العدوان الإسرائيلي

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاربعاء في افتتاحياتها العدوان الإسرائيلي على غزة إضافة إلى المعارك الدائرة في ليبيا.
وتساءلت صحيفة الخليج تحت عنوان ( 3 حقائق ) .. مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الثالث ما هي المحصلة العسكرية التي تحققت على جانبي المواجهة خصوصا منذ بدء الهجوم البري على القطاع.

وقالت "بداية نضع الخسائر البشرية جانبا لأن الخلل في موازين القوى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية هو خلل كبير في الموازين العسكرية فإسرائيل تمتلك أكبر سلاح جو في المنطقة وأكثره تطورا وآلة عسكرية هائلة يمكنها أن تدمر وتقتل وأدت هذا الدور بكفاءة في قطاع غزة وفي كل حروبها السابقة في القطاع ولبنان انطلاقا من عقيدة صهيونية ثابتة في ممارسة عمليات إبادة وارتكاب جرائم حرب.

وأضافت الصحيفة إذا لا يمكن قياس نتيجة الحرب مع إسرائيل بمدى الدمار الذي تلحقه وبأعداد المدنيين الذين تقتلهم فهذه نتيجة تدخل في حسابات المقاومة بل وفي حسابات الشعب الفلسطيني في إطار صراع مستمر وممتد مع عدو عنصري احتلالي همجي وبين شعب يخضع للاحتلال والقهر ويصر على انتزاع حقه ومستعد دائما لتقديم التضحيات.
وأوضحت أن أولى هذه الحقائق هو أن المقاومة كشفت أن هذا الجيش الإسرائيلي الذي يوصف بأنه لا يقهر هزيل ويمكن ضربه وإيلامه وإيقاع الخسائر به في المواجهات المباشرة بل وأسر جنوده رغم ما يمتلك من قوة نارية ودعم وإسناد بري وجوي.. ثانيا أن الحرب الحالية في غزة كما في الحربين السابقتين وخلال عدوان يوليو على لبنان العام 2006 أظهرت هشاشة قوة الردع الإسرائيلية وأن بالإمكان خلق حالة توازن ردع معها من خلال منظومة صاروخية ذات مديات مختلفة ومن خلال إجبار الاحتلال على دخول مواجهات مباشرة تكبده خسائر بشرية ومن خلال عمليات نوعية واجتراح وسائل قتالية تتجاوز قدراته التقنية والاستخبارية.

أما الحقيقة الثالثة هى أن مثل هذه الحروب أثبتت هشاشة جبهته الداخلية من خلال دفع مستوطنيه إلى الاختباء في الملاجئ وشل الحياة في مختلف قطاعات العمل مع ما يمكن أن يكبده خسائر مادية هائلة بما يجعل كل مساحة فلسطين المحتلة غير آمنة لمستوطني الكيان وبأنها ليست جنتهم الموعودة أو أرض الميعاد بل هي أرض قد تتحول في كل لحظة إلى جحيم يهدد حياتهم وأمنهم.

من جهتها قالت صحيفة البيان تحت عنوان ( ليبيا بحاجة إلى الاستقرار) "إن المعارك المتفرقة هنا وهناك تستنزف ليبيا منذ شهور لاسيما في مدينة بنغازي شرق البلاد والعاصمة طرابلس التي تعاني دمارا واسعا نتيجة للمعارك الطاحنة بين جماعات مسلحة تسعى للسيطرة على المدينة ومطارها الدولي.

وأضافت "هاتان الجبهتان تعرقلان كل المحاولات الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي عانى عقودا من الظلم والاستبداد كما أن الدولة تفشل باستمرار في فرض سيطرتها على مناطق النزاع والجماعات المسلحة التي تسعى للسيطرة على ثروات ليبيا ومحاورها الاستراتيجية ففي طرابلس أوقعت الاشتباكات المستمرة حتى اللحظة عشرات القتلى وعشرات الجرحى وعطلت حركة الطيران المدني في العاصمة كما أنها دمرت عددا لا يستهان به من الطائرات ومرافق المطار.

أما في بنغازي فأسفرت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منذ فجر الاثنين في محيط معسكرات تابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني بين الجيش ومجموعات مسلحة والتي رافقها قصف جوي نفذته طائرة حربية ليبية على عدة مواقع للمسلحين عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من العسكريين.

وأكدت الصحيفة أ هذا المشهد المتشابك لاسيما في بنغازي حيث يصعب تحديد الوحدات العسكرية النظامية من المليشيات المسلحة لاسيما بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر منتصف مايو الماضي انشقاقه عن الجيش وتكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه بـالإرهاب تحت اسم عملية الكرامة ويجعل من الصعب قراءة المشهد الأمني في ليبيا لاسيما مع تزايد أعمال القتل عبر استهداف مدنيين وعسكريين ورجال دين في اطار اغتيالات منهجية لم تعرف حتى اللحظة الجهة التي تقف خلفها.

وخلصت البيان إلى القول أن كل ذلك يستدعي وحدة ليبية خالصة إلى وجه الوطن تتجاوز المصالح الشخصية والانتماءات الفردية من أجل تحقيق الاستقرار في هذا البلد الذي يستحق بعد كل ذلك أن يعيش مستقرا هادئا ينعم بثرواته وجهود أبنائه ويعكس مثالا حقيقيا لشعب ثائر رفض الظلم واتحدت جميع مقوماته اليوم لينهض من جديد.