القاهرة - مصر اليوم
تسبب قرار وزارة الزراعة بربط صرف الأسمدة عن طريق كارت الفلاح بدلا من بطاقة الحيازة الزراعية، كما هو متبع قديما، فى أزمة عدم صرف الأسمدة للمزارعين، مما يهدد الانتاجية المتوقعة لمحاصيلهم الشتوية، وهى الشكاوى التى تعاملت معها الوزارة بصرف 50% فقط من حصة صرف الأسمدة. ففى محافظة قنا، اشتكى مزارعون من أزمة نقص الأسمدة الزراعية التى تتكرر كل عام، مما تهدد إنتاجيتهم من المحاصيل، ما جعل سعر الأسمدة فى السوق السوداء يتجاوز 400 جنيه للشيكارة الواحدة، مطالبين الدولة بالتدخل لدعم المحاصيل الاستراتيجية فى صعيد مصر مثل قصب السكر والقمح. وقال أحمد على إسماعيل، مزارع بمركز قنا، إن المزارعين دفعوا ثمن السماد منذ أكثر من 5 أشهر للجمعيات الزراعية بسعر 172 جنيها للشيكارة وحتى الآن لم يتم صرف الأسمدة وما تم صرفه لا يزيد عن 25% من تلك الكميات، وهو ما أثّر سلبا على إنتاجية زراعة قصب السكر، حيث تزرع بمحافظة قنا وحدها نحو 120 ألف فدان سنويا بمحصول القصب، تنتج ما يزيد عن 3 ملايين طن قصب سكر.
نقص الأسمدة بالجمعيات الزراعية دفع المزارعين للاعتماد على السوق السوداء لإنقاذ زراعتهم وشرائها بسعر خرافى يصل إلى 400 جنيه للشكارة الواحدة، وفقا لعمران شكرى، مزارع بمركز نقادة. لكن مديرية الزراعة بمحافظة قنا لا تعترف بهذه الأزمة وتؤكد أن الأسمدة متوفرة داخل الجمعيات الزراعية، وأن المحافظة لا تعانى من أزمة فى السماد، ويبرر وكيل الوزارة بقنا المهندس أشرف عبدالرازق عدم صرف الكميات الكاملة لعدم بدء زراعة القمح الشتوى. يؤكد عبدالرازق أنه تم تسليم 91 ألف كارت ذكى للمزارعين بالجمعيات الزراعية، وأن جميع الجمعيات الزراعية استلمت الكارت الذكى ماعدا جمعيتين جار تسليمهما.
وأشار وكيل زراعة قنا إلى أن 15 ألف مزارع بمحافظة قنا لم يستلموا الكارت الذكى نظرا لعدم إنهائهم أوراقهم بداخل الجمعيات والبنك الزراعى ومن سينهى أوراقه سيتم فورا عمل الكارت الذكى له، مشيرا إلى أن عدد أصحاب الحيازات الزراعية بمحافظة قنا يصل إلى 116 ألف حيازة زراعية. ينضم إلى مزراعى قنا فى أزمة ربط الأسمدة بكارت الفلاح ذاتها المزارعون فى المنيا، حيث يشكو عدد كبير منهم من عدم الحصول على الأسمدة مما يهدد المحاصيل الشتوية بضعف الإنتاجية. وقال ربيع علوانى، مزارع بالمنيا، إن الأسمدة موجودة بالجمعيات ولا نستطيع صرفها بسبب ربطها بكارت الفلاح الذكى، وأن هناك كثيرا غير مسجل وغير حائز للكارت، والمحصول الشتوى لا ينتظر هذه التعقيدات.
حسين جاد، مزارع آخر، يطالب باستثناء الموسم الشتوى من قرار ربط صرف الأسمدة، حتى يستطيع الفلاحون الاستفادة منه ولا «يخرب بيوتهم» على حد قوله. المهندس إسماعيل عبدالبديع رضوان، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، يرى أن الوزارة استجابت بالفعل لشكاوى الفلاحين بعد إصدار قرار بصرف نسبة 50% من كمية الأسمدة لجميع المزارعين بدون استثناء، لحين الحصول على الكارت الذكى. وأضاف رضوان أنه جار تسليم بطاقات كارت الفلاح والأسمدة للمزارعين على مستوى المحافظة، فى ضوء التعليمات الخاصة بصرف أسمدة الموسم الشتوى، وسرعة تسليم الكارت الذكى للمزارعين لحل أزمة الأسمدة للمحاصيل الشتوية.
