البيئة البحرية

 قد يدفع دماغ متحجر لمخلوق يشبه القريدس بثلاث عيون، والذي سبح في المحيطات قبل 500 مليون سنة، إلى إعادة التفكير في تطور الحشرات والعناكب.

ويوصف المخلوق، المسمى Stanleycaris hirpex، بأنه "مادة الكوابيس". وكان له عينان على سيقان، وعين ثالثة في منتصف رأسه، وفم دائري رائع الشكل تصطف على جانبيه الأسنان، ومخالب أمامية مع مجموعة رائعة من الأشواك.

وعاش Stanleycaris خلال "الانفجار" الكمبري - وهي فترة تطور سريع ظهرت فيها معظم مجموعات الحيوانات الرئيسية في السجل الأحفوري.

وكان ينتمي إلى فرع قديم منقرض من شجرة تطورية لمفصليات الأرجل تسمى Radiodonta - ترتبط ارتباطا وثيقا بالحشرات والعناكب الحديثة.

وعلى الرغم من المظهر الغريب لـ Stanleycaris، إلا أن محتويات رأسه هي التي أثارت اهتمام العلماء.

وفي دراسة أجريت على أكثر من 250 عينة متحجرة من Stanleycaris يعود تاريخها إلى 506 مليون سنة، وجدوا أن الدماغ والجهاز العصبي المركزي لا يزالان محفوظين في 84 من الحفريات.

وأظهروا أن دماغ Stanleycaris كان يتألف من جزأين - بدلا من ثلاثة مثل الحشرات الحالية - يلقي ضوءا جديدا على تطور دماغ المفصليات، والرؤية، وهيكل الرأس.

وجمعت أحافير Stanleycaris من Burgess Shale - رواسب حاملة للأحافير مكشوفة في جبال روكي الكندية في كولومبيا البريطانية - في الثمانينيات والتسعينيات.

ومن النادر العثور على أنسجة رخوة متحجرة. ومعظم الحفريات عبارة عن عظام أو أجزاء صلبة من الجسم مثل الأسنان أو الهياكل الخارجية، بينما يتكون المخ والأعصاب من مواد شبيهة بالدهون لا تعيش عادة.

وأظهروا أن دماغ Stanleycaris كان يتألف من جزأين - المخ الأولي والدقيق المخي - متصلين بالعيون والمخالب الأمامية على التوالي. وتتحكم هذه الأجزاء من الدماغ في الرؤية وإشارات الهوائي في المفصليات اليوم.

وفي مفصليات الأرجل الحالية، مثل الجنادب والحشرات الأخرى، يتكون الدماغ من ثلاثة أجزاء - protocerebrum وdeutocerebrum وtritocerebrum.

وفي حين أن الاختلاف في جزء واحد قد لا يبدو أنه يغير قواعد اللعبة، إلا أنه في الواقع له آثار علمية جذرية، وفقا للباحثين.

ونظرا لأنه يمكن العثور على نسخ متكررة من العديد من أعضاء المفصليات في أجسامها المجزأة، فإن معرفة كيفية اصطفاف الأجزاء بين الأنواع المختلفة هو المفتاح لفهم كيفية تطور هذه الهياكل.

وكان Stanleycaris عضوا في radiodonts، وهي الحيوانات المفترسة التي كانت من أكبر الحيوانات الموجودة خلال العصر الكمبري.

وهذا يشمل "العجيبة الغريبة" Anomalocaris الشهيرة، والتي يصل طولها إلى ما لا يقل عن 3 أقدام و3 بوصات (1 م).

وبالإضافة إلى زوج من العيون المطاردة، يمتلك Stanleycaris عينا مركزية كبيرة في مقدمة رأسه - وهي ميزة لم تُلاحظ من قبل في مجال المستشعرات.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السعودية تعلن اكتشاف كائنات بحرية عملاقة وجزر جديدة شمال البحر الأحمر

 

أقدم محنط كائنات بحرية في مصر يكشف "أسرار المهنة