لندن ـ كاتيا حداد
وجدت دراسة جديدة أن الحشرات لديها قوة نظر أفضل بكثير مما كنا نظن، ويمكنها أن ترى تفاصيل أكبر بكثير عن بعد مما كان يعتقد سابقا، والآلاف من المستقبلات التي تشكل عيون الحشرات مثل الشبكة تتحرك بسرعة للداخل وخارج البؤرة، وكأنها تعاين العالم من حولهم. وقال الباحثون إن هذه "الرعشة" السريعة هي سريعة جدا، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مما يساعد على تزويد الحشرات برؤية فائقة الدقة.
وتغير الدراسة الجديدة، التي يقودها خبراء في جامعة شيفيلد، فهمنا للرؤية الحشرية والبشرية، ويمكن استخدامها في الصناعة لتحسين أجهزة الاستشعار الروبوتية.
ويعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن الحشرات لا ترى صور دقيقة لأن عيونها المركبة تتكون من آلاف وحدات العين الصغيرة المغطاة بالعدسة، والذين يعملون معا في التقاط صورة منخفضة الدقة عن العالم المحيط بها، وعلى النقيض من ذلك، العين البشرية، لديها عدسة واحدة، الذي تصغر وتكبر لأنها تركز على الأشياء على جهاز استشعار الضوء الشبكي المعروف باسم مجموعة المستقبلات الضوئية.
ومن خلال تغيير شكل العدسة بشكل فعال في عملية تعرف باسم "تكيف العين"، يمكن الاحتفاظ بالكائن في بؤرة حادة، سواء كان قريبا أو بعيدا. كما أن العدسة في العين البشرية تكون كبيرة جدا ومجموعة المستقبلات ضوئية الموجودة تحتها تكون معبأة بكثافة، فيمكن للعين أن تلتقط صور عالية الدقة. ولكن الدراسة الجديدة وجدت أن عيون الحشرات المركبة، يمكن لها أيضا التقاط صور عالية الدقة بشكل مدهش.
دراسة جديدة تؤكد امتلاك الحشرات لقوة نظر كبيرة
وقال الباحثون إن هذا له علاقة بالكيفية التي تتفاعل بها الخلايا المستقبلة للضوء داخل العين المركبة مع الحركة، فخلافا للعين البشرية، كان يعتقد أن الآلاف من العدسات الصغيرة التي تجعل سطح العين مميز مثل سطح شبكة، لا تتحرك، أو لا يمكن أن تتكيف. ولكن الباحثين شيفيلد وجدت أنه بدلا من ذلك، الخلايا المستقبلة للضوء تحت العدسات تتحرك بسرعة وتلقائيا داخل وخارج البؤرة.
ولتسجيل هذه التحركات داخل عيون ذبابة الفاكهة المستثارة مع الضوء، كان على الباحثين صنع مجهر مفصل مع نظام كاميرا عالية السرعة.
وقال البروفسور ميكو جوسولا، المؤلف الرئيسي للدراسة، "من البشر إلى الحشرات، وجميع الحيوانات ذات الرؤية الجيدة، بغض النظر عن شكل العين أو تصميمها، يرى العالم من خلال حركات العين الرمشية السريعة وتثبيتات النظرة.
لقد عُرف منذ فترة طويلة أن التكيف البصري السريع الناتج في العالم من حولنا يتلاشى من الإدراك إلا إذا حركنا أعيننا لإلغاء هذا التأثير. من ناحية أخرى، أن حركات العين السريعة تطمس الرؤية وهذا هو السبب في أن هناك لغز محيرًا، حول كيف تعمل المستقبلات الضوئية مع حركات العين لرؤية العالم بشكل واضح.