"الفكر العربيّ" تنظّم ورشة "التكامل العربيّ" داخل مقر أمانة جامعة الدول العربية

عقدت مؤسَسة "الفكر العربيّ"، من خلال التعاون مع جامعة الدول العربيّة، ورشة عمل تحت عنوان "التكامل العربيّ: إشكاليات الهويّة العربيّة وتحديّاتها"، في 9 و10 أيلول/ سبتمبر، داخل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة.

وتأتي هذه الورشة، في إطار تحضير المؤسَسة لعقد مؤتمرها السنوي " فكر 14" المعنون بـ"التكامل العربي: تجارب، تحديات، وآفاق"، والمقرَر عقده في الفترة من 6-8 كانون الأول/ديسمبر 2015، في القاهرة، وكجزء من الإعداد للتقرير العربيّ الثامن للتنمية الثقافيّة، وعُقدت الورشة بمشاركة عددٍ من أبرز الباحثين والخبراء والأكاديميّين على المستوى العربيّ، ومنهم: سفير مصر "اليونسكو" ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة مصر محمد سامح عمر، أستاذ الوثائق في جامعة القاهرة (مصر) الدكتور عماد أبو غازي، الأستاذ هشام جعفر، كاتب وباحث (مصر)، الدكتور نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية (مصر).

وأيضًا، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (مصر) الدكتور نبيل عبد الفتًاح، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (المملكة العربية السعودية) الدكتور زياد الدريس، الأستاذة وفاء صندي، كاتبة وصحفية وباحثة في شؤون مصر والشرق الأوسط (المملكة المغربية)، الأستاذة مرح البقاعي، أكاديمية وكاتبة سياسية (الجمهورية العربية السورية).

كما حضر مستشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (دولة الكويت) الدكتور وليد السيف، الدكتور يوسف الحسن، كاتب وباحث، سفير متقاعد (دولة الإمارات العربية المتحدة)، الأستاذ الفضل شلق، سياسي وكاتب (الجمهورية اللبنانية)، المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية (المملكة العربية السعودية) جميلة عيد الرويلي، دبلوماسية، رئيس مركز شمال أفريقيا للسياسات (المملكة المغربية) الدكتور محمد المعزوز، سفير مصر في المملكة المغربية (جمهورية مصر العربية) أحمد إيهاب جمال الدين.

ومثَل مؤسَسة "الفكر العربيّ" المدير العام للمؤسّسة الأستاذ الدكتور هنري العويط، ومستشار رئيس المؤسّسة الأستاذ أحمد الغز، وتمثلت الجامعة العربية بـالأمين العام المساعد ورئيس مركز جامعة الدول العربيّة في تونس الدكتور عبد اللطيف عبيد.

أما السادة معدًو الأوراق البحثية: الدكتور أحمد سراج، أكاديمي، جامعة المحمدية (المملكة المغربية)، وسفير لبنان في مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية (الجمهورية اللبنانية) الدكتور خالد زيادة، والدكتور عبد الله ولد أباه، أكاديمي، جامعة نواكشوط (موريتانيا).

وتولًى تنسيق الورشة الدكتور سمير مرقس (جمهورية مصر العربية) والأستاذ محمد أوجار (المملكة المغربية)، وتولًى إدارة جلساتها، الدكتور سمير مرقس، وتعرًضت الورشة، باستفاضة إلى مسألة الهوية العربية، والتحديات التي تواجهها اليوم، على الصعيد الداخلي للبلدان العربية، وما تشهده من أحداث تؤثًر على تركيباتها الاجتماعية والسياسية، فضلًا عن التطورات الإقليمية والأحداث الدولية، وتمحور النقاش حول القضايا الآتية:

1. تعريف الهوية: لاحظ المشاركون أن تعريف الهوية يتًسم بقدر كبير من السيولة، ومن الإشكالات التي تخصً المواضيع الحيوية المرتبطة بها، مثل (اللغة، الثقافة، الدين، التاريخ...إلخ). فضلًا عن طابعها المركًب، وأكًد المشاركون أنّ مفهوم الهوية يُعتبر موضوعا حيويًا قابلًا للتكًيف والانفتاح والتجدد أمام المستجدات الفكرية والسياسية التي يشهدها العالم، كما أشار المشاركون إلى إمكانية وضرورة مقاربة الهوية من مداخل متعددة.

