الجزائر-مصر اليوم
قبل بداية مباراة الخميس، ما بين وفاق سطيف والمضيف مولودية الجزائر، في ملعب بولوغين، كان الوفاق على بعد نقطتين من مركز السقوط، وكانت المولودية تنتظر على أحرّ من الجمر المواجهة لأجل الارتقاء إلى المركز الأول بعد الفوز إن تحقق طبعا، ومرّ الشوط الأول متعادلا في كل شيء، ولكن في المرحلة الثانية أبانت الدقائق عن كوننا أمام فريق كبير جدا، إن واصل على نفس المنوال فقد يكون أحسن فريق كسبه وفاق سطيف في تاريخه، حيث صال وجال، ولولا سوء الطالع وعقم المهاجم جحنيط لفاز الوفاق بدلا عن الهدفين، بخمسة أهداف دون أن يصرخ أي كان بالمفاجأة.
وقفز الوفاق الذي كان مهددا بالسقوط إلى المركز الخامس رفقة مولودية وهران واتحاد العاصمة، متفوقا على أندية كثيرة منها شباب قسنطينة، وغير بعيد عن مركز الكنفدرالية الإفريقية الثالث إلا بنقطتين في دوري جزائري لا أحد بإمكانه أن يعطي اسم الفائز به أو النازل إلى الدرجة الثانية.
ما يثير في الدوري الجزائري، أن الفرق أيضا تتلون من مباراة إلى أخرى، فوفاق سطيف كان مريضا ولعب مباريات على أرضه في منتهى التواضع والضعف، ولكنه في مباراة أول أمس بدا وكأنه فريق الأحلام، وقدم درسا بليغا للمولودية، خاصة في طريقة هندسته للهجمات المعاكسة، التي كادت تنسف تركيبة المولودية الهشة وتنقلها إلى حجرة الإسعاف لو سجل السطايفية نصف الفرص المتاحة لهم في الشوط الثاني الذي كانت فيه السيطرة بالكامل لرفقاء بوصوف، اللاعب الذي أبان عن إمكانيات فنية ونضج سابق لسنه التي لا تزيد عن 19 سنة.
يتميز الدوري الجزائري عن بقية دوريات العالم في السنوات الأخيرة بكونه يبقى مفتوحا إلى غاية آخر جولاته، ومن النادر أن يسيطر فريق على المنافسة بالطول وبالعرض، لأجل ذلك نرى مشاركة أندية كثيرة في المنافسات الإفريقية والعربية، عكس دول شمال إفريقيا التي تقدم دائما نفس الأندية مثل الترجي والنجم الساحلي في تونس والوداد والرجاء البيضاويين في المغرب والأهلي والزمالك في مصر مع استثناءات قليلة جدا، لكن في الجزائر من يشارك في أي منافسة قارية يكون ترتيبه في نفس السنة متأخرا في الدوري الجزائري كما هي حال اتحاد العاصمة الموجود حاليا في المركز السابع، وشبيبة القبائل الموجودة في المركز الرابع وأتليتيك بارادو الموجود في المركز الثاني عشر، بينما يسيطر الترجي التونسي على الدوري المحلي ويسيطر أيضا الأهلي المصري ويتألق الرجاء البيضاوي بالرغم من كونه معنيا برابطة أبطال إفريقيا، التي وضع قدما في دورها ربع النهائي وأيضا كأس العرب التي وضع أيضا قدما في دورها نصف النهائي، أما النوادي الجزائرية فهي لا تمتلك النفس الطويل للمنافسة على جبهتين في نفس الموسم.
لو نظرنا إلى الفرق الـ16 التي تنشط حاليا الدرجة الأولى المحترفة في الجزائر، نجد أنها جميعا سبق لها أن شاركت في كأس إفريقيا للأندية بمختلف صيغها، إلا جمعية عين مليلة ونادي مقرة واتحاد بسكرة، أما البقية فكانت لها صولات وجولات في القارة السمراء تضاف إليها عدة أندية شاركت قاريا وعربيا، وهي الآن في الأقسام الدنيا مثل غالي معسكر ومولودية قسنطينة واتحاد عنابة وديناميكية الجزائر واتحاد الحراش والقبة وبني ثور وغيرها أضعاف، أي إن المنافسة الخارجية مفتوحة لجميع الأندية، لكن الاستقرار غير ممكن وهو ما يجعل الدوري الجزائري في مرحلة العودة قابلا لكل الاحتمالات، فمولودية الجزائر التي قالت إدارتها بأنها ستعود إلى الألقاب وقال لاعبها التونسي مهدي الورتاني بأنها ستفوز بلقب الدوري تبدو بعيدة جدا عن هذا اللقب لو واصلت اللعب بنفس الطريقة وقد تعاني من شبح السقوط، أما وفاق سطيف التي قال رئيسها فهد حلفاية بأنها ستلعب لتفادي السقوط، لكن لو واصلت اللعب بنفس الطريقة فستقلص الفارق الذي يفصلها عن بلوزداد وهو تسع نقاط بسهولة وتتوج بلقب الدوري وربما الكأس أيضا، ولكن المشكلة أن الثبات على نفس المستوى غير مضمون.
ما بين نصر حسين داي الموجود في دائرة السقوط في المركز الرابع عشر وما بين ثالث الترتيب اتحاد بلعباس الموجود في مرتبة إفريقيا، مجرد ست نقاط قادرة على التبخر في مباراتين فقط، مما يعني أن كل شيء وارد في قادم الجولات واسم الفائز مؤجل حتى شهر مايو، ونفس الشيء عن اسم النازلين، والأمر يتكرر في الأقسام الدنيا.
قد يهمك أيضًا: