لندن - ماريا طبراني
أطلق عدد من المتخصصين أخيرًا خدمة الفحص المنزلي للصحة الجنسية، بعد زيادة أعداد كبار السن الذين يعانون من الأمراض المنقولة جنسيًا.
ويأمل الأطباء في أن المبادرة الجديدة ستساعد في منع اعداد متزايدة من الناس في منتصف العمر وكبار السن من التعرض لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، من خلال السماح لهم بإجراء الاختبار في منازلهم دون الحاجة إلى زيارة الطبيب وتجنب الشعور بالحرج في أثناء الانتظار في عيادة الصحة الجنسية.
وتتمثل الخدمة في توفير مجموعة اختبارات ترسل عن طريق البريد، ثم ترسل النتائج عن طريق رسالة نصية أو بريد إلكتروني، وهو أمر تستخدمه الخدمات الصحية الوطنية البريطانية للمراهقين والبالغين الشباب.
ويستطيع المرضى طلب الاختبار عبر الإنترنت لمجموعة من الأمراض تشمل "الكلاميديا" والسيلان والزهري والإيدز، ثم يجرون الاختبار، ويرسلونه إلى الجهة المعنية، ثم يتلقون النتيجة من خلال رسالة نصية في غضون سبعة أيام.
وتدعى الخدمة الجديدة "SH: 24" متاحة اليوم فقط للمرضى في لامث وساوثورك في لندن، والتي لديها أعلى معدلات الأمراض المنقولة جنسيا في بريطانيا، وهناك الكثير من الخطط لطرح هذه الخدمة في أنحاء البلاد خلال العام المقبل.
وتكشف تقارير الصحة العامة في إنكلترا عن تشخيص 1139 مصابًا بالأمراض المنقولة جنسيا ممن هم فوق الـ 65 عامًا، في 2014، و854 في العام 2012، وحوالي 27540 مصابًا تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 65 في العام 2014، و25764 في العام 2012.
وأكدت مستشارة الصحة العامة ومديرة البرنامج، جيليان هولدوسورث "تغير عدد الأشخاص الذين يصابون بالأمراض المنقولة جنسيا في الأعوام الأخيرة، فكبار السن ممن يظنون أنهم لم يعودوا في حاجة إلى استخدام حماية ما زالوا يتعرضون لخطر الإصابة بهذه الأمراض".
وأضافت "نحن نعرف أن عدد كبيرا من الناس يريدون أو يحتاجون إلى إجراء الاختبار ولكنهم يمتنعون لعدة أسباب منها القلق والشعور بالحرج عند الذهاب إلى العيادة أو أنهم لا يدركون حجم الخطر، لذلك توفر عليهم هذه الخدمة تلك الأسباب فهي سرية والنتائج تصل في غضون أسبوع، وهي مضمونة في الوقت ذاته".
ويمكن أن يسبب السيلان مرض التهاب الحوض لدى النساء، وهذا يعرضها للإجهاض أو الولادة في غير توقيتها إذا كانت حاملًا، ويمكن أن تؤدي الكلاميديا إلى العقم إذا تركت دون علاج، بينما الزهري يؤدي إلى السكتة القلبية والشلل أو الموت، وهناك العديد من الاختبارات منزلية الاستخدام ولكنها تكلف ما يزيد عن 100 جنيه إسترليني.
وجاء بفكرة خدمة الفحص المنزلي مجموعة من الأطباء ووزعت أكثر من 5500 استمارة فحص منذ إطلاق الخدمة في تشرين الثاني/نوفمبر، عبر الإنترنت، ويتم بموجب هذه الاستمارة إرسال مجموعة من الاختبارات منها الدم والبول والمزرعة، ثم تعالج العينات في المختبر، وتصل النتيجة برسالة نصية مع اقتراحات للعلاج وأماكن تلقيه، وفي حال تبين وجود إصابات بالإيدز، فإن المرضى يتلقون اتصالا فوريا من طبيب مختص.
ورحبت العديد من المنظمات الصحية بالفكرة، خصوصا تلك التي تشن حملة لزيادة الوعي للأمراض المنقولة جنسيا بين كبار السن مثل جمعية تنظيم الأسرة، وأوضح الرئيس التنفيذي لها
"معظم خدمات الصحة الجنسية تستهدف من هم أقل من 25 عامًا، ولكن لا تقتصر ممارسة الجنس على الشباب، ففي النهاية هذه مشكلة صحية، والطلاق والمواعدة تعني أن الناس يختلطون بشركاء جدد ويمارسون الجنس معهم، لكن كبار السن الذين لا يستخدمون وسائل منع الحمل، لا ينتبهون لأنهم من الممكن أن يتعرضوا لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا".