الروسية ماريا شارابوفا

تعود نجمة التنس الروسية ماريا شارابوفا إلى الملاعب، الأربعاء المقبل، عبر بطولة شتوتجارت بعد غياب 15 شهرًا من الإيقاف بسبب المنشطات، وسط اهتمام عالمي وحالة من السجال، بشأن بطاقة الدعوى (وايلد كارد) التي حصلت عليها شارابوفا للمشاركة في البطولة.

وشارابوفا الفائزة بخمسة ألقاب في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، والمصنفة الأولى على العالم سابقا، ستستهل مشوارها في بطولة شتوتغارت، بمواجهة لاعبة سيتم تحديد هويتها لاحقا وذلك عقب نهاية عقوبة إيقافها.

وتخوض شارابوفا المباراة الأولى لها منذ خروجها من دور الثمانية لبطولة أستراليا المفتوحة، على يد الأميركية سيرينا ويليامز في كانون الثاني/يناير 2016. وقال ماكس ايسينبود وكيل أعمال شارابوفا الأسبوع الماضي، أن عقوبة الإيقاف، التي تعرضت لها اللاعبة الروسية قد تكون خير حافز لها للمنافسة على الميدالية الذهبية في أولمبياد 2020، وأنها حققت جميع ألقاب البطولات الكبرى باستثناء اللقب الأولمبي.

وتحدث ايسينبود عن مساعي شارابوفا التي بلغت عامها الثلاثين يوم الأربعاء الماضي، للفوز بلقب بطولة شتوتغارت بعد أن سيطرت على اللقب ثلاث مرات متتالية بين عامي 2012 و2014. وتناولت شارابوفا مادة ميلدونيوم لعدة أعوام، قبل أن تصبح غير قانونية، بموجب لائحة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) الصادرة في الأول، من يناير/كانون الثاني عام 2016، وهو ما لم تنتبه إليه اللاعبة والفريق الخاص بها، ليأتي اختبار المنشطات الذي خضعت له خلال مشاركتها العام الماضي، ببطولة استراليا، إحدى بطولات (غراند سلام) الأربع الكبرى، إيجابيا.

وفرضت عقوبة على شارابوفا بالإيقاف لمدة عامين، قبل أن يتم تقليصها من قبل المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس). واستندت كاس في قرارها بتقليص العقوبة أن الاتحاد الدولي للتنس، خلافا لما حدث في حالات أخرى، لم يتخذ خطوات مقبولة لإبلاغ اللاعبين بإدراج مادة ميلدونيوم في قائمة المواد المحظورة. وقالت شارابوفا عبر صفحتها على شبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي بعد حكم كأس "بطرق عدة، أشعر بأن شيء أحبه قد أخذ مني، وسأكون ممتنة لو عاد لي، التنس مصدر عاطفتي وأنا افتقده".

وخسرت شارابوفا كل نقاطها في التصنيف العالمي، وفي سبيل عودتها إلى مصاف البطولات الكبرى، فإن اللاعبة الروسية تستعيض عن المشاركة في البطولات الصغيرة وتصفيات البطولات عبر قبول بطاقات الدعوى (وايلد كارد). وأعربت بعض اللاعبات ومن بينهن الألمانية انجيلكه كيربر المصنفة الأولى على العالم، عن اندهاشهم من حصول شارابوفا على بطاقة دعوة في بطولات شتوتغارت وروما ومدريد، بينما لم يتضح بعد مصيرها من المشاركة في بطولتي فرنسا المفتوحة وويمبلدون.

ولجأت أخريات للحديث عن إسهامات شارابوفا في ملاعب تنس السيدات عبر السنين، وهو ما ساعدها على أن تصبح اللاعبة الأكثر دخلا على مستوى جميع الرياضات، بدخل سنوي يبلغ نحو 20 مليون دولار. وقال ماركوس جونتهاردت مدير بطولة شتوتغارت مؤخرا لصحيفة "سود دويتشه تسيتونج" أن شارابوفا تستحق الحصول على بطاقة دعوى، للمشاركة في البطولة المقامة على الملاعب الرملية بصفتها حاملة اللقب ثلاث مرات من قبل، كما أنها سفير لشعار شركة سيارات "بورش" الراعي الرئيسي للبطولة.

وشدد جونتهاردت على أن البطولة لم تقدم على تغير برنامجها بسبب شارابوفا، لأن منافسات الدور الأول كانت تقام يوم الأربعاء في كل عام، وأنه تشاور مع الاتحاد الدولي للتنس، ورابطة البطولات العالمية للاعبات التنس المحترفات قبل منحها بطاقة دعوة. وقال انكه هوبر المدير الرياضي لبطولة شتوتجارت "لن تكون الأمور سهلة بالنسبة لماريا، الأمر لا يتعلق بعودتها إلى الملاعب بعد 15 شهرا من الغياب وتلعب وكأن شيئا لم يحدث".

وقللت شارابوفا من الحديث عن إمكانية تعرضها لاستقبال فاتر في شتوتغارت، وقال "أخر شيء أفكر فيه، أدرك تماما أنني محل احترام داخل الملعب، أرى ذلك من خلال الطريقة التي يواجهني بها المنافسون".