التكنولوجيا سلاح ذو حدين

"التكنولوجيا سلاح ذو حدين".. مقولة قديمة ترسم الأوجه المختلفة لتأثير التكنولوجيا في حياة الإنسان بالإيجاب والسلب، وهي مقولة تنسحب أيضا على تأثير التطور العلمي الذي وصل له العالم على البيئة، حفاظا عليها وتدميرا لها.

ومع احتفال العالم باليوم العالمي للبيئة في 5 يونيو، على البشر تقديم الشكر للتكنولوجيا لدورها في الحفاظ على البيئة، وفي الوقت ذاته صب لعناتهم عليها لأثرها الملوث للبيئة والمدمر لها أحيانا.

ولعل أبرز الأدوار الإيجابية التي تلعبها التكنولوجيا في الحفاظ على البيئة، إعادة تدوير المخلفات واستغلالها إما في تصنيع مواد أخرى مفيدة، أو في إنتاج الطاقة.

وترتبط قدرة الدول على إعادة التدوير أساسا بتقدمها وتطورها، فعلى سبيل المثال يوجد بدول الاتحاد الأوروبي أكثر من 50 % من الصناعات "المدورة" في العالم، ويعمل في هذا المجال أكثر من 60 ألف مصنع ونحو نصف مليون موظف.

وفي عام 2013، تعيد دول الاتحاد تصنيع 39 % من مخلفاتها في المتوسط، علما بأن هذه النسبة تصل إلى 65 % في الدول المتقدمة.

لكن فاتورة التكنولوجيا تجاه البيئة تبدو باهظة أيضا، فعلى سبيل المثال يموت نصف مليون شخص سنويا في الصين، بسبب التلوث الناجم عن الدخان المتصاعد من فوهات المصانع والسيارات، رغم مساعي بكين الحثيثة لاحتواء تلوث الهواء.

والصين إحدى القوى الصناعية العظمى في العالم، لكنها على الجانب الآخر واحدة من أكثر الدول معاناة من التلوث أيضا.