قضايا الشأنين الداخلي والخارجي تتصدر اهتمامات "الصحف"

تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري.
فأكد الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أن تصريحات المبعوث الدولى ستيفان دي ميستورا إلى سوريا، التى أعلن فيها، لأول مرة، أن بشار الأسد سوف يكون بالضرورة جزءا من التسوية السلمية للأزمة السورية، قد لا تشكل مفاجأة كبيرة لكثيرين، فى ظل حقائق مهمة تحكم الموقف السورى الراهن أبرزها سيطرة الرئيس السورى على أكثر من 50% من مساحة الأرض السورية، واحتفاظه بولاء الجيش السورى الذى يحارب بؤر الارهاب فى طول البلاد وعرضها على امتداد أربع سنوات، دون أن يتعرض لانقسامات ضخمة تهدد وجوده، واعتقاد غالبية الأقليات العرقية التى تسكن سوريا ابتداء من العلويين الى المسيحيين الى الدروز أن بشار الأسد أفضل الخيارات وأقلها سوءا، لأن البدائل كلها تنتمى لجماعات متطرفة تسيطر عليها تنظيمات القاعدة وداعش التى جعلت من محافظة الرقة السورية مقرا لخلافة زعيمها أبوبكر البغدادى!
وأوضح أن المفاجأة الحقيقية تكمن فى قبول الغرب والأمريكيين هذه الحقيقة التى يعلنها لأول مرة المندوب الدولى باسم الأمم المتحدة، مؤكدا امكانية حدوث تسوية سلمية للأزمة السورية، تنهض بالتزاماتها حكومة وحدة وطنية تحافظ على وحدة الجيش والأمن السورى، وتبقى على مؤسسات الدولة، وتتجنب أن تقع فى الأخطاء ذاتها التى وقع فيها الأمريكيون حين غزوهم للعراق، عندما فككوا الجيش والأمن العراقى وسرحوا أجهزة الدولة ليبقى العراق فريسة للفوضى والخراب يعانى حتى اليوم من انعدام الأمن والاستقرار.
وقال مكرم يعول المبعوث الأممى كثيرا على دور مساند للقاهرة، لأن القاهرة التزمت منذ البداية موقفا صحيحا يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة والأرض السورية والسعى فى أسرع وقت ممكن الى تسوية سلمية بعد أن تحولت الحرب الأهلية السورية الى بؤرة لتفريخ منظمات الإرهاب وعلى رأسها داعش.
ولفت الكاتب إلى أنه من الواضح من جهود المبعوث الدولي حرصه على الحصول على مساندة روسيا وإيران إلى جوار الولايات المتحدة والغرب ومع هؤلاء جميعا مصر والسعودية،لأن أضرار الحرب السورية جاوزت حد المعقول حيث بلغ ضحاياها أكثر من 220ألف شهيد معظمهم من المدنيين، بالإضافة الى تهجير ما يقرب من مليونى سورى خارج ديارهم، وتدمير عدد من أجمل أحياء المدن السورية وأقدمها، ولأنه دون هذا التوافق الدولى الواسع يصعب إقرار تسوية سلمية للأزمة.

