لندن - ماريا طبراني
يعاني نصف سكان بريطانيا من البواسير في مرحلة ما، وهي عبارة عن تورمات في الأنسجة التي تحتوي على الأوعية الدموية المتضخمة في المستقيم، ولكن الكثيرون يشعرون بالحرج من التحدث عنها، أو من الذهاب إلى الطبيب لطلب المساعدة.
ويعمل البعض على تأجيل فكرة العملية الجراحية، التي قد تكون مؤلمة وتتطلب البقاء في المستشفى لعدة أيام، مع ذلك، هناك علاجات متطورة ليست منتشرة بشكل كبير، يحتمل أن تكون أقل إيلاما، حيث تعالج الأوعية الدموية الملتهبة من خلال الكهرباء، الأمر الذي يؤدي إلى انكماشها، وقد تم أخيرًا الموافقة عليها من قبل المعهد الوطني للصحة والرعاية.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للبواسير غير واضح، إلا أن البعض يعتقد أن زيادة ضغط الدم في الأوردة والإجهاد المفرط، أهم العوامل المسببة لها، ويمكن أن تنتقل البواسير إلى أفراد الأسرة، إضافة إلى الحمل الذي يعتبر أحد عوامل الخطر، لأن نمو الطفل يزيد الضغط على البطن، فيما يعتد التقدم في العمر من المسببات لحدوثها.
وتحتوي كريمات البواسير على عقاقير مضادة للالتهابات، والمنشطات أو المخدر الموضعي يمكن أن تساعد في علاجها، وتشمل العلاجات غير الجراحية حقن مادة كيميائية لقطع إمدادات الدم حتى تتعفن البواسير، والربط أيضا من إحدى طرق العلاج، حيث يتم وضع شريط مطاطي حول البواسير لمنع وصول الدم إليها.
وتشمل الخيارات الجراحية استئصال الباسور، حيث يتم قطع البواسير عن طريق تدبيسها، ما يقلل من تدفق الدم إليها، أو اقتطاع البواسير حيث يتم بوضع غرز في الأوعية الدموية التي تغذيها.
أما الخيار الكهربائي "Ultroid"، يتم من خلاله إدخال مسبار صغير في المستقيم، يوفر كمية صغيرة من الكهرباء قدرها ستة فولت، مباشرة إلى الأوعية الدموية الملتهبة، ما يؤدي إلى تفاعل كيميائي في الأوعية الدموية، وتعطيل تدفق الدم، ما يتسبب بتقلص الباسور.
ويصاب معظم الناس بباسورين أو ثلاث، فيما يستغرق علاجهم حوالي عشر دقائق للباسور الواحد، وتم إطلاق الجهاز الكهربائي عام 2004، تبين أن نحو 85% من المرضى في أميركا يعانون من المرض بشكل متكرر، وفقًا لدراسة في المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي.
ويوضح الجراح واستشاري القولون والمستقيم في مستشفى منطقة ديوسبري كريس ماكلين، أن استئصال البواسير ليست عملية ممتعة، لذا إذا ما توفر لدينا بديل غير الجراحة سيكون الحال أفضل بالنسبة للمريض. ولكن هذا الإجراء لا يضمن انعدام الألم، كما قال مارك كولمان، وهو جراح استشاري القولون والمستقيم في "بليموث"، وهي مستشفيات تابعة للتأمين الصحي في بريطانيا، ويشير إلى أن حوالي 30% من المرضى الذين يعانون من ألم أو منزعجين من هذا العلاج، والذي يمكن أن يستمر لمدة أسبوعين.
ومن الأفضل تطبيق "Ultroid" للمرضى الذين يعانون من حالة بواسير خفيفة، كما أن هناك حلاً أكثر تطرفا، وهو علاج آخر جديد للبواسير، يستند إلى فكرة أن الحالة ليست مشكلة في الأمعاء، ولكن تنشأ من الدوالي في الحوض.
جاستن ديفيس، استشاري جراحة القولون والمستقيم والمدير الإكلينيكي لأمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "أدينبروكس"، في كامبريدج، غير مقتنع بهذا العلاج، حي أوضح "ليس هناك دليل على أن هذه التقنية الجديدة هي وسيلة فعالة لمعالجة البواسير، ونحن بحاجة لمزيد من الأبحاث حول معدلات نجاح علاج".