤتي ثمارها، لأن الهجوم على البرلمان سيتسمر مادام المجلس ونوابه، وأنه لن يوقفه شئ، فلدينا وسائل إعلام وشخصيات دورها وهدفها تسليط الضوء علي كل شاردة وواردة يقوم بها النواب كبيرة كانت أو صغيرة، وأن مواجهة ذلك بالإعلام المضاد لن يجدي نفعا، وأنه علي الجميع إدراك أن المجلس الحالي اختيار شعبي حر، وأننا جئنا بإرادة الناس ولسنا محتاجين أن نؤكد على ذلك مرارا وتكرارا.

أما النائب المعارض طلعت خليل فقال: إن "تلك الدعوات تأتي لعدم ثقة النواب في أنفسهم وحاجة بعضهم للتلميع ومداراة العيوب"، مشيرا إلى أن جوهر الفكرة مستحسن ولا خلاف عليه، ولكنه في النهاية ما ينفع الناس سيمكث في الأرض، وأن كل قرار في صالح المواطنين لايحتاج لشرحه وإبرازه لكي يصل لهم، فالمواطن لديه حس عالٍ للغاية وذكاء فطري وفراسة تمكنه من معرفة من معه ومن عليه.

وأضاف خليل أن أي نفقات زيادة ستنجم عن تعيين متحدث إعلامي أو التعاقد مع شركة تسويق إعلامي "غير مطلوب"، وأن توفير وترشيد الإنفاق أمر هام وحتمي أكثر من أي شئ آخر، داعيا النواب لبزل مزيد من الجهد لصالح الناس بشكل مباشر، وتحقيق إنجازات فعليه علي الأرض لاتحتاج لمجهود لكي يتم تلميعها وإقناع المواطنين بها وبآثارها.

وكان رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان علاء عابد. قد دعا النواب ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الانتقادات التي توجه الى المجلس، وأن يبدأوا في اتخاذ مجموعة خطوات جدية ومبتكرة للدفاع عن صورة البرلمان في أذهان المواطنين في الداخل، وأمام المؤسسات المماثلة بالخارج.

وقال عابد لـ"مصر اليوم" إن نواب البرلمان الحالي في هذا المناخ السياسي والاقتصادي الضاغط يحتاجون إلي إبراز مايقومون به من تحركات وقرارات وشرح أبعادها وماهيتها والتداعيات المتوقعة منها، وأن ذلك سيسهل تماما من مهمة الرد علي منتقدي البرلمان ومتهميه بالفشل. و أوضح أن أولى الخطوات الفعلية المطلوبة لذلك هو تعيين متحدث إعلامي رسمي للبرلمان، بمواصفات خاصة وعلى أعلى درجات التمكن والإلمام بمتطلبات وظيفته، يخرح بشكل يومي للرد على أي استفسارات، ويكون له مؤتمر إسبوعي موسع يتناول فيه كل جولات وقرارات ولقاءات النواب علي مدار الإسبوع، علاوة علي صفحة رسمية موثقة علي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمها فيس بوك تحمل شعار البرلمان المصري وتشرح جهود نوابه وتتفاعل وتتواصل مع الناس.

واختتم النائب بتأكيده على طرح الأمر بشكل عاجل في أول اجتماع للأمانة العامة للبرلمان في حضور رئيس المجلس ووكيله ورؤساء اللجان النوعية والهيئات البرلمانية، متوقعا حال تم اتخاذ اجراءات فعليه نحو هذه السياسة سترتفع أسهم البرلمان بشكل كبير في الشارع السياسي وبين المواطنين، وسيكون له دور تسويقي قوي لإنجازاته وقراراته، وسيتمكن بسهولة من وضع حد لتأثير الإشاعات السلبية عليه.