موسكو - أ ش أ
علقت غالبية الصحف الروسية الصادرة اليوم الأربعاء على تصديق البرلمان الأوكراني على قرارالرئيس بيوتر بوروشينكو بإعلان "التعبئة الجزئية" في البلاد ، والذي قد يشمل عشرات آلاف الأشخاص حيث سيتم إرسال العديد منهم إلى مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك.
ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" عن مصادر أوكرانية أنه قد يتم استدعاء أكثر من 60 ألف شخص لديهم تخصصات عسكرية.
وتقول الصحيفة : " خلافا للمرحلتين السابقتين من التعبئة، تضمن الحكومة هذه المرة توفير الوسائل الحديثة للدفاع عن النفس والأسلحة والموارد المادية".
واعتبرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن الهدف الرئيسي من الموجة الحالية للتعبئة هو تناوب العسكريين حيث شهدت أوكرانيا في يوليو الجاري سلسلة من حوادث قطع الطرق احتجاجا على تعبئة الجنود.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجنود الذين تم استدعاؤهم لمدة أسبوعين كانوا يقيمون في ظروف ميدانية قاسية على مدى شهر ونصف الشهر أو شهرين ويتم منعهم من الاتصال بذويهم.
وذكر خبراء أوكرانيون لصحيفة "كوميرسانت" الروسية أن الموجة الجديدة من التعبئة تدل على انتصار "حزب الحرب" في الدائرة المحيطة بالرئيس الأوكراني ، حيث يعارض هؤلاء فكرة الهدنة وتقديم أية تنازلات لقوات المقاومة الشعبية في دونيتسك ولوجانسك.
وقال المحلل السياسي الأوكراني ميخائيل بوجريبينسكي لـــ " كوميرسانت " : "كنا نعتقد أن بوروشينكو ممثل "حزب السلام"، ولكن أنصار النهج المتشدد يمارسون ضغطا كبيرا عليه ، وهم يطالبونه بعدم الوقوف في منتصف الطريق وعدم تقديم أية تنازلات للانفصاليين" .
وذكر الخبير الأوكراني للصحيفة الروسية أن بوروشينكو يتعرض لضغوط من قبل عدة أطراف ، أولا من قبل ممثلي حزب "باتكيفشينا" (الوطن) الذين يشغلون مناصب أساسية في الحكومة. وثانيا، من قبل طواغيت المال الذين يتكسبون من الحرب ويستغلونها لتعزيز مواقفهم، وثالثا من قبل مثقفي كييف "الوطنيين" الذين أشعلوا فتيل الميدان. ورابعا ، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تريد إقامة إقليم انفصالي في دونباس على غرار بريدنيستروفيه، وتدفع كييف إلى القيام بأعمال حازمة.