لندن - مصر اليوم
تنطلق بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2020، يوم 11 يونيو الجاري، وهي نسخة استثنائية، ستقام لأول مرة في 12 مدينة أوروبية. البطولة سيشارك بها 24 منتخبًا كما النسخة السابقة، وتم تأجيلها لمدة عام، فكان مقررًا لها أن تُقام العام الماضي، لكن فيروس كورونا تسبب في تأجيلها. بطولة يورو 2020 تُعد من ضمن الأقوى على صعيد المنتخبات، فهي تأتي في المركز الثاني بعد بطولة كأس العالم، وذلك لوجود منتخبات قوية من القارة الأوروبية. نهائيات اليورو، هي سلسلة نسرد فيها تفاصيل أبرز المباريات النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية، قبل انطلاق النسخة الجديدة، وفي هذه الحلقة، نستعرض قصة نهائي بطولة عام 2016، والذي جمع المنتخب البرتغالي بنظيره الفرنسي. البطولة أقيمت على أرض فرنسا، للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبًا، للمرة الأولى كان هناك دور ثمن نهائي.. اليويفا أعطى فرصة لعدد إضافي لمنتخبات القارة للتنافس في البطولة.
المباراة النهائية جمعت فرنسا صاحبة الأرض، أمام منتخب البرتغال بحضور 76 ألف متفرج تقريبًا.. فرنسا صاحبة التتويجين باللقب القاري، والبرتغال التي كانت تبحث عن الفوز بأول لقب لها في البطولات الكبرى. منتخب فرنسا صاحب الأرض تأهل للنهائي بأداء قوي، تصدر للمجموعة، ثم الانتصار على إيرلندا وإيسلندا وألمانيا في الأدوار الإقصائية، عكس منتخب البرتغال، الذي عانى بداية من دور المجموعات، وصعوده كأحد أفضل 4 ثوالث بعد تعادله في 3 مباريات، ثم الفوز على كرواتيا في الوقت الإضافي، وبولندا بضربات الترجيح، ثم الانتصار على ويلز في نصف النهائي بثنائية. البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، أمام فرنسا بتشكيل مدجج بالنجوم، وأفضلية الأرض والجمهور.. كل العوامل كانت تشير لتحقيق الديوك للقبهم الأوروبي الثالث، حتى في وجود رونالدو أمامهم.
المباراة بدأت، وناني كاد أن يسجل هدف التقدم للبرتغال في الدقيقة الرابعة بعد تواجده في موقع شبه انفراد بمرمى فرنسا لكنه أهدر الفرصة. كل الآمال للبرتغاليين كانت معلقة على نجمهم الأول، وأفضل لاعب في العالم آنذاك، رونالدو، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان.. في الدقيقة الثامنة، تعرض رونالدو لإصابة قوية بعد تدخل عنيف من ديميتري باييه.. رونالدو يتألم، والجهاز الطبي للبرتغال يتدخل، ليعود كريستيانو بعد دقائق على أرضية الملعب. معنويات لاعبي البرتغال تأثرت، حتى أن جريزمان كان قريبًا للغاية من تسجيل هدف التقدم لفرنسا، لكن براعة ريو باتريشو حارس المرمى حالت دون ذلك.
وفي الدقيقة 17، سقط رونالدو على الأرض.. بكى أفضل لاعب في العالم، ومعه توقف العالم بالنسبة للشعب البرتغالي، فأكبر آمالهم انهار وسقط.. عاد “الدون” فسقط على الأرض مرة أخرى بعد دقائق.. خرج رونالدو بلا عودة، واستكمل منتخب البرتغال المباراة بدون قائده وأفضل لاعبيه. المنتخب الفرنسي استغل تراجع معنويات البرتغاليين، وأخذ لاعبوه يسددوا الكرات واحدة تلو الأخرى، كان الأبطال هم باتريشو وخط الدفاع بقيادة بيبي، أما خطي الهجوم والوسط، فلا حول لهم ولا قوة بعد خروج أفضل من فيهما. فرناندو سانتوس مدرب البرتغال لم يكن بيده حيلة سوى الدفع ببعض الأوراق سواء كانت دفاعية أو هجومية، وقام بإشراك إيدير مهاجم سبورتينج براجا آنذاك في الدقيقة 79، بدلًا من ريناتو سانشيز، لزيادة الكثافة الهجومية.
صمود البرتغاليين استمر، حتى أن القائم الأيمن تعاطف معهم بتصديه لتسديدة جينياك في الدقيقة 92، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ويتجه الفريقان للأشواط الإضافية. رونالدو لم يستطع دعم لاعبيه على أرضية الميدان، لكنه دعمهم بنصائحه وتوجيهاته من خارج الخط، كان مدربًا ثانيًا مع سانتوس، قام بتحفيز زملائه طيلة أحداث المباراة وبين الأشواط الإضافية وقبلها. ظهر التعب على الفرنسيين في الوقت الإضافي، واستغل ذلك لاعبو البرتغال، وأهدروا أكثر من فرصة حتى أن العارضة تعاطفت مع فرنسا في كرة لـ جيريرو.
وفي الدقيقة 109، استلم إيدير الكرة وحده في وسط ملعب فرنسا، وسط 5 لاعبين أو أكثر من منتخب الديكة، وفي لحظة، قرر اللاعب تسديد الكرة.. سدد إيدير الكرة وكأنه سمع رونالدو يقول له" سدد يا إيدير".. سدد كرة أرضية زاحفة، سكنت شباك لوريس حامي العرين الفرنسي، لتسكن شباكه، معلنة عن هدف التقدم للبرتغال.. هدف أنسى رونالدو إصابته وحزنه وصار يركض كالمجنون على أرضية الملعب.. هدف توج أخيرًا مجهوده ومجهود زملائه بالبطولة الأوروبية، في أحد أقوى نهائيات اليورو وأكثرهم إثارة ومتعة وعاطفة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :