تحسين الأمن الغذائي

تواجه دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحديات مشتركة وكبيرة، لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وتحقيق تنمية زراعية شاملة. ولم تستبعد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أمس، أن «تزداد هذه التحديات، بسبب النزاعات الأخيرة وعدم الاستقرار المدني في بعض بلدان المنطقة، إضافة إلى النمو السريع في عدد السكان وزيادة التحضر وانخفاض نمو إنتاج الغذاء، وندرة الموارد الطبيعية وهشاشتها، والتهديد الذي يطرحه تغير المناخ».

واعتبر المدير العام المساعد لـ «فاو» والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، أن بناء الصمود وتحقيق السلام الدائم، يشكلان «عنصرين رئيسيين للقضاء على الجوع وتحسين رفاهية الناس في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا». وقال: «من دون ذلك، لن تتمكن المنطقة من القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي والتغذية وتعزيز الزراعة المستدامة»، مؤكداً أنها «أمور أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030». إذ في ظل الجوع «ليس ممكناً تلبية أي من الحاجات الإنسانية الأخرى».

وكان ولد أحمد يتحدث في «مؤتمر فاو الإقليمي للشرق الأدنى، مشيراً إلى أن المنظمة «حافظت على تواجدها وقدمت خدماتها في الدول التي شهدت نزاعات، وقدمت فرقنا الدعم ليس فقط للعمليات الطارئة، بل أيضاً لسبل المعيشة المستدامة وبناء القدرات والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية».

وتعمل «فاو» في الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد نزاعات تحت مظلة مبادراتها الإقليمية الثلاث، المتمثلة بـ «ندرة المياه والزراعة الأسرية الصغيرة، وبناء القدرة الصمود لتحسين الأمن الغذائي والتغذية. وهي تسترشد بهذه المبادرات منذ إطلاقها، التي تشكل المرجعية لأطر البرامج القطرية. ويستهدف المؤتمر من المناقشات، رسم خريطة طريق للعمل المستقبلي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المشتركة. وركزّ على التحول الزراعي في المنطقة وتحدي توظيف الشباب وهجرتهم، والزراعة الإيكولوجية، والتكيّف مع تغير المناخ في المناطق شبه القاحلة بهدف تحقيق تنمية زراعية مستدامة. ولم يغفل التطرق إلى مشكلة العواصف الرملية والترابية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتعاون الإقليمي لمعالجة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية والسمكية العابرة للحدود من خلال مبادرة «صحة واحدة».

وأوضح مساعد المدير العام لـ «فاو»، أن هذه القضايا «مهمة على جدول الأعمال العالمي للمنظمة، لكنها تهم أيضاً المنطقة وكل دولة من دولها».

وأعلن ولد أحمد أن «التحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة تقتضي بناء شراكات جريئة ومتعددة البعد». وقال «في هذا السياق، تعمل مكاتب «فاو» الإقليمية على توسيع شراكاتها مع المؤسسات الإقليمية والدولية وتعزيزها».