القاهرة - أحمد عبدالله
ردود أفعال برلمانية مصرية غاضبة بعد قرار أميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إذ عقدت المعارضة مؤتمرا لهم داخل المجلس منذ قليل، كما توالت ردود الأفعال من نواب بارزين تصاعدت طلباتهم لتصل إلى طرد سفراء إسرائيل وتجميد العلاقات مع الولايات المتحدة.
عقد الائتلاف البرلماني المعارض في مصر "25-30" مؤتمرا واسعا لأعضائه داخل أروقة البرلمان، وذلك على إثر التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتلويحه بإعلان القدس عاصمة رسمية لإسرائيل، إذ انتهى المؤتمر إلى تفعيل تشريعات برلمانية ورفعها إلى رئيس المجلس علي عبدالعال لتفعيل مقاطعة فورية للمنتجات الأميركية.
وناشد الدكتور سعيد حساسين رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي في مجلس النواب الزعماء والرؤساء والقادة العرب سرعة التحرك والجلوس على مائدة حوار واحدة، من أجل تحقيق المصالحة العربية الحقيقية، مؤكدا على التأثير السلبي للأوضاع العربية المؤسفة وحالة الانقسام والمشكلات والفوضى والأزمات التي طالت العديد من الدول العربية.
ودلل حساسين على المشكلات العربية بالأوضاع في سورية والعراق واليمن وليبيا، وقالت إنها كانت سببا رئيسيا في أطماع الصهيونية العالمية في اغتصاب القدس العربية الإسلامية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الإقدام على جعل مدينة القدس عاصمة للعدو الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس في هذا التوقيت تحديدا، كانت له أسبابه، وفي مقدمتها استغلال الأوضاع المؤسفة داخل عدد من الدول العربية، مؤكدا أنه إذا استمرت الأوضاع العربية بهذه الصورة، فإن القادم سيكون أكثر خطورة على المنطقة العربية.
من جانبه، أوضح النائب في البرلمان المصري الكاتب مصطفى بكري، أن أولى خطوات الرد على إعلان الرئيس الأميركي نواياها بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، يجب أن تكون بإلغاء اتفاقية أوسلو، وسحب اعتراف منظمة التحرير بالكيان الصهيوني، وطرد السفراء الصهاينة من البلدان العربية، وتجميد العلاقات مع أميركا.
ووصف بكري، عضو اللجنة التشريعية في البرلمان، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نقل السفارة الأميركية إلى القدس، بـ"المجنون" وذلك في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل "تويتر"، واعتباره صادرًا من شخص غير عاقل، لافتًا إلى أن منظمة التحرير قطعًا ستسحب اعترافها بالعدو الصهيوني، بالإضافة إلى أن الشعب الفلسطيني سيخرج كاملًا لمواجهة المتآمرين بشأن هذا القرار، حسب قوله.
وتابع أن "العار سيظل يطارد كل المتواطئين، وستظل القدس عروس العروبة"، مشددًا على أن التفريط فيها سيكون بمثابة التفريط في الشرف والكرامة، وشدد: "القرار الأميركي لن يمر إلا على جثثنا، شعب الجبارين ومن خلفه أبناء الأمة الذين سيشعلون المنطقة حربا ضد الأميركان الصهاينة".
كما حذر النائب حسين أبوجاد عضو مجلس النواب وأمين العاصمة في حزب مستقبل وطن، الولايات المتحدة الأميركية مما يتردد من أنباء بشأن اعتزام الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلادها إليها، قائلا إن "تأكيد مثل هذه الأنباء سيكون لها مردود وتأثيرات سلبية لا حصر لها على استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط بأسرها".
وتابع: "هذه الخطوة تعتبر اعترافًا وتكريسًا للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ومكافأة المعتدي على عدوانه، وتنسف هذه الخطوة كل قرارات الشرعية الدولية وتعقد الحل السياسي للمشكلة الفلسطينية".
وقال أبوجاد إنه يجب على الولايات المتحدة الأميركية أن تنأى عن اتخاذ هذه الخطوة، مؤكدا أن الواقع والتاريخ يؤكدان القدس من الأراضي الفلسطينية التي قامت إسرائيل باحتلالها كما أن العالم كله وبجميع منظماته خاصة الأمم المتحدة تعلم حقيقة القدس وأنها مدينة تحتلها سلطات الكيان الصهيوني، ويجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني حتى يحصل الفلسطينيون على كامل حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.