2. الهوية في المسار التاريخي: تمً التشديد على أهمية السياق التاريخي في التعاطي مع مسألة الهوية كمدخل لفهمها وضبط مسارها وتجلياتها عبر هذا التاريخ.

3. قضية الهوية في إطارها المعولم: تمَ اعتبار إشكالية الهوية؛ كونيةً لا تقتصر على المنطقة العربية؛ ولكنها إشكالية تشهد العوائق والتطورات نفسها في مختلف بلدان العالم، بما فيها تلك التي قطعت أشواطاً في الديمقراطية، وذلك بفعل العولمة وتداعياتها.

4. الهويات الفرعية: يُعتبر بروز مطلب "الهويات الفرعية" ظاهرة عالمية يشهدها الوطن العربي على نحو مختلف، ويقتضي منه التعامل معها وفقًا لمبدأ الشراكة، على اعتبار تنوًعها مصدرا للغنى، لا على اعتبارها تهديدًا أو مصدرًا للقلق، ما يستدعي التصدي فورًا لخطابات وممارسات الإقصاء والتهميش، ومن ثم العمل الدءوب على إصدار التشريعات والأخذ بالسياسات التكاملية في شتى أرجاء الوطن العربَي، وفي مختلف المجالات.

5. الهوية من منظور علاقتها بالعروبة والإسلام: اتفق المشاركون على ضرورة التعاطي مع قضية الهوية على اعتبارها وعاءً قادرا على استيعاب جميع عناصرها ومكوًناتها، في مركًب تفاعلي جامع، بغضً النظر عن الأوزان النسبية لكل عنصر أو مكوًن، ولابد بالتالي، من تجاوز الصراع المفتعلَ بين العروبة والإسلام، كمدخلٍ إلى انخراط جميع المواطنين في مشروع بناء الدولة الوطنية الموحًدًة والموحًدِة.

6. في تجديد فكرة العروبة: توافق المشاركون على أن هناك أربعة مرتكزات أساسية يجب العمل على تفعيلها، وترسيخها، ونشر مبادئها على أرض الواقع: (الديمقراطية، التعددية، التنمية، والحداثة التي ليست في خصومة مع التراث) على نحِو يُلبي آمال المواطنين العرب ويستجيب لتطلعات الشعوب العربية، وفي الوقت ذاته انخراطهم في هذه العملية.

7. اعتبر المشاركون، أنّ بناء نموذج جديد للعروبة يقتضي إشراك الشباب في اكتساب، وتجسيد ثقافة الانتماء الوطني والهوية العربية. وفي ختام الورشة، دعا المشاركون إلى العمل على بناء هوية وطنية جامعة بين مختلف المكوًنات، كشرط ومدخل لبناء هوية عربية جامعة، تحقيقًا لهدف التكامل المنشود، ومن أجل مشاركةٍ أفعل في الهوية الإنسانية الشاملة.

يذكر أنّ ورش العمل هذه تأتي استعدادًا لإطلاق التقرير العربيّ الثامن للتنمية الثقافية، الذي دأبت مؤسّسة "الفكر العربيّ" على إصداره سنويا، وأيضًا في إطار التحضير لعقد مؤتمر "فكر" في دورته الـ14، المؤتمر الذي تنظّمه المؤسّسة في القاهرة تحت رعايةٍ كريمة من رئيس جمهوريّة مصر العربيّة عبد الفتّاح السيسي، وعبر التعاون مع جامعة الدول العربيّة، في إطار الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربيّة (1945- 2015).

*مؤسّسة "الفكر العربيّ"؛ مؤسّسة دولية مستقلّة غير ربحيّة، ليس لها ارتباط بالأنظمة أو التوجّهات الحزبية أو بالطائفية، ومبادرة تضامنية بين الفكر والمال لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة، وتُعنى بمختلف مجالات المعرفة، وتسعى إلى توحيد الجهود الفكرية والثقافية، وتضامن الأمّة والنهوض بها والحفاظ على هويّتها.