القاهرة - محمد عبد الحميد
أكَّد وزير الرياضة البرازيلي الجديد ريكاردو ليسر أنَّ الأزمة السياسية الحادة التي تضرب البلاد لن تُؤثِّر على الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة بين 5 و21 آب/أغسطس المقبل في ريو دي جانيرو وتم تعيين ليسر موقتًا الأربعاء بدلًا من جورج هيلتون المستقيل من منصبه، قبل أربعة أشهر فقط من افتتاح الألعاب التي تُقام مرة كل أربع سنوات.
وأشار ليسر الجمعة في مقابلة مع يومية "أو استادو دي ساو باولو" أنَّ الألعاب الأولمبية قيمة بحدِّ ذاتها، لكن لديها أيضًا أهمية اقتصادية، وللدور الذي يريد البلد أن يحتله في العالم. نُؤمن بوحدة البلاد، ولا نعتقد أنَّه بسبب أزمة سياسية يمكننا تقسيمها، أو بلوغ هذه الدرجة من اللَّاعقلانية من خلال وقوف الناس ضد مشروع مفيد.
وكان الوزير السابق هيلتون تولَّى منصب وزير الرياضة في كانون الأول/ديسمبر 2014، لكنَّه أصبح في موقف حرج منذ خروج الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، من الائتلاف الحكومي والْتِحاقه بالمعارضة، في وقت أصبحت فيه الرئيس ديلما روسيف مُهدَّدَة بالإقالة من قِبل البرلمان.
واستقال هيلتون من الحزب الجمهوري وتمسَّك بالمنصب الوزاري، وانضم إلى حزب صغير غير ممثل في الحكومة، قبل إعلان استقالته.
من جهته، يعمل ليسر في وزارة الرياضة منذ 2013، حيث يشغل منصب سكرتير الدولة المكلف بشؤون الرياضة على أعلى مستوى، ويعتبر ليسر رجل الحكومة القوي في تنظيم الأولمبياد في ريو دي جانيرو.
وأضاف ليسر أنه يعتقد -بغضِّ النظر عن المواقف السياسية للناس ورأيهم بالظروف السياسية الراهنة- أن الناس يريدون البرازيل أغنى وأكثر عدلًا، ويعتقد أيضًا أنَّ الألعاب هي واحدة من تلك اللحظات التي يرى البرازيليون أنفسهم على قدم المساواة، من دون تمييز عِرقي، أو عقائدي، أو أيديولوجي. وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أشارت قبل أيام أنَّها تتابع عن قُرب تطور الأحداث في البرازيل.
وصرَّح مُتحدِّثٌ باسم اللجنة الأولمبية لوكالة فرانس برس في ردِّ فعل على ما يحدث في البرازيل أنهم - بالطبع - يتابعون عن كثب الأحداث التي يعيشها هذا البلد، ويعملون متضامنين مع اللجنة البرازيلية المنظمة، وأنهم واثقون جدًّا أنَّه بفضل الجهد المشترك بين البرازيليين والحركة الأولمبية، ستقدم البرازيل للعالم ألعابًا أولمبية ممتازة سيفخر بها كل أبناء هذا البلد.
وأشار ليسر أنَّ تعيين الوزير قبل أسابيع من انطلاق الألعاب الأولى في تاريخ أميركا الجنوبية، لن يؤثر على الأحداث؛ فلقد أعدت الوزارة بالفعل للألعاب، وأنهم مشاركون بفاعلية في الأعداد منذ فترة طويلة، وتسير الاستعدادات بشكل جيد.
وتستضيف البرازيل -القوة الاقتصادية الأولى في أميركا اللاتينية- الألعاب الأولى في تاريخها، لكنَّها الآن مشلولة بسبب حالة من الركود التاريخي والانعكاسات السياسية والقضائية لفضيحة الفساد التي تطال في الصميم حزب العمال الحاكم.
ونزل اليسار البرازيلي الخميس رافعًا الأعلام الحمراء إلى الشوارع للتظاهر ضد إجراءات لإقالة الرئيسة روسيف التي تواجه خطرًا كبيرًا بعد انتقال الوسطيين الذين كانوا يشكلون دعامة ائتلافها الحاكم إلى المعارضة.
وتظاهرت حشود من مؤيدي حزب العمال الحاكم "دفاعا عن الديموقراطية" تحت شعار "لن يحدث انقلاب". ويأمل اليسار البرازيلي بأن تساهم هذه التعبئة في التأثير على النواب الذين ما زالوا مترددين في التصويت على إقالة الرئيسة اليسارية أو ضدها، خلال اقتراع حاسم يفترض أن يجري في منتصف نيسان/أبريل.