القاهرة - مصر اليوم
احتفى أثريون مصريون، برسومات قام بتصميمها الفنان أحمد سبروتي، تحت عنوان "ترنيمة مهد مصرية"، لدعم المنتخب الوطني المصري لكرة القدم، في بطولة كأس العالم، التي تستضيفها روسيا، وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
كتب الفنان سبروتي على رسمة اللاعب المصري العالمي "محمد صلاح"، اسم "الملك" بالقبطية القديمة ووضع أكليل الزهور على رأسه مثل "أباطرة الرومان"، وهو نفس اللقب الذي لقبته به جماهير نادي ليفربول الإنجليزي، أما عصام الحضري فجعله باسم المرشد أو الهادي، باعتباره كابتن الفريق، أما المدرب كوبر فجعله على هيئة رسومات "الأيقونات القبطية".
وقال الأثري محمد محيي لـ"بوابة الأهرام"، إن الرسومات التي قام بتنفيذها الفنان المصري، اكتسبت شيوعاً لدى الأثريين على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي مزيج ما بين لوحات الفيوم والأيقونات المسيحية، حيث ظهرت الأيقونات القبطية في العصر الروماني، بسبب انتشار الأمية والجهل بين المواطنين، فقام الفنان القبطي بتنفيذ لوحات تذكر عموم الشعب المصري بآيات الكتاب المقدس.
وضع الفنان لمساته على وجه اللاعب محمد النني، حيث جعل عيونه مكحلة مثل عيون حورس، كما يوضح الأثري محمد محيي، لافتاً أن اللاعب عمرو وردة، كان في الرسومات المنفذة أقرب لصورة التوأم في وجوه الفيوم، مضيفاً أن وجوه الفيوم، هي لوحات صغيرة مرسومة بالشمع على الخشب أو القماش، لا تتجاوز مقاييس 20 في 30 سم، وعلى الرغم من صغر حجم هذه القطع الفنية، إلا أنها تمثل حصيلة الخبرات للفن المصري على مر العصور، وشكلت "وجوه الفيوم" عبر العصور، قطع فنية تليق بحضارة عريقة.
في العام 1887م، ظهرت العديد من تلك اللوحات بحوزة نابشي القبور، هواة تدنيس المقابر المصرية القديمة وسرقة محتوياتها، من فئة المغامرين الأجانب، وحتى من نابشي القبور المصريين، ممن يجهلون عظمة ما يعثرون عليه، حيث اقتنى العديد منها جامع وتاجر التحف النمساوي المدعو "جراف"، وأقام معرضا لوجوه الفيوم عام 1889م، و كان مجموع لوحاته هو 96 لوحة، بينما باع ما يقرب من 300 لوحة، إلى متاحف كثيرة، وحتى لهواة جمع الآثار.
وأوضح محمد محيى، أن وجوه الفيوم مجهولة الهوية والأسماء، مضيفاً أنه مع تسليط الضوء على لوحات الفيوم، بدأت عمليات البحث عن تلك اللوحات بشراسة شديدة، وبدأت رحلة البحث العلمى عن أصل تلك الوجوه، نذكر منهم عالم الآثار "بترى"، الذي درس ما يقرب من 150 لوحة، ومن ثم اكتشف حوالي 80 مومياء فى منطقة الفيوم، تحمل أكفانها تلك الوجوه، ومن بعده عالم الآثار "جاستون ماسبيرو" بعدما قام بإعادة تنقيب، فعثر على 65 لوحة جديدة، مضيفاً أنه على الرغم من تسميتها بلوحات أو وجوه الفيوم، نسبة إلى أول مكان تم العثور عليها به، إلا أنه ومع كثرة حملات التنقيب، تم العثور على المزيد من اللوحات بطول مصر وعرضها، تنتمى لنفس النوعية، ونفس الأسلوب الفنى، وجميعها ترجع لعصور اختلاط المصريين بالثقافة اليونانية الرومانية، فى الفترة من القرن الأول الميلادى، ومن ثم كان الامتداد الطبيعى لها، فن الأيقونات المسيحية، فالفنان واحد وهو الفنان المصرى.
وأكد الأثري محمد محيى، أن كافة الأثريون يؤكدون أن وجوه الفيوم ليست مصرية الطابع بشكل كبير، وكذلك فإنها وبلا شك، لم يبدعها مسيحيون مصريون كما هو متداول، وإنما على الأرجح هى نتاج فناني الجاليات الرومانية المستقرة جنوب الوادي، مع إضفاء الطابع المصرى الفريد عليها، ولربما لمصريين، تأثروا بالطابع الإغريقي والروماني، التي تبنت إبراز الملامح والسمات الفردية، بطريقة شاملة ومثالية، وتسجيل واقعي لملامح الفرد.