أحمد الطيب

ترأس الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مساء أمس الثلاثاء، الاجتماع الدوري التاسع لمجلس حكماء المسلمين، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.وهنأ مجلس حكماء المسلمين الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف، داعيا الجميع للتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم. 

ضحايا الكاتدرائية
وقدم مجلس الحكماء، التعازي لمصر قيادة وشعبًا في ضحايا الكنيسة البطرسية، مؤكدًا على ثقته في قدرة مصر على دحر الإرهاب.
  
وقرر مجلس الحكماء، إطلاق مشروع دولي لنشر ثقافة الحوار بين الشباب وقادة الرأي الدينيين بالتعاون مع المؤسسات الدينية العالمية.

مأساة حلب
وأعرب المجلس، عن قلقه بالوضع الإنساني في حلب، داعيا المنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين.

وأعلن مجلس الحكماء، استضافة عدد من الشباب ممثلين عن الديانات المختلفة وبعض القادة المؤثرين في الرأي العام في ماينمار، وذلك للوقوف على أسباب النزاع ودراسة الحلول المقترحة.

خطة العمل
وقرر مجلس حكماء المسلمين، عقد مؤتمر صحفي عالمي مطلع العام المقبل للإعلان عن خطة عمل المجلس خلال 2017.

واستنكر مجلس الحكماء، قرار الاحتلال الإسرائيلي بمنع رفع الأذان والاستيطان في مساجد القدس، مشيدا بالكنائس التي رفعت الأذان تضامنًا مع المسلمين.

حملة تعريفية
وقرر المجلس تدشين حملة تعريفية بصحيح الدين باللغات المختلفة تحت عنوان "الإسلام.. دين السلام" بالتعاون مع الأزهر الشريف، وإطلاق منتدى عالمي للشباب ينعقد خلال العام 2017، وذلك لإصدار "مدونة تصحيح للمفاهيم المغلوطة لدى الشباب".

كما قرر المجلس مواصلة وتكثيف جهود قوافل السلام التي تسعى لنشر ثقافة التعايش المشترك في جميع أنحاء العالم.

وفيما يلي نص البيان الختامي للاجتماع التاسع للمجلس:
إنه في يوم الثلاثاء 14 ربيع الأول 1438 هـ الموافق 13 ديسمبر 2016 عقد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاجتماع الدوري التاسع لمجلس حكماء المسلمين.

بداية، يتقدم مجلس حكماء المسلمين بالتهنئة للمسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم محمد ﷺ، نبي الرحمة والسلام، داعيًا جموع المسلمين إلى التأسي بأخلاق النبي الكريم، والتمسك بسنته والاقتداء بسيرته العطرة ﷺ، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إلى الاقتداء بالنبي ﷺ في الرحمة والإخاء والتسامح والعفو والصفح الجميل، مصداقًا لقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (سورة الأنبياء، 107)، سائلًا المولى -عز وجل- أن ينعم على الأمة العربية والإسلامية بالأمن والسلام والرخاء والاستقرار.

وفي ختام هذا الاجتماع يؤكد مجلس الحكماء على ما يلي:
أولًا: يتقدم مجلس حكماء المسلمين بخالص التعازي إلى جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعبًا في ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في محيط الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية، وكذلك الهجوم الإرهابي الذي استهدف عددًا من رجال الشرطة المصرية في محيط مسجد السلام بشارع الهرم يوم الجمعة الماضي، وكذلك ما يحدث من استهداف لبعض رجال الجيش والشرطة في سيناء من هجمات تقف وراءها يد الإرهاب الغادر.

هذه الحوادث التي تدمي قلوب محبي السلام والساعين إليه في جميع أنحاء العالم، الذين تألموا كثيرًا جراء ما تخلفه هذه الأعمال الإرهابية الآثمة من مشاهد للضحايا مؤلمة ما بين قتلى وجرحى، الأمر الذي يؤكد خسة ودناءة مرتكبيه.

ثانيًا: إننا وإذ نعلن أن تعاليم الإسلام السمحة، وجميع الأديان السماوية، ترفض بشدة هذا العمل الإجرامي الجبان، فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع أهالي وأسر الضحايا وكذلك دعمنا للإجراءات التي تتخذها السلطات المصرية في مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتى استئصاله من جذوره، مؤكدين على ثقتنا في قدرة مصر بتاريخها العريق على دحر قوى الشر والإرهاب.

