القاهرة -مصر اليوم
تتعرض بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، التى كان يتفاخر صيادوها بإنتاجية أسماكها التى وصلت إلى 210 آلاف طن سنويا، لعملية موت محقق للحياة البحرية فيها وفق ما أكده الخبراء بسبب ظهور طفيل يقضى على الأسماك، فضلا عن التلوث الذى يحيط بها من كل جانب، لا يقتصر الأمر على ذلك بل تسبب تدنى الإنتاج السمكى إلى هجرة مئات الصيادين للعمل فى بحيرات أخرى فى السويس ودمياط، ومنهم من قرر السفر للخارج حتى يستطيع الإنفاق على أسرته.
فبحيرة قارون تلك البحيرة التاريخية التى ارتبط ذكرها بالقصة الشهيرة لقارون على الرغم من عدم صحتها، ولكن ارتباطها بهذا الاسم أعطى لها بعداً تاريخيا على مدار السنوات المتعاقبة، حتى إنها كانت قبلة للملوك والرؤساء فى كافة الأزمنة، وكان يتباهى بها المسئولون أمام الزوار الأجانب لوقوعها فى منطقة غاية فى الروعة والهدوء، بالإضافة إلى اشتهارها بتواجد أجود وأشهر أنواع الأسماك، انهارت تمامًا حتى اصبحت مستنقعاً للتلوث والطفيليات التى قضت على الحياة البحرية فيها تدريجيًا حتى اصبحت خاوية من المخزون السمكى، حتى أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنها بحيرة قارون، والتى تم إمدادها بـ 5 كراكات عملاقة للحد من التلوث تعمل منذ 3 سنوات، بالإضافة إلى تنفيذ حزام آمن وفلتر ميكانيكى داخل البحيرة، وتم إلقاء 5 ملايين من زريعة الجمبرى داخل البحيرة لعودة إنتاجها السمكى إلى سابق عهده.
ويقول د. محمد حماد مدير التنوع البيولوجى للمحميات الطبيعية بالفيوم أن مشاكل بحيرة قارون كثيرة من أهمها ارتفاع نسبة الملوحة والتى وصلت إلى 38 جراما فى اللتر ولحل المشكلة لابد من إنشاء مصنع جديد لاستخراج الأملاح بالإضافة إلى المصنع المقام حاليًا، كما أن البحيرة تعانى من ارتفاع نسبة الملوثات الناتج عن مياه الصرف الزراعى والصحى، ويجب رفع كفاءة محطات الصرف وإنشاء محطات للقرى التى تقوم بالصرف على البحيرة.
أما الدكتور عمرو هيبه مدير عام المحميات الطبيعية السابق بالفيوم، فيقول إن بحيرة قارون جزء من محمية قارون مساحتها تبلغ 235 كيلو مترا مربعا أى ما يعادل 55 ألف فدان، مشيرًا إلى أن أهم المشاكل التى تواجه البحيرة الصرف الصحى المحمل على المصارف الزراعية بسبب عجز بعض المحطات المعالجة عن أداء دورها ما أدى إلى تكوين المعادن الثقيلة وأثرت بشكل فعال على طبيعة المياه وعلى البحريات ولحل هذه المشكلة سوف يتم قريبًا إعلان إنشاء مصنع جديد لاستخراج الأملاح من البحيرة، بالإضافة إلى منحة لإنشاء 84 محطة لمعالجة الصرف الصحى الذى يصب فى بحيرة قارون، مما يساعد على تحسين نوعية المياه، ونتمكن من استزراع أنواع جديدة من الأسماك.
من جانبه أكد اللواء عصام سعد إبراهيم محافظ الفيوم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا ببحيرات الجمهورية ومن ضمنها بحيرة قارون التى تنهض عقب تكليفاته وتم إمداد البحيرة بـ 5 كراكات عملاقة لتطهير قاع بحيرة قارون من الطبقة العضوية التى تضر بالثروة السمكية فى البحيرة، مشيرًا إلى أنها تمنع التسريب فى باطن الأرض مما يؤدى إلى تراكم طبقة الحمأة الضارة التى تلوث المياه، وأسهمت بشكل كبير فى تطهير قاع البحيرة وتحسين الحياة المائية فيها.
وتابع محافظ الفيوم أن ما تم إنجازه فى بحيرة قارون فى الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها، خاصة أنه تم تنفيذ الحزام الآمن والفلتر الميكانيكى وحوض التهدئة والبدالات على البحيرة، مشيرًا إلى أن تنفيذ حوض التهدئة أمام مصب مصرف البطس يبدأ بهدار قبل الدخول للحوض بطول 100 م وعرض 40 م وعمق 4 م بإجمالى أعمال حفر قدرت 16 ألف م3، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ الحزام الأمن بداية من مصرف البطس فى اتجاه الجزء البحرى من المرحلة الأولى بعرض 30م سطحى و14 م قاعى وعمق 3.5 م بقطاع 77م2 وبطول 3.5 كم بإجمالى أعمال حفر 336000م3، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال التكريك اللازمة لإنشاء الحزام الآمن وأحواض التهدئة وتنفيذ الجسور لتنفيذ الفلتر الميكانيكى عن طريق المعدات التابعة للهيئة العامة للثروة السمكية، كل ذلك ساعد بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية بالبحيرة.
وأوضح محافظ الفيوم أن هيئة الثروة السمكية ألقت 5 ملايين من زريعة الجمبرى فى شهر أغسطس من العام الماضى داخل بحيرة قارون على مرحلتين، بعد أن ألقت فى البداية نصفها وبعدها بيومين ألقت النصف الآخر، مشيرًا إلى أن الجمبرى يتكاثر بشكل كبير ولا يتأثر بوجود الطفيل الموجود داخل مياه البحيرة بل على العكس يتسبب الجمبرى فى قتل هذا الطفيل وبعدها بفترة تم وضع أنواع أخرى من الأسماك، مؤكدًا أن زريعة جمبرى تتكاثر بشكل كبير حيث إن الأصبعية الواحدة بعد مرور 13 شهرا تصبح 1000 وهو ما يعنى أنه سيوفر صيدا وفيرا للصيادين ومكسبا مضاعفا ولكن بشرط التزامهم وعدم الصيد الجائر.. وأضاف أن المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية يعملون فى الممر المائى والجسر والبوابات والفلاتر لتنقية البحيرة، بالإضافة إلى التكريك المستمر.
قد يهمك ايضا
البيئة تتابع أعمال لجنة إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون
"البيئة" المصرية تناقش بناء قدرات العاملين ودمج الخبرات للحفاظ على الحياة البحرية