البرلمان المصري

عاد البرلمان إلى الإنعقاد في غير دورة انعقاده المعتادة، والتي اضطر إلى تعديلها على وقع تغيير وزاري محتمل، فالمجلس الذي كان يعمل أسبوعًا ويغيب أسبوعين آخرين، انعقد وسط تكهنات قويّة بينهم وصلت إلى "تأكيدات" في تصريحاتهم أنه "قطعنا الاجازة وانعقدنا الأسبوع الحالي بسبب التغيير الوزاري.

واتضح أن الاستدعاء العاجل للنواب لم يكن سببه التعديل الوزاري وإنما قرار تمديد مشاركة قوات الجيش في مهام قتالية خارج البلاد، البرلمان قال أن قرار تمديد مشاركة العناصر اللازمة للقوات المسلحة في مهمة قتالية خارج الحدود، للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي وباب المندب والبحر الأحمر لحين الانتهاء من مهامها، وهو القرار الذي تطرّق إليه إجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي ترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ يومين، وحضره رئيس الحكومة والبرلمان وعدد من كبار قادة الدولة، ما أثار موجة من الاستياء الخفي بين النواب، اللذين لم يعرفوا السبب الحقيقي وراء حضورهم إلى الجلسات بشكل عاجل، وتأكيدهم لأهالي دوائرهم على وجود تعديل وزاري، ليتم تأجيله فيما بعد.

وأكّد علي المصيلحي، بعد اجتماع اللجنة الاقتصادية مع رئيس البنك المركزي طارق عامر، أن "السياسة النقدية التي انتهجها البنك المركزي كانت ضرورية لإعادة الثقة في الاقتصاد المصري وإيجاد مناخ استثماري جيد يدعم الاستثمار المحلي ويساعد على جذب الاستثمار الأجنبي، مشيرًا إلى أن حصيلة الصادرات تراجعت من 24 مليار دولار في 2010 إلى 19 مليار دولار في 2016 بينما زادت قيمة الواردات من 49 مليار دولار في 2010 إلى 57 مليار دولار في 2016 الأمر الذي شكل فجوة بين قيمتي الصادرات والواردات انعكست سلبا على ميزان المدفوعات.

وشهد الاجتماع عرض محافظ البنك المركزي لتطور معدل التضخم السنوي منذ نهاية الثمانينات حتى الآن حيث بلغ 28% في عام 1989 وفي عام 1991 بلغ معدل التضخم 26% وفي عام 2008 بلغ معدل التضخم 23% وفي نوفمبر 2016 بلغ 23%، ومن أحد المواقف المثيرة التي شهدها أيام عمل المجلس، مشادة بين النائبين هيثم الحريري ومرتضى منصور، بعد الهجوم اللفظي العنيف من الأخير بحق الأول وتطاوله على القيادي اليساري الراحل أبو العز الحريري، وهو ماقابله رئيس البرلمان باستخفاف غير معهود في مثل هذه الحالات، وأكتفي بتهدئة هيثم الحريري بعد تطاول مرتضى عليه، ولم يحل الأمر إلى لجنة القيم كما كان يفعل سابقا مع النواب أنور السادات وسمير غطاس وأحمد الطنطاوي، الذي كان أرتفاع صوتهم كفيلا بإحالتهم للتحقيق معهم.

ولم تتوقف مطالبات عبدالعال بشأن غياب النواب المتكرر عن حضور الجلسات، قائلا بشكل أثار السخرية :"أنا عارف إن النواب بيشربوا شاي برة، يالا تعالوا عشان نصوّت على القانون".