الوالدين المسيطرين على أطفالهم يمنعونهم من تكوين هوية ذاتية قوية

كشفت دراسة أجراها باحثون بريطانيون أن الراشدين الذين تعرضوا لسيطرة نفسية من قبل والديهم وهم أطفال، معرضون أكثر للإصابة بأمراض عقلية.

وقال الباحثون من جامعة لندن "UCL" إن هذا التأثير شبيه بفقدان صديق مقرب أو قريب.

وأضافوا أن "أهم عامل في تطوير الحس العقلي للأطفال هو رعاية الوالدين وطريقة تعاملهم مع أبنائهم".

وأكد الباحثون أن الوالدين المسيطرين على أطفالهم يمنعونهم من تكوين هوية ذاتية قوية، كما يحرمونهم من التعلم من أخطائهم أو مشاكلهم.. مشيرين الى أن ذلك يؤثر على صحتهم العقلية خلال حياتهم.

وأوضحوا أن الأهل الذين يوفرون رعاية واهتماما أكثر لأطفالهم، ينعكس ذلك إيجاباً على علاقاتهم مع الآخرين في المستقبل، إذ يستطيعون بناء شبكة من العلاقات ويقدرون على التعامل معها بسهولة.

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي اليوم أن ألفي شخص ولدوا في انجلترا وويلز واسكتلندا في عام 1946، قد شاركوا في الدراسة وتم طرح أسئلة عليهم بِشأن صحتهم العقلية وهم في سن المراهقة وفي الثلاثينيات من عمرهم وفي الأربعينيات والفترة ما بين إلى 64 عاماً حول طبيعة علاقاتهم بوالديهم حتى بلوغهم الـ16 من عمرهم.

وقالت الدكتورة ماي ستافورد التي ترأست هذا البحث إن "جميع الآباء والأمهات يقدمون رعاية لأطفالهم من جهة، ومن جهة ثانية يميلون إلى السيطرة عليهم".

وأضافت أنه "كلما اهتممنا بأطفالنا وحاولنا أن نفهمهم أكثر، فكلما استمعنا إليهم وتحدثنا معهم بطريقة ودية ولطيفة كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على صحتهم العقلية في المستقبل".