الدوحه _ مصر اليوم
نجح فريق من الباحثين والخبراء بقسم الموارد الوراثية بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البيئة ، في رصد وتسجيل نوع نباتي شجيري كإضافة ومساهمة جديدة في الفلورا( النباتات المحلية القطرية)، وهذا النوع من الأشجار التي لها أهمية اقتصادية وطبية وبيئية مرتفعة جداً، بل وتقام عليه بعض الصناعات والعديد من الأبحاث الدوائية في الكثير من الدول الأفريقية والعربية.
ويأتي هذا الإكتشاف تماشيا مع الخطة البحثية لمشروع حصر وتجميع وتوصيف وحفظ النباتات البرية بدولة قطر وإرتكازا على رؤية قطر 2030 ومن خلال رحلات مسح وتجميع النباتات البرية القطرية لحفظها بالبنك الوراثي.
و قد تم تعريف وتصنيف النبات من قبل الخبراء المختصين بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البيئة بالتعاون مع العديد من الخبراء حول العالم من خلال العديد من المراحل والبروتوكولات المتبعة في تصنيف وتسجيل الأنواع النباتية. والنبات المسجل حديثا هو "تمر الصحراء، الهجليج، بلح السكر، بلح العبيد" Balanites aegyptiaca (L.) Delile var. aegyptiaca ويتبع العائلة أو الفصيلة: Balanitaceae ، وهو من النباتات المنتشرة في المناطق القاحلة وشبة القاحلة والحارة وشبة الحارة والرطبة، ومتواجد في العديد من الدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط، وينتشر في منطقة الخليج العربي في السعودية وعمان وهو نبات ينمو جيدا في نطاق واسع من البيئات.
و أوضح الفريق الذي قام بإكتشاف هذا النبات أنه نبات متفرع له ساق رئيسية ويصل ارتفاعه من 3-10 أمتار ويحتوي على أشواك كما أنه يمكن استخدام معظم أجزاء النبات لفائدة الإنسان أو الحيوان ، فالزهور والأوراق تستخدم في غرب أفريقيا كخضروات كما تستخدم الأوراق والبذور كعلف للماشية. اضافة الى أن للأخشاب قيمة مرتفعة جدا كوقود للطهي، لكونه يتميز بالاحتراق من دون دخان. والثمار الناضجة تشبه التمر وهي صالحة للأكل رغم طعمها المر. وتنتج الفاكهة حتى في سنوات الجفاف، مما يجعلها مصدر الغذاء في المناطق الجافة.
وقد عرف قدماء المصريين النبات منذ 4000 سنة ،وقاموا باستخدامه في مكافحة البلهارسيا ،عن طريق القضاء على قواقعها ،حيث يحتوي هذا النبات على نسبة عالية من التانينات ( مادة كيماوية فعالة ) تستخدم كمادة قابضة. كما ثبت أن الجزء اللحمي من الثمرة يحتوي على نسبة عالية من السكريات، التي تساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، حيث أثبتت بعض الأبحاث العلمية الحديثة نجاح تمار البلح في علاج مرض السكر.
ويحتوي اللحاء، والجذور، وكذلك الثمار على مادة الصابونين( Saponins ) التي تستخدم لغسل الملابس. وله العديد من الاستخدامات الطبية التقليدية، وقد استخدمت معظم أجزاء النبات لهذا النوع في الطب الشعبي،وينتج النبات العديد من المكونات الفعالة مثل الصابونين الستيرويدية Steroidal-Saponins وسابوجينين Sapogenin التي تستخدم في صناعة المستحضرات الصيدلانية. وتستخدم مستخلصاته أيضا كمبيد للآفات.
كما أن الزيت المستخرج من نبات بلح الصحراء يشبه زيت الزيتون، وهو صالح للأكل. وعادة تستخدم الأخشاب لأغراض الطهي كوقود حيث تنتج طاقة قوية تماثل وقود الديزل، ويتم استخدامه في بعض الأحيان في المصابيح. ويعتبر زيت بلح الصحراء مصدرا جيدا لمستحضرات التجميل.
وأشارت بعض الدراسات أن لثمار النبات استخدامات في علاج أمراض الكبد والطحال والسكر، وهو أيضا يستخدم لقتل القواقع التي تحمل البلهارسيا، وتستخدم جذور النبات لعلاج الام البطن لأحتوائها على مواد تساعد على الإسهال. وتصلح الأشجار للاستخدام كأسوار، ولها القدرة على تكوين سياج نباتي جيد، وتقلل من الاحتباس الحراري نظرا لكثافة نمواتها الخضرية وقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة جدا ،والجفاف الشديد.
وأسفرت جهود الباحثين بقيادة الدكتور السيد العزازي من إدارة البحوث الزراعية عن رصد نبات بلح الصحراء في مجموعتين من (25) شجرة وشجيرة بطريق سلوى ضمن النطاق الجغرافي لبلدية الريان وعلى بعد 25 كم من مدينة الدوحة و90كم من منفذ أبو سمرة. و قد تم تجميع المادة الوراثية للنبات وإعداد نماذج معشبية ودراسة الصفات المورفولوجية والوراثية للنبات وحفظها بقسم الموارد الوراثية.