القاهرة - ندى أبو شادي
بورانو هي جزيرة تقع في بحيرة البندقية شمال إيطاليا على بعد تسعة كيلومترات من مدينة البندقية، تشتهر بروعة مبانيها الملونة وهدوءها الساحر فضلا عن صناعة الدانتيل، وتحظى في قلوب محبيها بخصوصية كبيرة، لذا فدوما ما يقصدونها عاما بعد أخر دون ملل .
في حين أن البندقية هي بالتأكيد أحد الوجهات السياحية الأكثر شعبية في إيطاليا، إلا أن جزيرة بورانو القريبة والتي يمكنك زيارتها خلال رحلتك بمدينة القنوات المذهلة ستأخذ في رحلة من الألوان إلى واحة سحرية من الجمال بعيدا عن صخب وحشود السائحين، حيث تشتهر هذه الجزيرة الهادئة بجمالها الطبيعي الفريد الذي ينبع من بين المنازل الملونة وقوارب الصيد البسيطة وود سكانها المحليين الذين يستقبلون الزائرين بابتسامة رائعة ويبادرون في تقديم المساعدة في ترحاب.
وعلى الرغم من أن الآلاف من السائحين يقدمون على زيارة البندقية يوميا على مدار العام، لا يفكر إلا القليل منهم في السفر إلى جزيرة بورانو الصغيرة تلك، وقد يكون ذلك نتيجة أن العديد من زائري فينيسيا لا يخططون للبقاء طويلا وعادة ما تكون رحلتهم ليوم واحد فقط، ومن ثم فيفضلون رؤية المعالم السياحية الرئيسية في المدينة دون القيام برحلات، ولكن إن كان لديك الوقت لقضاء 45 دقيقة فقط في رحلة عبر القارب للوصول إلى بورانو، ستكتشف عالم مذهل من الألوان مع فرص عدة للاسترحاء والاستمتاع فضلا عن تناول أشهى الأطباق الإيطالية التقليدية ناهيك عن المأكولات البحرية الشهية.
عند وصولك إلى بورانو فإن أول ما سيجذب انتباهك هي تلك الألوان الرائعة التي تزين تقريبا كل منزل هناك، والتي لم يتم اختياراها عشوائيا أو عن طريق الصدفة، ولكنها جزء من الخطة المحلية بالجزيرة لجذب المزيد من الزائرين مع مجموعة جميلة من المباني الملونة، وبالفعل مع تلك الألوان الزاهية تعد بورانو حلم جميل لمحبي التصوير الفوتغرافي.
ولعل ما يزيد من روعة تلك الألوان وتمازجها بهذا الشكل المبهر هو التنظيم المتبع من قبل المسئولين، فعندما يرغب السكان في تغيير ألوان منازلهم يجب عليهم أولا تقديم طلب إلى الحكومة المحلية، والتي سوف تستجيب مع قائمة من بعض الألوان المسموح بها، وهذا هو جزء من نظام محدد يعود جذوره إلى تاريخ محلي قديم، حيث اعتمد صيادي الجزيرة قديما على تلوين منازلهم بألوان فريدة من نوعها حتى يتمكنوا من رؤية الجزيرة خلال رحلة العودة، خاصة وأن بورانو كانت لا تظهر لهم من بعيد في فصل الشتاء نتيجة للضباب الكثيف.
بالإضافة إلى كونها ملونة ورائعة، بورانو معروفة أيضا بصناعة الدانتيل، فمنذ القرن ال 16 تميزت الجزيرة بإنتاج الدانتيل المصنوع يدويا عالي الجودة، ويمكنك التعرف أكثر على تاريخ هذه الصناعة المميزة بمتحف الدانتيل، ومتحف ديل ميرليتو دي بورانو، الذي يضم مدرسة صنع الدانتيل التي يعود تاريخها إلى عام 1872 .
وإذا كنت تخطط لشراء الهدايا من الدانتيل في بورانو، ستجد العديد من المحلات التجارية المحلية التي تقدم مجموعة من أجمل التذكارات في الساحة المركزية، فقط تأكد من أنك لن تدفع مبلغ مبالغ فيه، وأن قطعة الدانتيل التي ستقوم بشرائها هي في الواقع يدوية الصنع.
ويسمى الشارع الرئيسي في بورانو “فيا غالوبي”، والذي يضم أيضا العديد من المحلات التجارية لبيع الدانتيل، والمخابز ومحلات الحلويات التي تعرض حلوى إيطالية التقليدية.
عند زيارتك جزيرة بورانو الرائعة سوف يجذب انتباهك أيضا برج سان مارتينو المائل والذي يعود إلى القرن السادس عشر والذي يهيمن على مركز بورانو، ويقدم للزائرين إطلالة مذهلة على الجزيرة.
خلال وجودك بجزيرة بورانو سوف تلاحظ بلا شك قوارب الصيد الجميلة الحاصة بالسكان المحليين والتي تغادر في الصباح وتعود في نهاية اليوم مع مجموعة متنوعة من الأسماك، ولعل ذلك ما يفسر شهرة الجزيرة بأطباق المأكولات البحرية الطازجة التي ندعوك لتجربتها بأحد المطاعم المحلية الرائعة.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك الكثير للقيام به أثناء زيارة بورانو، إلا أن هذا هو جزء من جاذبيتها، فهناك لن تواجه حشودا ضخمة من السائحين، فقط ستضي وقتك في الاستمتاع بألوان تلك الجزيرة الجميلة، مع التسوق بين عدد قليل من المتاجر الصغيرة والمقاهي والمطاعم الرائعة، ولذا تعد تلك الجزيرة حقا مكان رائع للاسترخاء مع نزهة على مهل بين المشاهد الجميلة، فقط تأكد من إحضار الكاميرا الخاصة بك لأنك على الأرجح ستلتقط مجموعة لا تقارن من الصور الفوتغرافية التي لا تنسى.