الشكاوى الواردة من قنا لا تبدو كغيرها فى المحافظات، حيث يقول مزارعون فى كفر الشيخ إن تجربة ميكنة الخدمات الزراعية المقدمة للمزارعين قضت على الكثير من المشكلات. يقول طارق قادوم، مزارع بإحدى قرى مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، إن الكارت الذكى وفر الكثير من الجهد وإهدار الوقت والروتين فى رحلات تخليص الأوراق فى مديرية الزراعة والجمعيات التعاونية، وجعل الوصول إلى حقوقنا والحصول على الدعم. يؤكد الدكتور ناجح غربية، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أن كارت الفلاح الذكى من أهم الدعائم التى قامت بها وزارة الزراعة من أجل دعم الفلاح، مؤكدًا أن كارت الفلاح سيتم التنسيق مع البنك الزراعى بعدما جرى تدريب الموظفين المختصين بتسليمه على كل ما يخص الفلاح قبل تسليمه لخدمة المزارعين.
وأكد غربية أنه تم توزيع أكثر من 60 ألف كارت ذكى على المزارعين بمحافظة كفر الشيخ. وقال حسن زايد، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إنه تم استخراج ألف كارت فلاح وجار توزيعهم على المزارعين فى الأيام المقبلة، ويوجد كذلك 40 ألف كارت تم اعتمادهم من قبل مديرية الزراعة بالقليوبية لإتمام عملية الطباعة لهم، مشيرا إلى أن عدد المزارعين الذين لديهم حيازة زراعية عددهم 260 ألف حائز. وأضاف زايد، فى تصريحات ، أنه يوجد 5600 طن من الأسمدة بالمخازن استعدادا للموسم الشتوى الجديد وتم توزيعها على الجمعيات الزراعية، وتوفير تقاوى القمح والمبيدات الحشرية وذلك بالتنسيق مع إدارة التعاون والإرشاد، مناشدا الفلاحين بسرعة تقديم الأوراق المطلوبة «صورة بطاقة الرقم القومى» لاستخراج كارت الفلاح الذكى الخاص بهم.
عدد آخر من مزارعى الغربية أبدوا إعجابهم بمنظومة الكارت الذكى لحفاظها على حقوق الفلاحين، حيث ألزم الجمعيات الزراعية بمنح الفلاح حقه كاملا من الأسمدة والمبيدات الكيماوية، واقتصرت شكاوى فلاحى الغربية على مراقبة مديرى الجمعيات الزراعية لأن البعض لا يسجل كامل مساحة الأرض الزراعية للاستفادة بفارق كمية الأسمدة والكيماوى، وفقا للسباعى حسن، مزارع بمركز المحلة. وأكد مصطفى العمدة مدير الإدارة الزراعية بالغريبة ونقيب فلاحيها، أن الكارت الذكى يعد إنجازا حقيقيا مثله مثل منظومة الخبز وتصرف الكميات على حسب الحيازة الزراعية ومساحة الأرض حيث تم تحديد الكميات المناسبة بدقة وبدون إسراف لكل فدان زراعى وغالبية المزارعين بالغربية تم استخراج الكارت لهم.
وفى الشرقية، قال المهندس على لاشين، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الشرقية، إنه جرى توزيع عدد كبير من الكروت الذكية الخاصة بصرف الأسمدة على المزارعين، حيث جرى تسليم 238 ألف كارت ذكى للمزارعين، من إجمالى 701 ألف، ويوجد بالبنك 368 ألف جار توزيعها تباعًا. أما فى محافظة الوادى الجديد، بدا أن الحل المؤقت بصرف الأسمدة بنسبة 50% خفف من حدة الأزمة، حيث تضم المحافظة نحو 24 ألف مزارع من أصحاب الحيازات الزراعية والأسمدة متوفرة فى جميع الجمعيات الزراعية بجانب المتابعة المستمرة لضمان عدم وجود عجز فى الاسمدة فى ظل بدء موسم الزراعة الشتوى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إقالة مسئولين في وزارة الزراعة المصرية لتقاعسهم عن مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية
وزارة الزراعة المصريه تواصل إزالة التعديات علي الأراضى الزراعية وإجراءات صارمة للمخالفين