وفي عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" وتحت عنوان " العالم.. والإرهاب" أكد الكاتب محمد بركات أنه على العالم بصفة عامة، والعالم الغربي والأوروبي على وجه الخصوص، أن يتنبه بشدة، الآن وقبل فوات الأوان، إلي الخطر الداهم الذي أصبح يهدده حالياً ومستقبلاً، في ظل التمدد الكبير للجماعات الارهابية وعصابات القتل والدمار والدم، وانتشارهم الواسع في سوريا والعراق واليمن، ثم ليبيا التي أصبحت مرتعاً خصباً ومركزاً لتجمع جماعات التطرف والتكفير والضلال، ينطلقون منها لممارسة إرهابهم وارتكاب جرائمهم ضد شعوب المنطقة ودولها.
وأضاف بركات أن على الدول الأوروبية أن تعي الحقيقة الجغرافية الثابتة على أرض الواقع، والتي تقول بأن ليبيا علي مرمى حجر من الجنوب الأوروبي الواقع علي البحر المتوسط، وإنها بالفعل بمثابة البوابة الأمامية لأوروبا علي البحر الأبيض،....، هذا هو ما أكده، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، خلال تعقيبه علي الضربة الجوية المصرية لمراكز تجمع «داعش» في درنة، ومطالبته الدول الاوروبية بضرورة مساعدة الجيش الوطني الليبي، ودعمه بالسلاح والعتاد العسكري حتي يستطيع هزيمة «داعش» واقتلاع الارهابيين من ليبيا حماية للعالم وإنقاذا لأوروبا من شرورهم المؤكدة.
وفي ظل ذلك كله يبقي السؤال: هل ينتبه العالم قبل فوات الأوان، ويدرك ان خطر وجرائم الإرهاب المتنامي في ليبيا سيمتد إليهم ويهددهم في عقر دارهم،....، وأن الضرورة تستوجب مواجهته بكل حسم وقوة،..، أم انه سيظل علي موقفه السلبي تجاهه، متوهما أنه في منأي عن أخطاره؟

وتحت عنوان "قناة السويس .. وحلم المستقبل" قال رئيس تحرير "الجمهورية" فهمي عنبه في عموده "كلام بحب "...أن قناة السويس عند المصريين ليست فقط هي أهم مجري ملاحي يتحكم في 40% من حركة السفن والحاويات التي تنقل التجارة الدولية.. ولا الممر المائي الذي يربط الشرق بالغرب وملتقي قارات الدنيا القديمة.. ولا حتي باعتبارها أكبر مصدر للعملة الصعبة في الدخل القومي، الأهم من كل ذلك أن قناة السويس في الوجدان الشعبي تعني التحدي والإصرار والتضحية والإرادة ..العزة والكرامة ..إنها تمثل الماضي والتاريخ والأمل في الحاضر وحلم المستقبل.
وأكد عنبه أنه منذ بدء حفر القناة أيام الخديوى سعيد والمهندس الفرنسي فيردي نان ديليسبس ومع أول فأس ضربت أرض "الفرما" عام 1859 وحتى الافتتاح الأسطوري في بورسعيد بعدها بعشر سنوات تحولت حكايات القناة إلى مواويل ترويها الأجيال ونسج الخيال القصص الشعبية والأساطير المحفورة في وجدان أهالينا بقري بحري والصعيد حيث اختلط عرق ودماء الأجداد بالمياه التي جرت في هذا الشريان الذي حمل الحياة للبشرية ونقل التجارة العالمية من رأس الرجاء الصالح إلي هذا المكان الذي أصبح في قلب كل مصري.
وأوضح الكاتب أن الفارق كبير بين أول فأس ضربت الصحراء لشق القناة عام 1859 وبين المعدات المستخدمة حاليا وأحدث الكراكات في العالم التي تزيح مليون متر مكعب من الرمال المبللة يوميا ترتفع قريبا إلي 2 مليون متر بعد أن تم تشكيل "تحالف التحدي" من 6 شركات عالمية من الإمارات وهولندا وبلجيكا وأمريكا إضافة إلي معدات القوات المسلحة وهيئة القناة وهو أعلي معدل للحفر حدث في أي منطقة علي وجه الأرض أو تحت سطح البحر.
وقال رئيس تحرير الجمهورية "مرت 6 أشهر كاملة علي بدء حفر القناة الجديدة ونقترب من نهاية الشهر السابع.. ويسير العمل بمعدلات مرتفعة للحماس منقطع النظير من جميع العاملين وشتان الفارق ما بين العمل "بالسُخرة" فاستغرق الحفر 10 سنوات لشق القناة.. وبين الإنجاز بالحب فينتهي العمل بإذن الله في عام واحد وربما أقل.. فالكل هنا يعملون معا.. المدنيون مع العسكريين.. المنتمون لهيئة القناة ومن أحضرتهم الشركات أو جاءوا مع المقاولين".