برلين - د ب أ
نجح كورت كرواتجارتنر في قيادة سيارته الكهربائية من منزله في النمسا إلى المغرب ثم عاد إلى منزله مرة أخرى، في رحلة استغرقت 3 أسابيع. وقد بدأ الاستعداد للرحلة قبلها بأربعة أسابيع. و كان الدرس المستفاد من هذه الرحلة ككل هو أن السفر بسيارة كهربائية يعني التخطيط الجيد للرحلة.
ومقارنة بالسفر باستخدام السيارة التقليدية التي تعتمد على محرك الوقود، فإن اختيار الطريق لرحلة السيارة الكهربائية مهمة أكثر تعقيدا، حيث يجب وضع عدة عوامل أساسية في الاعتبار وهي مدى عمل السيارة الكهربائية وشبكة محطات شحن البطاريات على امتداد الطريق من بداية الرحلة إلى نهايتها.
على سبيل المثال لم يواجه كراوتجارتنر مشكلة في المسافة بين منزله في النمسا ومدينة جنوة الإيطالية. لكن الوصول إلى مدينة فينسيا كان شبه مستحيل رغم أنها قريبة للغاية من مدينة جنوة وذلك بسبب النقص الشديد في عدد محطات الشحن على امتداد الطريق، لذلك يجب دراسة كل طريق على حدة بغض النظر عن الدولة الموجود فيها.
وكانت سويسرا قد حولت طريقها المعروف باسم "الرحلة الكبيرة" البالغ طوله 1600 كيلومتر صالحا تماما للسيارات الكهربائية من خلال إقامة 200 محطة شحن على امتداده. ونتيجة لذلك أصبح في الإمكان الوصول إلى مناطق كثيرة من سويسرا باستخدام السيارات الكهربائية.
ورغم أن محطات الشحن مهمة للغاية، فإن محطات الشحن السريعة مفتقدة بشكل واضح في أغلب الطرق الرئيسية في مختلف أنحاء العالم.
تتيح محطات الشحن السريع شحن بطارية السيارة الكهربائية بالكامل خلال فترة تتراوح بين 30 و40 دقيقة، في حين يحتاج شحن البطارية بنفس الكمية من الطاقة في محطات الشحن العادية إلى أكثر من 10 ساعات. وفي الرحلات البرية التي تعتمد على قطع مسافات طويلة، فإن التوقف لفترات طويلة من أجل شحن البطاريات يعد أمرا مزعجا للغاية.
في الوقت نفسه فإن المسافرين بالسيارات الكهربائية عليهم التعامل مع محطات الشحن نفسها، حيث أن الكثير من هذه المحطات يحتاج إلى تسجيل حساب لديها بشكل مسبق حتى يمكن استخدامها، وقد يحتاج الأمر إلى عدة أسابيع قبل بدء الرحلة. ومع ذلك فقد يواجه السائق بعض المشكلات أثناء الشحن مثل وجود عطل في الشاحن أو صعوبة توصيل السيارة بالشاحن.
وحتى الآن، فإن انتظار ازدهار السيارات الكهربائية سيستمر. وفي حين يبدو من الصعب تحقيق هدف الحكومة الألمانية مثلا بالوصول بعدد السيارات الكهربائية على الطرق في ألمانيا إلى مليون سيارة بحلول عام 2020، فإن كراوتجارتنر مازال يأمل في أن يصبح السفر بالسيارات الكهربائية أمرا عاديا بالنسبة للجميع.