ثالثًا: إنه وفي ظل استشراء أعمال العنف والإرهاب شرقًا وغربًا باسم الدين وهو منها براء، فإن مجلس حكماء المسلمين يعلن عن العمل على إطلاق مشروع دولي لنشر ثقافة الحوار بين الشباب وقادة الرأي الدينيين وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية العالمية للتأكيد على تحريم الأديان السماوية للعنف وجرائم الكراهية والإرهاب، في أي مكان تحدث، ومن أي جانب كان.

رابعًا: يقوم هذا المشروع على تعميق التواصل الفعال بين قادة الرأي الدينيين والشباب، وإيجاد قنوات للتواصل الفعال بينهم للإجابة على تساؤلاتهم وما يدور في أذهانهم من أفكار ترتبط بالعنف والإرهاب، وذلك من خلال:

إطلاق منتدى عالمي للشباب ينعقد خلال العام 2017 يضم الشباب من جميع الجنسيات ومختلف الأعراق والانتماءات الدينية والفكرية، بحضور ومشاركة عدد من القيادات الدينية في العالم، وذلك للتحاور بشأن إصدار "مدونة تصحيح للمفاهيم المغلوطة لدى الشباب" يتم تعميمها بكافة اللغات وتتبناها المؤسسات الدينية المختلفة، مع الاستفادة بالتجربة التي يقوم بها مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية في تفكيك الفكر المتطرف.

ـ تدشين حملة تعريفية بصحيح الدين الإسلامي باللغات المختلفة تحت عنوان "الإسلام.. دين السلام" على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف وكافة المؤسسات الدينية المعنية.

إطلاق موقع للحوار بين الشباب وقادة الرأي الدينيين بمختلف اللغات على شبكة الإنترنت يحمل اسم "مساحة للحوار".

ـ تواصل وتكثيف جهود قوافل السلام التي تسعى لنشر ثقافة التعايش المشترك والسلام في جميع أنحاء العالم.

خامسًا: يتابع مجلس حكماء المسلمين بقلق بالغ الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية خاصة في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وسط مشاهد مفزعة لجثث القتلى والخراب والدمار الذي حل بالمدينة.

ويدعو جميع القوى الفاعلة على الأرض للعمل على حماية المدنيين، كما يطالب المنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين المسالمين الذين يعانون من وضع مأساوي كارثي صحيًا وغذائيًا وأمنيًا.

سادسًا: يعلن مجلس حكماء المسلمين استنكاره لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع رفع الأذان في مساجد القدس وغيرها، والاستيطان،فليس للدولة المحتلة أن تغير الأوضاع الثقافية والدينية والديموغرافية، ويحيي مجلس الحكماء الكنائس التي قامت برفع الأذان تضامنًا مع المسلمين لضمان حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.

سابعًا: انطلاقًا من دور مجلس حكماء المسلمين في مساندة قضايا الأمة، ونظرًا للأوضاع المأساوية التي يعيشها مسلمو الروهنجا في ماينمار، فقد قرر مجلس الحكماء استضافة عدد من الشباب ممثلين عن الديانات المختلفة وبعض القادة المؤثرين في الرأي العام في ماينمار وخاصة مناطق النزاع، وذلك للحوار والوقوف على أسباب النزاع ودراسة الحلول المقترحة.

ثامنًا: استعرض أعضاء مجلس حكماء المسلمين الجهود التي تم القيام بها خلال عام 2016، كما ناقش الأعضاء خطة عمل المجلس خلال عام 2017 والتي ركزت على:

ـ استمرار قوافل السلام التي يقوم بإيفادها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف إلى كافة قارات العالم، بهدف نشر قيم التعايش والسلام.

عقد مؤتمر صحفي عالمي مطلع العام 2017 للإعلان عن خطة عمل المجلس خلال العام المقبل.

تاسعًا: يعرب مجلس حكماء المسلمين عن خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعبًا، على استضافة الاجتماع الدوري التاسع لمجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من العاصمة "أبوظبي" مقرًا له، مثمنا الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في إرساء قيم التعايش والسلام بالتعاون مع أشقائها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.