لندن - سليم كرم
يمتلك المدرب رافاييل بنيتيز مكانة وقدرات أكبر من دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، لكنه ربما لم يسمع ضجيجًا مشابهًا كالذي سمعه في ملعب "سان جيمس بارك"، في ليلة الترقي، بعد أن قاد نيوكاسل يونايتد إلى العودة إلى الدوري الممتاز. وتشهد القليل من الملاعب الإنجليزية صخبًا مثل ملعب نيوكاسل، عندما تسير الأمور بشكل جيد، حيث كان لدى المشجعين الكثير ليغنوا من أجله.
وظهرت سعادة بنيتيز بشكل واضح، إذ سار بثقة حتى منتصف الملعب لتحية الجماهير، وضرب الهواء بقبضته، بعد أن شاهد فريقه يسحق بريستون نورث إند 4-1. ولم تكن هتافات التشجيع موجودة طيلة الموسم، في ظل تعثر نيوكاسل مع اقتراب الموسم من نهايته، لكن رغم تعرضه لهزيمتين، وتعادله في المباريات الثلاث التي سبقت لقاء الإثنين، فإن الثقة لم تتبدد مطلقًا عند المشجعين، الذين يعرفون كيفية مساندة فريقهم. وفي ظل عثرات الأعوام القليلة الماضية، والخلافات التي دخل فيها مشجعو نيوكاسل مع مالك النادي، مايك آشلي والعديد من أسلاف المدرب بنيتيز، فإن المدرب الإسباني، البالغ عمره 57 عامًا، يستحق تقديرًا رائعًا لإبقائه على الجميع معًا.
ومنذ احتلال المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز، في 2012، تحت قيادة آلان باردو، تراجع نيوكاسل بشدة، وتجنب الهبوط بصعوبة مرتين، قبل أن يسقط إلى الدرجة الثانية في الموسم الماضي، بعد فوز غريمه التقليدي سندرلاند، خارج ملعبه، على إيفرتون.
ويبدو أن سندرلاند، متذيل الترتيب حاليًا، والذي اقترب من الهبوط في الأعوام القليلة الماضية، في طريقه إلى الدرجة الثانية، برفقة ميدلسبره، صاحب المركز قبل الأخير، وهو ما سيترك نيوكاسل كأبرز فرق منطقة الشمال الشرقي.
وقال بنيتيز: "من اليوم الأخير في الموسم الماضي، عندما هزمنا توتنهام (5-1)، أردت إظهار ولائي وإعادة بناء الفريق، أنا سعيد حقًا من أجل الفريق والمشجعين، من أجل الجميع.
وأثبت هذا الموسم عدم صحة كل الشكوك حول قدرة المدرب، الذي قاد ليفربول إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا عام 2005، على التأقلم على صعوبة وتقلبات دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، وكان أهم شيء بالنسبة لمدرب ريال مدريد وإنتر ميلان السابق، إقناع آشلي بأن من يهبط نادرًا ما يعود سريعًا، إذ يحتل نوريتش سيتي وأستون فيلا، اللذان هبطا أيضًا الموسم الماضي، المركزين الثامن والـ12 في الجدول، على الترتيب. وكانت هناك حاجة واضحة للاعبين جدد، وفي الصيف حصل بنيتيز على 55 مليون جنيه إسترليني (70.33 مليون دولار)، أنفقها على ضم 12 لاعبًا جديدًا، أثبت أغلبهم أنهم صفقات جيدة.
وقاد الهجوم دوايت جايل، الذي سجل 22 هدفًا، لكنه غاب عن مباراة الإثنين؛ بسبب الإصابة، وخلفه مباشرة كان مات ريتشي يعرف بالتحديد ما يتطلبه الأمر، إذ سبق له الترقي إلى الدوري الممتاز مع بورنموث، بينما قدم سياران كلارك دعمًا قويًا إلى دفاع نيوكاسل، المهتز في المعتاد، والنتيجة الآن هي الترقي إلى الدوري الممتاز، وهو ما كان دائمًا أقل عائد لاستثمارات آشلي.
وبعد مباراة الإثنين مباشرة، أكد بنيتيز لإدارة النادي أنه لا زال يتوقع أن يدعم آشلي التشكيلة، التي تبدو الآن بعيدة عن مستوى الدوري الممتاز. وقال، مؤجلاً المعركة إلى يوم آخر، مع تردد الهتافات من حوله: "أعتقد أن علينا تحليل العديد من الأشياء، وأن نفعل ما نحتاجه لنكون أقوى".