فرج عامر

 وجه النائب محمد فرج عامر، عضو مجلس النواب المصري، طلب إحاطة إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، بشأن تشويه القاهرة الخديوية وشبهات إهدار المال العام دون جدوى. وأوضح فرج أن القاهرة الخديوية هي المنطقة المحصورة بين ميدان العتبة وميدان رمسيس ونهر النيل وميدان التحرير وميدان عابدين، والتي أنشأها الخديوي إسماعيل، مشيرًا إلى أن جزءًا منها آثار وجزءًا آخر من الطراز المعماري المتميز، وفيها أكثر من 500 عقار تم تطوير 200 عقار منها بتكلفة 120 مليون جنيه، أغلبها من المساهمات المجتمعية.

وأكد محمد فرج عامر أن هناك تدهورًا في الشكل المعماري لعدد كبير من عقارات القاهرة الخديوية ذات التراث المعماري الفريد، كان أبرزها تساقط واجهات بعض الشرفات، وقيام مواطن بتغيير اللون الخاص بالشرفة، بالإضافة إلى تغيير لون العقار على الرغم من مرور وقت قصير على الترميم. ولفت إلى أن أغلب المحال والشركات والمكاتب الإدارية، خصوصًا مكاتب المحاماة، قامت بتعليق لافتات إعلانية على الواجهات والشرفات بالمخالفة للقانون، مما يؤثر على المظهر الحضاري ويخفى الطراز المعماري التي تتميز به تلك العقارات.

وقال: "المنطقة التي اشتهرت بباريس الشرق أصبحت أشبه بسيدة عجوز، هدتها الشيخوخة، وأصابها العجز، وتكالبت عليها الأوجاع من كل اتجاه، رغم كل الألوان البراقة التي تحاول أن تكسو بها وجهها لتخفي ما فعلته بها يد الإهمال". وأشار إلى أن الحكومة منذ ثلاثة أعوام أعلنت أنها وفرت 500 مليون جنيه لتطوير القاهرة الخديوية، إلا أن الوضع بعد إنفاق كل تلك الملايين لم يتغير. وأكد أنه رغم إنفاق محافظة القاهرة 120 مليون جنيه على ترميم 200 عقار من أصل 500 "من الخارج فقط"، من عقارات القاهرة الخديوية، إلا أن الإهمال كالعادة يأكل كل شيء جميل ويشوه كل مظاهر الحضارة والتراث المعماري الذي تتمتع به العاصمة.

وأوضح أن المحافظة لم تنفق شيئًا على تطوير القاهرة الخديوية، وإنما المساهمات والتبرعات المجتمعية هي التي ساعدت في تطوير 200 عقار من الخارج فقط. ولفت إلى أن المشهد الفوضوي داخل معظم العمارات يكشف عن تحويل أسفل وداخل العقارات التاريخية إلى مصانع ومخازن ومحال الأحذية وبيع العصائر والمطاعم الشعبية، ليضاف ذلك إلى التشوه الذي طالها من الداخل من تآكل جدران العقارات بسبب تسرب مياه الصرف الصحي وظهور الشروخ والتصدعات.