طرابلس ـ مصر اليوم
تناولت الصحف الخليجية في افتتاحياتها اليوم العدوان الاسرائيلي على غزة، إلى جانب تسارع أحداث العنف في ليبيا. فمن جانبها، قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن عدوان إسرائيل على قطاع غزة كشف حقائق أساسية لها علاقة بصلب الصراع، وتتمثل هذه الحقائق التي برزت خلال ثمانية أيام من العدوان في انهيار أو خلخلة عدة مسلمات كانت تشكل لب استراتيجية الأمن الإسرائيلي وأهمها التفوق والقدرة على الردع .. مشيرة إلى أن المقاومة في غزة تمكنت من الصمود في وجه غارات جوية إسرائيلية ولم تتمكن من تحقيق هدف إسرائيل الأساسي وهو تقليص القدرات الصاروخية الفلسطينية بل ظلت المقاومة قادرة على إطلاق الصواريخ بمختلف الأحجام والتي طالت كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا يكشف أيضا فشلا استخباراتيا إسرائيليا في معرفة القدرات العسكرية لدى المقاومة وأماكن تخزين أسلحتها وصواريخها وإمكاناتها في التحرك وما تمتلكه في ترسانتها، الأمر الذي يصعب من مهمة القصف الجوي ويتحول إلى قصف عشوائي يصيب المدنيين والمؤسسات العامة وهذا ما حدث منذ بداية المواجهة.
وقالت " إن القبة الحديدية المضادة للصواريخ وهي مشروع أمريكي صهيوني مشترك والذي تكلف مليارات الدولارات أثبت فشله في التصدي لصواريخ المقاومة، مما أدى إلى تعميق عدم الثقة بقدرة الردع الإسرائيلية"، وأضافت " صحيح أن إسرائيل قتلت ودمرت وارتكبت مجازر ضد المدنيين من جراء تفوقها الجوي إلا أن الحسابات العسكرية الاستراتيجية تؤكد فشلها في تحقيق أهدافها الأمر الذي لابد أن ينعكس في المردود السياسي وهو لمصلحة الفلسطينيين إذا ما أحسن التعامل معه".
ومن جهتها، قالت صحيفة "عمان" العمانية إنه مع استمرار المقاومة الفلسطينية البطولية، فإن الجهود العربية التي تبلورت خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وما تحاول مصر القيام به، بالتنسيق مع عدد من الأطراف العربية والدولية،، تسعى من أجل وقف القتال، والتحرك نحو تهدئة على الأرض، تتوقف معها الغارات الإسرائيلية، والصواريخ الفلسطينية، والعودة مرة أخرى إلى هدنة 2012 أو صيغة أقرب إليها.
وأضافت الصحيفة أن الأولوية ينبغي أن تكون لحماية المدنيين الفلسطينيين، والأطفال والنساء والمرافق الصحية والدينية والرياضية في غزة، حتى لا تتحول غزة إلى أرض محروقة، كما يريد نتانياهو.
وبدورها، استنكرت صحيفة /الشرق/ القطرية ما توعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الشعب الفلسطيني "سيدفع ثمن" قرار حماس برفض المبادرة المصرية وتوعده بـ "توسيع وتكثيف" العدوان الهمجي وبالمزيد من النار.. موضحة أن المقاومة الفلسطينية لم تكن في وضع أقوى من اليوم بإرادتها وبتمسكها بحقها الشرعي في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة بعد فشل اتفاقيات أوسلو في تحقيق هذا الهدف، رغم النوايا الصادقة للقادة الفلسطينيين الذين ساروا في هذا النهج، ومن ورائهم المجموعة العربية التي دعمت ورعت عملية السلام منذ مفاوضات مدريد، وانتهاء بمبادرة "حل الدولتين" التي تبنتها الإدارة الأمريكية.
وعلى جانب آخر، قالت صحيفة "البيان" الاماراتية إن أحداث العنف التي تضرب العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي خلال الأيام القليلة الماضية تسارعت بشكل يدق ناقوس خطر جديد في هذا البلد الذي تمزقه صراعات سياسية وأمنية واقتصادية قوامها السيطرة على آبار النفط وثروات البلاد بما قد يستدعي توفير حماية دولية لإنقاذ ليبيا من الفوضى.
وأشارت الصحيفة الى المعركة الدامية التي دارت في محيط مطار طرابلس الليبي والتي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومدافع ورشاشات وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى فضلا عن تدمير نحو 90 في المئة من الطائرات الرابضة في المطار، كما أسفرت المواجهات بين الفصائل الليبية المتناحرة في بنغازي شرق البلاد عن سقوط قتلى جدد ما دفع الحكومة الليبية إلى الإعلان عن توجه لطلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تهددها الجماعات المسلحة.
وأضافت أن هذه التطورات المتلاحقة تثير هواجس داخلية ليبية وخارجية لا سيما من دول الجوار التي أعلنت تشكيل قوات مشتركة لتأمين الحدود ، فيما أعربت الأمم المتحدة بشكل صريح عن قلقها مما يجري بإعلانها سحب موظفيها من ليبيا "بشكل مؤقت " كما أعربت موسكو عن قلقها من تصاعد العنف هناك.
وأوضحت الصحيفة أن تلك المخاطر التى تحيط بليبيا تأتي في وقت تشتعل فيه جبهات عربية متعددة ربما تجعل الالتفات إلى الوضع الليبي المتأزم خجولا ولا يلبي مطالب وتطلعات الليبيين الذين حلموا بالحرية والكرامة وقالوا "لا" للاستبداد بدمائهم لكنهم اليوم يعانون استبدادا من نوع آخر ومن أكثر من جهة.