القاهرة – أحمد عبدالله
وصف رئيس لجنة العلاقات العربية في مجلس النواب المصري اللواء سعد الجمال، الزيارة الأخيرة لأمير السعودية محمد بن سلمان، بأنها لاتقل عن كونها "نقطة تحول"، مؤكدًا أن عنوانها العريض هو إعادة البناء على نقاط الاتفاق، موضحًا أنه بدا من الزيارة أن مصر والسعودية حلفاء أقوياء يمكن لكليهما الاستناد على بعضهما البعض.
وأضاف سعد الجمال في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "بلا شك مارأيناه يؤكد أننا على أبواب مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين، كلا منهما يدرك أن شرط أساسي للعبور من المرحلة الحالية هو بناء جبهة عربية موحدة قادرة على حصار تنامي قوى حاقدة أخرى بالمنطقة".
وتحدث عن المنافع الاقتصادية العائدة على البلدين من الزيارة وتفاصيلها، قائلًا "أن الجانب الاقتصادي مهم يماثل نظيره السياسي، فمشروع نيوم يمثل حزمة استفادات لمصر على الصعيد السياحي والتقني والتنموي، كما أنه يعزز مساعي السعودية لتطوير المنطقة الواقعة بين الحدود السعودية - المصرية - الأردنية، وبما يعزز أمنها واستقرارها، وتطوير المناطق الأكثر حاجة للتنمية.
وتابع "من أكثر المميزات التي صبغت هذه الزيارة هو وجود حالة انسجام بين قيادات البلدين، تصل إلى حد التطابق في وجهات النظر، وكثيرا في مراجعنا التاريخية وأدبياتنا السياسية مايرد الحديث عن أمل في تقارب عربي حقيقي وتوحيد لوجهات النظر والرؤى والجهود، وأرى أن ذلك يتحقق الآن بين قيادات مصر والسعودية أكثر من أي وقت مضى".
وتابع "أرى أن الزيارة تمكنت من أن تخرج عن الإطار التقليدي للثنائيات والقمم السياسية، وهبطت إلى مستوى المواطنين والأهالي، فأن يزور الأمير السعودي الأزهر ودار الأوبرا المصرية ويكون أرفع مسؤول سعودي يزور الكنيسة، تلك الزيارات والتحركات خرجت بنتائج الزيارة من قاعات كليات العلوم السياسية وغرف التنظير واستديوهات الفضائيات إلى أحاديث الناس في المواصلات والشوارع، الجميع تحدث عن كون الزيارة تاريخية، ومباشرة وتلقائية أيضا.
ونحن نثمن كون الأميرمحمد بن سلمان شابا، هذا الاتجاه مماثل في مؤسسات الدولة لدينا حاليا، والبرلمان المصري في تشكيله برئاسة علي عبدالعال يحتوي على ثلث نوابه من الشباب وهي أكبر نسبة من النواب الشباب داخل البرلمان في تاريخ مصر، وبالتالي نرى في بن سلمان شخصية شابة ستعيد للملكة روح الشباب في إدارة شؤونها، وأنه سيكون خير خلف لخير سلف، وذلك يعطي تطمينات على المدى البعيد لمستقبل المنطقة بلا شك.
وبسؤاله عن حصيلة الزيارة وماتسفر عنه من اتفاقيات وتفاهمات، كشف الجمال عن أن لجان البرلمان على الفور بعد الزيارات الضخمة المماثلة، تشكل مجموعات عمل سريعة تتدارس فيما بينها حصاد الزيارة، كل في مجاله، الاستثمار والصناعة والسياحة والشؤون العربية والخارجية، نجهز تقارير ونوافي بها الحكومة ونؤكد لهم على أننا مراقبين لتنفيذ كل شاردة وواردة.
وفيما يخص استباق الزيارة لمؤتمر القمة العربي، قال الجمال إن "التشاور والتباحث" قبل تلك القمة كان مطلوبا، ويكتب لها النجاح المبكر، ويتغلب على عهود من الجفاف والجفاء بين مختلف الأطراف العربية، ويضمن التنسيق الكافي لإنجاحها، ولجنة الشؤون العربية ستضع قائمة بالمطالب المرجوة من تلك القمة، وتكون تلك التوصيات أو المطالب مستوحاه من اللقاء الأخير الذي جمع بين قيادات مصر والسعودية.