القاهرة - مصر اليوم
تتفوَّق الحيوانات على البشر بأمور عدة، تعود إلى طبيعتها، مثل القدرة على الطيران، والسباحة لمسافات طويلة، وكذلك في بعض الحواس مثل قوة الشم، والسمع، على أن ما لا يعمله كثيرون، أن الحيوانات تتفوَّق علينا أيضاً بأمور أخرى غريبة، منها التنبؤ بالكوارث، فالضفادع مثلاً تتخلى عن منازلها قبل أيام من حدوث الزلزال، وكذلك الحال مع الثعابين، يأتي هذا على الرغم من التقنيات الهائلة التي توصَّلنا إليها وأجهزة الرصد! وهنا نطلعكم على بعض تلك الظواهر الغريبة:
الطيور:
لدى الطيور قدرة عجيبة على معرفة تغيُّر الفصول، فنجد مثلاً عديداً من أنواعها، خاصة في نصف الكرة الشمالي، تهاجر قبل أن يأتي فصل الشتاء، ويصبح الغذاء نادراً، ويستطيع بعضها الطيران آلاف الأميال بعيداً عن أراضي التكاثر، ثم العودة عند الاستشعار بأن المناخ أصبح أكثر دفئاً، وهذا أمر غريب، فهذه الطيور لا تملك خرائط توجهها، لكن لديها بوصلة بيولوجية عمرها آلاف السنوات، تمكِّنها من الاستشعار باتجاه المجالات المغناطيسية عبر خلاياها العصبية الحسية.
الدلفين:
هذه الثدييات المائية قادرة على توليد موجات صوتية، والكشف عن المعلومات من خلال موجات الصدى. وتنبعث موجات الصوت هذه من جهاز في رأسها، يعمل مثل الرادار، والغرض الرئيس من ذلك إبلاغ الدلافين بالتهديدات المحيطة والفرائس، كما يمكن استخدام هذه الموجات للكشف عن حالات الحمل.
الفئران:
يتم تدريب بعضها منذ عام 1997 على الكشف عن الألغام الأرضية، وعلى وجه التحديد الجرذان العملاقة الإفريقية، إذ توضع هذه الفئران الضخمة تحت التدريب للكشف عن الألغام، نظراً لقوة حاسة الشم لديها، ما يمكِّنها من تمييز المكوِّنات التي يتم الاتجار فيها بشكل غير قانوني، وهناك برنامج إفريقي يدرِّب فئراناً ضخمة الحجم على استخدام أنوفها في الكشف عن الألغام الأرضية، ورصد السل لدى البشر، وأيضاً حماية الحيوانات الأخرى عن طريق التصدي لتهريب أعضائها.
النحل:
تبيَّن أنه يمكن كذلك تدريب نحل العسل على العثور على الألغام الأرضية عن طريق ربط رائحة السكر بالمتفجرات، حيث يمكن للنحل الكشف عن رائحة "TNT" من على بُعد 4.5 كيلومتر "2.8 ميل". وتستخدم حالياً الكاميرات الحرارية لتتبُّع تحركاتها، ومن المتوقع أن يستخدم العسل في حقول إزالة الألغام للتحقق من الألغام المتروكة، وما يميِّز استخدام نحل العسل لهذا الغرض، هو أنه أقل تكلفة من استخدام الفئران والكلاب.
الثعبان:
لدى الثعابين ثقوب في رؤوسها، تسمح لها بالكشف عن الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأجسام الدافئة، حتى على بُعد متر واحد "3.3 قدم"، وتعد الأشعة تحت الحمراء بمنزلة الشعور الإضافي، والوسيلة لتوفير معلومات حول فريسة ما في الظلام، والمساعدة في ضربها بدقة.
الفيل:
لدى الفيلة قوة سمع لا تصدَّق، فقد شوهدت فجأة تغيِّر اتجاهها دون سبب واضح، على أن هذا الأمر لم يعد لغزاً، حيث كشفت دراسات، أن الفيلة قادرة على كشف "عاصفة مطيرة" تقترب من حوالي 241 كيلومتراً "150 ميلاً"، وهذا ما تكشَّف من خلال تحليل هجرات الفيلة في ناميبيا، حيث يمكن لهذه الحيوانات الكبيرة سماع الترددات، كما لاحظ الباحثون تحركها نحو العواصف الرعدية على بُعد مئات الأميال قبل أيام من هطول المطر، ويمكن أن يساعد معرفة متى وأين ولماذا تتحرك في جهود الحفاظ عليها، حيث قتل الصيادون 100 ألف فيل إفريقي بين عامي 2010 و2012 فقط.
جدير بالذكر، أن الأسماك قادرة أيضاً على كشف الاهتزازات والحركة في المياه المحيطة، كما أن الكلاب تستطيع الاستشعار بالسرطان، حيث إن الروائح الفريدة التي تنبعث من الخلايا السرطانية، تلفت انتباه الكلاب التي تقوم بتنبيه البشر إلى المرض، كذلك تتميز الكلاب بأنها حساسة للغاية للتغيُّرات في مزاج وسلوك البشر، وهذه التغيُّرات في النساء الحوامل يمكن أن تجعل الحيوانات أكثر انتباهاً.