السويس _ أحمد حسن
القمح محصول غذائي يندرج تحت أولويات الأمن القومي، وعدم زراعته يشكّل خطرا على استقرار المواطن داخل مصر، إذ يستهلك الفرد من القمح حوالي ٢٠٠ كيلو سنويا وتحتاج مصر إلى زيادة المساحة المخصصة للزراعة بمعدل ٧٠ ألف فدان سنويا لزيادة الزيادة السكانية.
تأتي محافظة السويس لتمثل واقعا مريرا لمزارعي المحافظة للهروب من زرع تلك المحصول والعزوف عنه تماما ليصل إجمالي المساحة إلى ٤٤٠٠ فدان بدلا 6 آلاف العام الماضي، بسبب عدم توافر مياه الري، فضلا عن عدم قيام الجمعيات الزراعية بدورها من إرشاد وتوفير تقاوٍ مميزة لزيادة عدد الأردب للفدان.
يقول أسامة الصعيدي، مهندس زراعي، إن من أسباب عزوف المزارعين في السويس عن زراعة القمح هو عدم توافر مياه الري للأراضي، حيث إن زراعة القمح تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه، إضافه إلى توفير تقاوٍ من قبل وزارة الزراعه لتلك المنتج يساعد على زيادة المحصول، مما اضطر المزارعين إلى شراء تقاو غير سليمة من التجار.
وأشار إلى أنه بلغت إنتاجية الفدان لهذا العام 18 أردبا في حين كانت نسبة حصاد العام الماضي ٢٣ أردبا للفدان، رغم ارتفاع تكلفة الفدان من حرث وتقصيب ودراس وعمالة وأسمدة ومبيدات وري، مضيفا أن الجمعيات الزراعية في المحافظة لا تقوم بدورها لتوعية المزارعين وإرشادهم إلى الطريق الصحيح للدفع بالمنتج إلى حصاد أكبر مقابل تكلفة أقل.
يقول محمد متولي، صاحب مزرعة، إن ارتفاع سعر الأسمدة وعدم توافرها سبب إقلاعي عن زراعة المنتج لأنه يحتاج إلى أسمدة بكميات كبيرة، فضلاً عن ارتفاع سعر الوقود مما أدى إلى ارتفاع تكلفة ري الأراضي بواسطة ماكينات الري التي تعتمد على السولار في تشغيلها مما تسبب في اعتمادنا في بعض الأحيان على الري بمياه الصرف الزراعي وبوار بعض الأراضي.
ويضيف: "هناك تباطؤ من مسؤولي المحافظة والزراعة لعدم المتابعة والإرشاد الزراعي، إضافه إلى حصر الأراضي الزراعية لدراسة موقف مشاكل ربط الأراضي الزراعية وتقنين الأوضاع والتمليك وعدم تواصل المستثمرين ورئيس الجمعية الزراعية المركزية في السويس مع المحافظة ومديرية الزراعة لطرح مشاكل وطلبات الجمعية".
وتابع علي شمعة، مزارع: "بسبب قلة المياه والأسمدة لم يكتفوا أصحاب الأراضي بالعزوف من زراعة القمح، لكن وصل الحال بهم لعرض أراضيهم للبيع، بعد تبويرها لتعرض الأرض للملوحة، بعد قلة مياه الري التي وصلت إلى حد الجفاف، وتسببت في هروب البعض من تلك الأراضي".
وطالب المزارع بتوفير كميات حقيقية للأراضي، حيث من المفترض توفير ٥ مرات لمحصول القمح سنويا، ولكن لم تجد تلك الأراضي هذه الكميات لري القمح، فقاموا باستبدال تلك الزراعات بأخرى، مثل الزيتون والمانجو وغيرهما.