تربية النحل


قال علماء إن تجارة النحل بغية الحصول على عسله أو بغية تلقيح المحاصيل يمكن أن يكون له تأثير ضار على النحل البري وباقي الحشرات الأخرى.
وأضاف فريق البحث في جامعة إكستر أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جديدة بهدف وقف الأمراض التي تنتقل عن طريق النحل الذي يستخدم لأغراض تجارية حتى لا تنتشر إلى النحل البري الذي يعيش طليقا في البرية.

وتشير الأدلة المتوافرة إلى أن النحل الذي يُربى لأهداف تجارية يمكن أن ينقل أمراضا قد تشكل تهديدا للنحل البري الطليق.

وتستخدم أنواع من النحل لأهداف تجارية من أجل تلقيح محاصيل مثل الفلفل والبذور الزيتية.

ومن المعروف أن أنواع النحل التي تستخدم لهذا الغرض أو في خلايا النحل التجارية يتعرض للعدوى الطفيلية كما يتعرض لأكثر من 20 نوعا من أنواع الفيروسات.

وتؤثر عدة أنواع من هذه الفيروسات أيضا على النحل البري الذي لا ينتج العسل وعلى الدبابير وعلى الذباب الذي يحوم حول الزهور.

واستعرضت الدراسة التي نشرت في “مجلة الدراسات البيئية التطبيقية Journal of Appllied Ecology” البيانات المستمدة من الدراسات الحالية بهدف دراسة احتمال انتقال الأوبئة من النحل الذي يربى لأهداف تجارية إلى الحشرات التي تعيش في البرية.

وقالت الباحثة الرئيسية، لينا ويلفرت، “تبرز دراستنا أهمية منع الأمراض التي تنتقل عبر الملقحات إلى النحل الذي يعيش في البرية”.

وأضافت الباحثة قائلة “تصيب الأوبئة التي تأتي من بعض أنواع النحل الذي يربى لأغراض تجارية الملقحات البرية (أي النحل البري الذي يستخدم كملقحات)، لكن يمكن تجنب انتشار هذه الأوبئة بفضل عمليات رصد أفضل أو ممارسات إدارية أحسن”.

ومضت ويلفرت قائلة “مربو النحل لأغراض تجارية عليهم مسؤولية حماية مجتمعات النحل البري، التي تستخدم كملقحات، من الإصابة بالأوبئة، وخصوصا أن لها أهمية بيئية واقتصادية”.

تأثيرات جذرية

الأوبئة التي تصيب مجتمعات النحل التي تنتج عسلا أصبحت معروفة، ومن ضمنها طفيلية وفيروس يؤدي إلى نشوء أجنحة مشوهة والتي عثر عليها في النحل البري الذي لا ينتج عسلا.
وقالت فانيسا أمارال-روجرز، الناشطة في منظمة خيرية بريطانية تسمى “باك لايف” لبي بي سي إن نتائج الدراسة تنطوي على أهمية بالغة تستدعي إدخال تغييرات على كيفية استيراد الحكومة البريطانية للنحل من بلدان أخرى.

وأضافت الناشطة قائلة إن “النحل البري الذي ينتج عسلا قد يندثر في إنجلترا وويلز، بسبب انتشار الأوبئة كما يعتقد”.

ومضت أمارال-روجرز قائلة “تظهر هذه الدراسات الآن كيف أن الأوبئة تنتقل بين النحل التجاري الذي ينتج عسلا والنحل التجاري الذي لا ينتج عسلا، والذي يمكن أن يحدث تأثيرات جذرية محتملة على باقي الملقحات البرية (أي النحل البري الذي يستخدم لأغراض التلقيح)”.

وتابعت أمارال-روجرز قائلة إن دراسة صدرت السنة الماضية بشأن عينة تخص خلايا نحل تجارية لا تنتج عسلا استوردتها بريطانيا خلصت إلى أن 77 في المئة من هذا النحل أصيب بالتلوث عن طريق نحو خمس أنواع من الطفيليات.

وقال أستاذ في جامعة ساسكس، البروفيسور، ديفيد غولسون “من الأهمية بمكان دراسة صحة النحل سواء في البرية أو في الخلايا المستخدمة لأغراض تجارية”.

وأضاف قائلا “ينبغي أن نتحلى بالحذر الشديد حتى لا ننشر الأوبئة من قارة إلى أخرى”.