برشلونة الإسباني

بات من المحتمل أن تكون خسارة المحامي جوان لابورتا، الرئيس الأسبق لبرشلونة، لسباق انتخابات رئاسة النادي الكتالوني لصالح منافسه الأبرز على الساحة، جوسيب ماريا بارتوميو، الذي سيتولى قيادة النادي لمدة ست سنوات قادمة حتى عام 2021 ، هي الفصل الأخير في العلاقة بينه وبين نادي برشلونة.

"لن استسلم!" تلك هي العبارات التي رددها لابورتا قبل مغادرة كامب نو عندما كانت تشير المؤشرات إلى اكتساح بارتوميو للغالبية العظمى من الأصوات قبل فرز 50% من إجماليها.

وعلى الرغم من عبارة عدم الاستسلام التي رددها المحامي الشهير، والتي كان يبغي بها نقل رسالة واضحة مفادنا "أننا لا نريد رئيسا مصطنعا لبرشلونة، ولا استثمارات قطر ولا تفكيك مدرسة لاماسيا"، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن الأغلبية العظمى التي وضعت ثقتها في بارتوميو، ومن قبله روسيل منذ خمس سنوات، لم تعد تثق في لابورتا الذي أصبحت علاقته بالنادي الكتالوني على المحك.

والظهور الأول للابورتا في انتخابات عام 1997 عندما كان ضمن قائمة المرشح للرئاسة أنخل فيرنانديز في مواجهة جوسيب لويس نونيز، واستطاع بعدها كسب ثقة الجمعية العمومية للنادي الكتالوني عندما سخر نفسه لخدمة النادي حتى استطاع القفز على كرسي الرئاسة في انتخابات 2003 ليحقق نادي برشلونة خلال 7 سنوات انجازات فريدة من نوعها أبرزها حصول النادي على السداسية التاريخية عام 2009.

فالدافع وراء خوض لابورتا لإنتخابات الرئاسة هذه المرة هو الفأل الحسن الذي صاحبه في انتخابات 2003 عندما كان المرشح الأقل حظوظا، ولكنه استطاع الفوز بالمنصب الرفيع آنذاك مع تحقيقه أرقام مذهلة (27.138 ألف صوت بنسبة 52.27%) أمام منافسه الأبرز حينها لويس باسات (16.412 ألف بنسبة 31.8%). 

إلا أنه لم يجول بخاطره أن بارتوميو قادر على الفوز بكرسي الرئاسة خاصة بعد الإنجاز الذي حققه النادي تحت قيادته عندما حقق الثلاثية التاريخية قبل عدة أشهر، في وقت حرج كان يمر به الفريق ووسط عقوبات الفيفا له.

قَبِل لابورتا التحدي ولكنه دخل السباق متأخرا عندما كشف كل المنافسين عن أوراقهم وكسبوا ثقة مؤيديهم من الأعضاء.

واعتمد لابورتا على اسمه اللامع خلال حملته الانتخابية التي لم يكن فيها الكثير من الجهد لكسب ود الأعضاء مكتفيا بترديد بعض الأسماء الرنانة ولكنها دون مضمون على أرض الواقع، على الرغم من كون بعضها رموز للنادي الكتالوني مثل: مؤسسة اليونسيف ويوهان كرويف وكتالونيا ومدرسة لاماسيا.

وختاما، على الرغم من حصول لابورتا على نسبة لا بأس بها خلال هذه الانتخابات (33,03%) إلا أنها لم تكن كافية لفوزه، واستمرت ثقة الجمعية العمومية في النظام الإداري الحالي بالنادي الذي بدأه الرئيس السابق، ساندرو روسيل، منذ خمس سنوات، للتواصل المسيرة خلال ست سنوات أخرى مع الرئيس الحالي جوسيب ماريا بارتوميو.

وتحول بارتوميو بعد فوزه بانتخابات السبت من رئيس مؤقت للنادي إلى رئيس جديد بدعم من الناخبين الذين تخطوا أكثر من 45 ألف عضو في النادي الكتالوني.

وحصل بارتوميو على 54,63% من إجمالي الأصوات الصحيحة متفوقا على لابورتا، وجاء خلفهما أجوستي بينيديتو بنسبة 7,16% من مجموع الأصوات ثم توني فريتشا في المركز الأخير بنسبة 3,70% من الأصوات.