فيينا - أ ف ب
ادرجت الاثنين امكانية تعاون ايران والولايات المتحدة لمواجهة العنف الجهادي المستعر في العراق الذي يهدد مباشرة السلطة في بغداد، على جدول الاعمال المثقل اصلا للمفاوضات حول الملف النووي الايراني التي تستأنف في فيينا.
وترك الايرانيون والاميركيون، حلفاء النظام الشيعي في العراق، الباب مفتوحا امام عقد محادثات حول وسائل مساعدة العراق على احتواء حركة التمرد التي تزحف سريعا باتجاه بغداد.
واقرت الولايات المتحدة بعد ظهر الاثنين بعد وصول الوفود الى فيينا بانها "قد تجري" بعض المحادثات بهذا الخصوص على هامش لقاءات ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا).
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت مساء الاحد ان واشنطن وطهران، اللتين لا توجد بينهما علاقات منذ 34 عاما، ستبدآن محادثات مباشرة حول مساعدة يمكن ان يقدمها البلدان الى العراق.
واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه منفتح ازاء تعاون محتمل بين واشنطن وطهران حول العراق وحذر من ان توجيه ضربات من طائرات بدون طيار قد يكون احد الخيارات لوقف تقدم الجهاديين.
وقال كيري ردا على سؤال من "ياهو نيوز" حول احتمال تعاون الولايات المتحدة عسكريا مع ايران "لا استبعد اي شيء يمكن ان يكون بناء".
وسبق ان صدرت عن ايران اشارات متناقضة، حيث لم يستبعد الرئيس حسن روحاني التعاون مع الولايات المتحدة، فيما ابدى مسؤولان اخران الاحد موقفا معاكسا.
مع العراق او بدونه تنتظر مفاوضي مجموعة 5+1 والجمهورية الاسلامية، مهمة شاقة مع اقتراب نهاية مهلة العشرين تموز/يوليو التي حددها الطرفان كموعد اقصى للتوصل الى اتفاق.
ومن المتوقع ان تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تقود المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 بعد ظهر اليوم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
واعلن هذا الاخير لدى وصوله الى فيينا انه سيعقد لقاء ثلاثيا الاثنين مع اشتون والوفد الاميركي الذي يشارك فيه هذه المرة بيل برنز، مساعد وزير الخارجية الاميركية.
وكان بيل برنز الذي شارك في المفاوضات مع ايران مؤخرا في جنيف، قاد في 2013 حوارا سريا مع ايران سمح بكسر الجليد من حول الملف النووي بعد عقد من التعثر والتوتر الخطير.
والهدف من المفاوضات الحد من برنامج طهران النووي لضمان شفافيته وطابعه السلمي، لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
ويجري التفاوض بشان الاتفاق منذ مطلع السنة وحدد الطرفان مهلة حتى 20 تموز/يوليو لانجاز صياغته، ما سيضع حدا في حال تحقيقه للتوتر الخطير حول هذا الملف المستمر منذ اكثر من عقد.
وابدى الطرفان منذ عدة اشهر مؤشرات مشجعة وكان من المقرر ان تسمح جولة المفاوضات الاخيرة في ايار/مايو بالشروع في صياغة الاتفاق لكن التقدم المامول لم يحصل وتبدو العملية منذ ذلك الحين في غاية الهشاشة.
واكدت الولايات المتحدة الاثنين، على عكس ما اعلن في اعقاب جولة المفاوضات الاخيرة في ايار/مايو، بدء صياغة اتفاق نهائي وانها ستستمر.
وابدى ظريف الاثنين تفاؤلا مؤكدا ان الاطراف ستحاول مجددا البدء في صياغة الاتفاق النهائي معربا عن قناعته بان الجميع يأمل في التوصل الى ذلك بحلول العشرين من تموز/يوليو.
وقال مصدر دبلوماسي غربي عشية استئناف المحادثات في فيينا "ما زال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي انجازه" مضيفا "في المسائل الجوهرية ليست هناك حتى بوادر حل".
ويبقى موضوع تخصيب اليورانيوم في اجهزة الطرد المركزي الذي يسمح انطلاقا من درجة عالية بصنع الوقود لقنبلة ذرية، العائق الرئيسي امام التوصل الى اتفاق.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاسبوع الماضي بان تقلص ايران عدد اجهزة الطرد المركزي الى "بضع مئات" بدلا من 20 الف جهاز في الوقت الحاضر.
في المقابل تريد الجمهورية الاسلامية زيادة هذا العدد لامداد مجموعة كبيرة من المفاعلات النووية التي تنتج الطاقة النووية لاهداف مدنية.
وينص الاتفاق المرحلي على امكانية تمديد المحادثات لستة اشهر.
لكن هذا الخيار ينطوي على مخاطر سياسية حيث انه سيكون على الرئيس الاميركي باراك اوباما التوافق مع الكونغرس الجديد الذي سيتم تجديد اعضائه في تشرين الثاني/نوفمبر والذي يتوقع ان يبدي المزيد من الريبة حيال ايران.
وفي ايران فان عامل الوقت ليس لصالح الرئيس المعتدل حسن روحاني الخاضع لضغوط الجناح المحافظ في النظام القلق على مستقبل البرنامج النووي.
ولا يعرف حتى الان مدى انعكاس الازمة العراقية الجديدة على مجرى المفاوضات. اذ ان زحف مقاتلي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" يثير مخاوف طهران وواشنطن معا، ويضيف عنصر غموض الى هذه المعادلة المعقدة.