النهوض بالتغذية

يتعين على الحكومات أن تقود جهود مكافحة الجوع وسوء التغذية، لكن هذا الجهد ينبغي أن يكون جماعياً بإشراك البرلمانيين والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وفقاً لما أكده اليوم المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “FAO” جوزيه غرازيانو دا سيلفا.

وشدد غرازيانو دا سيلفا بينما تحدث في فعالية للقطاع الخاص على هامش أعمال المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية (ICN2)، على “المسؤولية المشتركة لضمان الأمن الغذائي والتغذية الكافية للجميع”.

وأضاف أن هذا يتطلب تنفيذ سياسات متماسكة وإجراءات منسقة أفضل، بين مختلف القطاعات، “ويجب أن يتم بالتحاور مع جملة واسعة من أصحاب الشأن بما في ذلك ممثلو القطاع الخاص”.

وجدير بالذكر أن إطاراً للعمل يتألف من 60 نقطة، جرى إقراره من قبل 170 حكومة مشاركة خلال أول جلسات المؤتمر الدولي الثاني للتغذية كي يختط طريقاً مستجدة للجهود العالمية على جبهة التغذية.

ودعا غرازيانو دا سيلفا القطاع الخاص إلى تضمين الإجراءات التي أوصّي بها الإطار، في صلب سياساته وإجراءات عمله، ومساعدة الحكومات في وضع تلك التوصيات موضع التطبيق.

وقال، “إن جميعنا مسؤولٌ عن تحويل الوثائق الختامية للمؤتمر الدولي إلى نتائج فعلية من أجل النهوض بالتغذية”.

وأشار إلى أنه من بين الوسائل الملموسة التي يمكن أن يساهم بها القطاع الخاص، زيادة الاستثمار المسؤول والمستدام في مجال التغذية والحد من هدر المواد الغذائية وخسائرها.

ويقدِّر غرازيانو دا سيلفا أن مشاركة القطاع الخاص سيكون أساسياً في العمل على تقليص المُستهلَك العالمي من الدهون المشبعة وغير المشبعة والسكريات والملح في المأكولات والمشروبات، على النحو المنشود.

وقال مارك فان أميرينغن، متحدثاً بالنيابة عن شبكة أعمال زيادة التغذية (SUN)، “إذا ما أردنا معالجة نقص التغذية، ومشكلات زيادة الوزن والسمنة، لا ينبغي أن نعتبر القطاع الخاص هو المشكلة، بل ينبغي أن نتطلع إليه بحثاً عن بعض الحلول وأن نفعل ذلك على هيئة شراكات”.

ويمثل المؤتمر الدولي الثاني للتغذية وفقاً لنفس المسؤول فرصة تاريخية “للضغط على زرّ إعادة تشكيل نظام الغذاء العالمي”، مؤكداً أن “الجهات الفاعلة غير الحكومية لديها دور أساسي تضطلع به في تصميم هذا النظام الغذائي مستقبلاً”.

وأكد روكو رينالدو من التحالف الدولي للأغذية والمشروبات (IFBA)، على الدور المركزي الذي تلعبه التغذية في زيادة التنمية الشاملة وتعزيز الرفاه، مبرزاً الحاجة إلى القطاع الخاص لكي يحشد موارده في حسم مشكلات التغذية الراهنة.

وقال أن “الأعمال التجارية لديها حافز ومسؤولية على حد سواء لتصبح جزءاً في هذا الجهد العالمي”، مسلطاً الضوء على المبادرات الحالية لتوسيع التزامات القطاع الخاص في سياق التسويق الذي يراعي مطالب الجمهور، ومن أجل وضع ملصقات المعلومات حول المكونات الغذائية على المنتجات المعبأة، فضلاً عن ضرورات البحث والابتكار.

وخلص غرازيانو دا سيلفا في حديثة مشيراً إلى إطار العمل، بالقول أن “التوصية 58 في إطار العمل المعتمد من قبل المؤتمر تشجع الحكومات على وضع أهداف التغذية الخاصة بها.

وأضاف، “وأود أن أشجعكم على أن تحذوا حذوها: لتحديد أهداف التغذية الخاصة بكم؛ وتقطعوا التزامات ملموسة لتحقيق الأهداف المتفق عليها… إذ أن تحقيق ذلك هو بمثابة حِرفتنا التجارية”.