الكويت - مصر اليوم
حصد المنتخب العماني، بعد مباراة من أجل اللقاءات النهائية في تاريخ بطولة كأس الخليج، زعامة الخليج بفوزه بالبطولة التي استضافتها دولة الكويت في نسختها رقم 23، وعلى حساب منافس قوي ورائع، هو المنتخب الإماراتي، حيث كان اللقاء ماراثونيًا، استمر 120 دقيقة، وحسم اللقب بركلات الترجيح التي خانت الأبيض الإماراتي هذه المرة، بعدما قادته للتأهل للنهائي على حساب العراق، وكانت المباراة مسرحًا لصراع تكتيكي خارج الخطوط بين الهولندي بيم فيربيك المدير الفني لمنتخب عمان، والإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب الإمارات.
توهج الأخطبوط
وتبقى على رأس الملامح الفنية للمباراة تألق أخطبوط منتخب عمان فايز الرشيدي، الذي تصدى لركلة جزاء حاسمة قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة من عمر عبد الرحمن، ليعيد فريقه للمباراة بقوة ثم لعب دور الحسم من جديد بعد أن تصدى لركلة ترجيح أخيرة من عمر عبد الرحمن أيضًا، وخطف الرشيدي الأضواء على مدار وقت المباراة وأيضًا الأداء الذي قدمه في ركلات الترجيح، ليسحب البساط من تحت أقدام نجوم المنتخبين، وأيضًا الملامح الفنية للمباراة خاصة أنه نجم اللقاء، ولا يقلل تألق الرشيدي من المستوى المبهر الذي قدمه خالد عيسى حارس مرمى الإمارات، صاحب الأداء المتميز على مدار البطولة، وأيضًا المستوى الرائع في النهائي بتصدياته لعدة محاولات عمانية، ساهمت في خروجه بشباك نظيفة على مدار 5 مباريات في البطولة.
ولا ينكر أحد الطفرة الرائعة التي ظهرت على المنتخب الإماراتي تحت قيادة زاكيروني الذي تولى المهمة قبل بطولة الخليج بفترة ليست طويلة، ولكنه سرعان ما نجح في وضع أسلوب وفلسفة تكتيكية له مع الأبيض، ورغم هذه الطفرة، إلا أن زاكيروني ارتكب بعض الخطايا في النهائي أبعدت الأبيض عن الفوز، أبرزها التراجع الدفاعي الزائد خاصة في الشوط الثاني، وعدم إشراك لاعب بتكليفات هجومية بعد خروج أحمد خليل سوى في الوقت الإضافي الثاني أملاً في خطف هدف قاتل، وارتكب زاكيروني خطيئة أخرى بمنح عموري تسديد ركلة الترجيح الأخيرة، رغم أنه أضاع ركلة جزاء في المباراة، وبالتالي ربما لا يتحمل هذا الاختبار مرتين، وبالتالي كان من الأفضل إبعاد عموري عن الركلة الأخيرة تحديدًا.
وقدم منتخب عمان مباراة تكتيكية رائعة من العيار الثقيل بقيادة بيم فيربيك، حيث لعب الأحمر المباراة على مراحل، واعتمد على الانضباط التكتيكي مع مرونة في طريقة اللعب على مدار اللقاء أكثر من مرة، بتغيير لخطة فيربيك سواء باللعب بطريقة 4-3-3 أو 4-5-1، وأيضًا الانتظار بالتغييرات حتى الوقت الإضافي لاستهلاك بعض الوقت، ولعب خط الوسط العماني دورًا مهمًا في هذا الأداء المبهر، خاصة القائد أحمد مبارك كانو، ورائد إبراهيم ومحسن جوهر بجانب المهاجم المتميز والخطير خالد الهاجري، الذي قدم أداءً رائعًا وأرهق دفاع الإمارات.
وقدم منتخب الإمارات أيضًا مباراة رائعة تكتيكيًا، وظهر بمستوى بدني متميز في الوقت الإضافي، ولم يسمح لعمان بفرص مؤثرة سوى بعض الكرات في الشوط الثاني، أبعدها خالد عيسى، وتبقى الظاهرة اللافتة، تراجع المهاجم علي مبخوت وإهداره العديد من المحاولات، التي كانت كفيلة بحسم الأمور، وربما يأتي هذا التراجع بسبب توالي المباريات بالنسبة لمبخوت باستمرار سواء مع المنتخب أو فريقه الجزيرة الإماراتي.