اللاعب ليونيل ميسي

أصبح ظهور ميسي وهو يراوغ لاعبي الفريق المنافس ويمر من بين المدافعين، مشهداً معتاداً يؤرق جماهير الفرق المنافسة لبرشلونة بما فيهم عشاق نادي مانشستر سيتي، وبالرجوع إلي شباط / فبراير من عام 2014، فقد استطاع ميسي التسبب في إشهار البطاقة الحمراء في وجه مارتن ديميكيليس، وإحرازه هدف من ركلة ترجيحية على ملعب الاتحاد Etihad. كما عاود التألق بعدها بثلاثة أسابيع في مباراة العودة علي ملعب الكامب نو Nou Camp وتمكن من إحراز هدف آخر.

ولم يكتفي ميسي بذلك، وإنما قام أيضاً في الموسم الماضي بتعميق جراح فريق مانشستر سيتي، ونجح في تمرير أحد الكرات إلي زميله لويس سواريز الذي أودعها الشباك، فضلاً عن ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم بعد خداع اللاعب للدفاع إلا أن جو هارت نجح في التصدي لها.

ومع التأكيد علي كون بيب غوارديولا سيصبح المدير الفني الجديد للفريق في الصيف، فإن جماهير السيتي تعقد الآمال علي إنتهاء عقدتها من اللاعب. فمنذ إعلان غوارديولا رحيله عن فريق نادي بايرن ميونخ Bayern Munich بحثاً عن تحدٍ جديد في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن شائعات إنتقال ميسي إلي مانشستر قد انتشرت بشكل غير مسبوق.

وساعدت أخبار تولي المدير الفني السابق لفريق برشلونة مهمة تدريب مانشستر سيتي خلفاً للمدرب الحالي مانويل بيليجريني على انتشار هذه الشائعات، ولكن كيف سيكون التعاون مجدداً ما بين ميسي والرجل الذي ساعده في أن يصبح أفضل لاعب في العالم خلال الأربعة سنوات التي قضاها في التدريب، وفاز خلالها بثلاثة ألقاب للدوري الإسباني الممتاز إضافة إلي الحصول على بطولة الكأس الإسباني مرتين والتتويج بدوري أبطال أوروبا مرتين؟

فمن ناحية،  نجد أن قيمة صفقة الانتقال لا تشكل أية مشكلة من جانب السيتي. فاللاعب يبلغ من العمر 28 عاماً ومن ثم فهو في أوج تألقه ويتمتع حاليـاً بسجل تهديفي ثابت بشكل رائع لما يقرب من عشر سنوات. بينما ومع بلوغ قيمة الصفقة 100 مليون جنيهاً إسترليني، فإنه سوف يصبح أغلي لاعب في التاريخ. إلا أن مانشستر سيتي يري أن اللاعب بإمكانه الارتقاء بالفريق وجعله منافس لا يستهان به في بطولة دوري أبطال أوروبا، مع توقع تقديم الفريق أداءاً رائعاً لمدة من أربع إلي خمس سنوات.

كما أن النادي يتطلع إلي تغطية قيمة صفقة الانتقال وأجر اللاعب الإسبوعي الذي قد يقارب 300 ألف جنيه إسترليني شهريـاً عبر التسويق تجارياً لاسم ميسي في كافة أنحاء العالم، ومن ناحية أخرى، فإن ميسي سوف يتواجد أيضاً بين أصدقاؤه، بالإضافة إلى وجود الرئيس التنفيذي فيران سوريانو ومدير الكرة تكسيكي بجيريستين ضمن مجلس الإدارة واللذان عملا في السابق داخل فريق برشلونة، وهناك أيضاً كتيبة أرجنتينية قوية داخل غرفة خلع الملابس بقيادة اللاعب سيرجيو أجويرو، وهو ما سوف يضمن تأقلم ميسي سريعاً مع الأجواء القاسية لكرة القدم الإنجليزية والحياة في مانشستر.

ويأتي دور غوارديولا في إقناع اللاعب بأنه من الضروري خوضه تحدياً جديداً في إنجلترا، وهو ما لا يعد عملاً عاديـاً، حيث يهيمن فريق برشلونة في الوقت الحالي على البطولات الإسبانية والقارية، مع عدم وجود ما يمكن معه القول بأن هذه الهيمنة قد قاربت علي الإنتهاء، كما أن ميسي تجاوز مؤخراً المشاركة في 500 مباراة مع النادي وتسجيله 433 هدفًا مع الفريق الأول، مع إزدياد عدد الأهداف في كل يوم.

واعترف أجويرو بأن ميسي ينعم بحياة هادئة جداً ويشوبها الود في برشلونة Barcelona، وهو ما سوف يحتاج إلى بذل جهود كبيرة في التفاوض وعرض مميزات مالية لا مثيل لها من أجل إقناع اللاعب بالرحيل عن فريقه، إلا أن وجود غوارديولا قد يقطع شوطاً كبيراً في إقتراب اللاعب من الإنضمام إلى مانشستر سيتي.