الرياض ـ أ.ش.أ
حذرت صحف السعودية فى افتتاحيتها اليوم من تداعيات الأوضاع فى اليمن ، فمن جهتها وتحت عنوان "اليمن فى خطر" قالت صحيفة "عكاظ" إن اليمن في خطر داهم.. وما حدث أمام دار الرئاسة اليمنية أمس من مواجهات بين المتمردين الحوثيين والحرس الرئاسي ، ينذر بأن اليمن ليس في خطر شديد ، بل أمام منعطف حساس وتاريخي يتطلب من عقلاء اليمن التوحد لمواجهة التمرد الحوثي الذي خطط لجر اليمن إلى فوضى عارمة ومستنقع للفكر الطائفي القميء ، ستكون عواقبها خطيرة ووخيمة ليس على اليمن وحده بل على المنطقة بأسرها.
وأضافت إن التصعيد الممنهج الذي يسير فيه الحوثيون بدعم قوى إقليمية ، يتفاقم يوما بعد يوم ، ما يزيد من حالة الخوف والترقب بسبب التطورات الدراماتيكية التي تشهدها العاصمة صنعاء منذ اجتياحها ، والسيطرة على مؤسساتها وإغلاق مدارسها وإرهاب جامعاتها ، ما يكرس طائفية مذهبية ، يمكن أن تحرق الأخضر واليابس فيما لو تمادى هؤلاء المتمردون في تنفيذ مخططهم البغيض.
وتابعت " لم يتبق أمام الحوثي وأتباعه إلا اقتحام دار الرئاسة اليمنية، وهو ما تبدو الجماعة جادة في مساعيها لإحداث شلل في مؤسسة الرئاسة والتي تمثل الشرعية في اليمن لاستكمال الانقلاب كامل الأركان لا سيما بعد اختطاف مدير مكتب الرئيس ونقله إلا صعدة ، ووضع شروط تعجيزية للإفراج عنه تقتضي تغيير بنود الدستور.
ورأت أن هذا التخطيط الذى وصفته بالطائفي الخبيث والمشبوه لميليشيات الحوثي المسلحة لن يتحقق لأن الشعب اليمني لن يفرط في مقدراته ومكتسباته ومستقبله لحفنة من المتمردين على شرعية مؤسسة الرئاسة اليمنية وعلى قرارات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة التي وقعتها جميع الأطراف اليمنية بما فيها جماعة الحوثي المسلحة.
وقالت فى ختام تعليقها "إن اليمن يمر بمنعطف تاريخي حساس هو الأصعب وعلى المجتمع الدولي التحرك سريعا لدعم الشرعية في اليمن وعدم السماح لمجموعة حزبية اختطافه بكامله ، والضغط على جماعة الحوثي لتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة ودعم مؤسسات الدولة اليمنية الشرعية لكي يعيش الشعب اليمني في أمن وأمان واستقرار بعيدا عن الفكر الطائفي القميء.
من جانبها ، قالت صحيفة "الرياض" إن من يعرف اليمن وجغرافيته البشرية والطبيعية والسياسية ، ويغامر بالدخول في تعقيداته فسوف يواجه مشكلات الافتراق الاجتماعي ، والقبلي والمذهبي ، وأن من تعطي نفسها الدخول ، أكانت دولة أم جهة، فعليها أولا أن تكون مقبولة من كل الفئات المتصارعة ، وإلا فإنها لن تضمن أي نسبة من النجاح ، ولعل من يراهنون على فصيل واحد مدجج بالسلاح ويفترض السيطرة على مكوناته ، يجهلون حقيقة هذا البلد ، والذي رغم فترات الحروب والخلافات ، حاول أن تكون له سلطة تعبر به وتخلصه من مآسي نصف قرن بحيث يجد طريقا للاستقرار والتنمية ، واستغلال موارده البشرية والطبيعية وموقعه الاستراتيجي، إلا أن الزعامات والسلطات الماضية غلبت عليها مبادئ سلطة الفرد الذي يقود حزبا تؤلفه جماعات تلتقي على مصلحتها لا على إصلاح الوطن..
وأضافت "اليمن مهم أمنيا لدول الخليج العربي ، ولكنه بأزماته وحروبه وحتى مد ثورته الاشتراكية بقي دون مخاطر كبيرة ، ومع ذلك لابد من خطوات خليجية لحل الأزمة قبل أن يغرق بما هو أسوأ من الحاضر..