المنامة - وفا
أطلع نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحفيين الدولي، عبد الناصر النجار، والناطق الرسمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح'، احمد عساف، ممثلي وسائل الإعلام البحرينية على المستجدات الفلسطينية، وذلك بحضور سفير دولة فلسطين لدى المملكة خالد عارف، وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، ناصر أبو بكر.
وأوضح السفير عارف في بداية اللقاء الذي عقد في مقر سفارة دولة فلسطين لدى المملكة، أن هذا اللقاء الذي يأتي في ظل ظروف حرجة ودقيقة تمر بها قضيتنا الفلسطينية والمنطقة العربية يهدف إلى إطلاع وسائل الإعلام البحرينية على آخر المستجدات السياسية والميدانية على الساحة الفلسطينية، وما يتعرض له الإعلاميون الفلسطينيون من قمع وتنكيل وقتل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك يهدف اللقاء إلى إبراز العلاقات الفلسطينية البحرينية المميزة.
وطالب السفير عارف بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية، والضغط على إسرائيل للإفراج عن الاسرى الأبطال، ووقف الاستيطان.
وقال: إن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام كبير من كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الرسمية، وبإجماع الشعب البحريني المحب لفلسطين والداعم لشعبها، حيث سطرت الوفود البحرينية الشعبية ملاحم الوفاء والدعم والتأييد لشعبنا في فلسطين، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى.
بدوره عبر نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار عن سعادته بهذا اللقاء مع الإعلام البحريني الشقيق الذي نظمته السفارة خلال زيارته وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، نائب النقيب، ناصر أبو بكر للمملكة لتمثيل فلسطين في الورشة الذي ينظمها اتحاد الصحافة العربية بالتعاون مع جمعية الصحفيين البحرينية والتي تستضيفها مملكة البحرين برعاية الوزيرة ، تحت عنوان 'سبل تعزيز الحريات الصحفية في الوطن العربي'.
وقال: إن 'واقع الإعلام في فلسطين صعب، فهناك في قطاع الإعلام، 24 شهيداً، و2500 مصاباً، ومئات المعتقلين الذين تم احتجازهم لفترات متفاوتة، ويوجد الآن 15 صحفياً في سجون الاحتلال بينهم اثنان مضربان عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهما اداريا دون توجيه تهمة لهما لمدد غير محددة - وتقوم سلطات الاحتلال بقمع الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين وتقييد حركتهم'.
وأضاف ان 'آخر إحصائيات تشير إلى أن هناك أكثر من 350 حاجزاً إسرائيلياٍ بين ثابت ومتنقل يمنع الصحفيين من التنقل داخل الضفة الغربية أو من الضفة إلى القدس المحتلة أو من الضفة إلى داخل أراضي عام 1948، أو من الضفة إلى قطاع غزة والخارج'.
وحذر النجار من أن 'الفلسطينيين أصبحوا على مسافة قصيرة من إعلان خطير بتقسيم المسجد الأقصى، مكانياً وزمانياً، بين المسلمين والمستوطنين المحتلين، إن لم يكن هناك تحرك عربي سريع في هذا الاتجاه'، معبرا عن 'خشيته من تقسيم المسجد الأقصى على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في محافظة الخليل'.
وقال إن 'إسرائيل تتعمد قتل الإعلامي الفلسطيني لأنه يفضح جرائم الاحتلال وينقلها للعالم'، مضيفا أن 'هناك تحركات لمساندة القضية الفلسطينية من اتحاد الصحافيين الدولي وبعض المؤسسات الحقوقية الدولية لكنها غير كافية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الإعلاميين'.
وفيما يتعلق بمملكة البحرين ورداً على سؤال حول الهجمات الإعلامية السافرة التي تتعرض لها مملكة البحرين، قال النجار إننا 'كإعلاميين فوجئنا بان هناك أكثر من 118 وسيلة إعلامية بين فضائية وصحيفة وجريدة ومجلة وإذاعة كانت موجهة بدعم وتمويل خارجي بشكل متعمد ومبالغ فيه ضد البحرين' وذلك حسبما ذكرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة إبراهيم بن رجب، لافتا إلى أن 'المملكة بمؤسساتها وأبنائها وعلى رأسهم الملك تمكنت من ان تصد هذه الهجمات واليوم كل مواطن عربي لديه حقيقة ما يجري في البحرين، ونحن كصحفيين فلسطينيين سننقل ما شاهدناه في البحرين من حقائق إلى المواطن الفلسطيني، مؤكدا أن 'البحرين آمنة، ومستقرة، ومتقدمة، ومتطورة بجهود جلالة الملك وإعلامييها وأبنائها'.
وأعرب النجار عن 'تطلعه إلى تعاون إعلامي بين البحرين وفلسطين، لنقل المعلومات من كلا الجانبين'، مضيفا 'سنكون مع الإعلاميين البحرينيين جنوداً في معركة الإعلام البحريني ضد أية محاولة للنيل من عروبة واستقرار وأمن البحرين'.
في السياق ذاته، أكد الناطق الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' احمد عساف أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي متوقفة موضحاً أن 'هناك أزمة خطيرة بسبب مواقف الحكومة الإسرائيلية المتعنتة التي ترفض السلام، وتصر على الاحتلال، والاستيطان، وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد جوبهت تلك المواقف بصمود فلسطيني، تمثل في رفض السلطة الفلسطينية التنازل والابتزاز والخضوع لإسرائيل، ومن ثم فان المفاوضات متوقفة لان تل أبيب لا تريد دفع استحقاقات عملية السلام، وتريد أن تستخدم المفاوضات لتحقيق أهدافها، وخلق وقائع جديدة على الأرض، وكسب مزيد من الأرض الفلسطينية، من خلال الاستيطان'.
وذكر عساف أن 'الفلسطينيين يعتبرون المفاوضات وسيلة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وقد أعطت السلطة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الفرصة للوساطة والتدخل خلال 9 أشهر ماضية مقابل إطلاق سراح الأسرى القدامى الذين يمثلون قضية أساسية للشعب الفلسطيني، حيث أن هؤلاء الأسرى قضوا ما بين 20 إلى 35 عاماً في سجون الاحتلال، ومن حق هؤلاء الأبطال أن ينالوا حريتهم، وبالتالي تعهدت إسرائيل بإطلاقهم ووقف الاستيطان خلال سقف زمني لا يتجاوز 9 أشهر من المفاوضات، وبتعهد أمريكي، أن مرجعية عملية السلام هي حدود عام 1967، وكالعادة تنصلت إسرائيل من تلك الوعود، وأفرجت عن 3 دفعات ضمت نحو 80 أسيراً، وبقي نحو 30 أسيراً في سجون الاحتلال، وزعمت إسرائيل أن جزءا منهم يحمل 'الجنسية الإسرائيلية'، اي ينتمون للأراضي التي احتلت في عام 1948، بالرغم من انه قبل الدخول في عملية السلام كان معلوما لدى تل ابيب هويات الأسرى الـ 104 المقرر إطلاقهم، وقد كان لهذا التراجع رد من قبل الرئيس محمود عباس، حيث أعطى مهلة لأمريكا بان تلزم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى، حتى 29 مارس الماضي، وانتظرنا يومين، وأوائل ابريل الماضي وقع الرئيس محمود عباس على انضمام فلسطين إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية'.
وقال إنه 'إذا لم تلتزم إسرائيل بما سبق فان لدى السلطة بدائل من اجل استرداد الأراضي المحتلة، ونحن كفلسطينيين نخوض معارك شعبية وسياسية لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وعزل إسرائيل دوليا'، لافتا إلى أن 'هناك أكثر من 180 دولة بالأمم المتحدة تؤيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي'.
ورأى عساف أن 'مقاطعة الاتحاد الأوروبي لبضائع المستوطنات الإسرائيلية قرار اقتصادي لكن جوهره سياسي'، مضيفا أن 'هناك 200 أكاديمي أمريكي أعلنوا مقاطعتهم للجامعات الإسرائيلية'.
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، قال عساف انه 'كانت هناك صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني حينما انقلبت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' على الشرعية الفلسطينية عام 2007، وراح ضحية الانقلاب المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت النتيجة عزل غزة عن الضفة الغربية، وإخراج غزة عن دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة مع انسحاب إسرائيل أحادي الجانب من القطاع في 2005'.
وأوضح أنه تم مؤخرا تشكيل حكومة توافق وطني مستقلة مهمتها تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، ومن يختاره الشعب هو من سيقود القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة'.
وأشاد عساف بالدعم البحريني للقضية الفلسطينية على مر العصور، مؤكدا الحرص الفلسطيني على تطوير العلاقات مع إخوانهم البحرينيين، وقال إن 'البحرين تقدم مساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، من خلال المؤسسة الخيرية الملكية، وهذا الدعم يجد كل التقدير والاحترام من الشعب الفلسطيني لإخواننا في البحرين'.
وشدد عساف على 'وقوف الفلسطينيين مع أهل البحرين ضد أية مؤامرات خارجية، تستهدف امن واستقرار وعروبة المملكة'.
وفي وقت لاحق، التقى الوفد بشكل منفصل، كلا من: رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة إبراهيم بن رجب.
وأكد رئيس الوزراء أن مملكة البحرين داعمة دون حدود للأهل في فلسطين وللقيادة الفلسطينية، داعياً الصحافة والصحفيين العرب إلى الوقوف بثبات مع الحق العربي في قضاياه المختلفة وأهمها القضية الفلسطينية، والتعاون في حماية دولهم من الأجندات والخطابات الإعلامية التي تستهدفها، 'فقوتنا بوحدتنا، وتوجهاتنا جميعاً قادة وحكومات وشعوب عربية يجب أن تصب في المصلحة والقضايا العربية'.
بدوره، أكد النجار أهمية تفعيل الإعلام العربي تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى خاصة وأن القضية الفلسطينية تراجعت إعلامياً في السنوات الأخيرة في ظل ما أطلق عليه 'الربيع العربي'.
وخلال لقاء الوفد مع وزيرة شؤون الإعلام سميرة إبراهيم بن رجب، جرى التطرق إلى واقع الإعلام في فلسطين ومملكة البحرين، وضرورة تبادل الخبرات، وسبل تعزيز التعاون الإعلامي المشترك.
وأكدت رجب الجهود التي تتبناها الدولة في سبيل الارتقاء بالصحافة والصحفيين والمحافظة على حقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية عرفانا منها بدور الصحافة في المساهمة بتنمية الوطن وازدهاره .