داعش

اهتمت صحف السعودية بمؤتمر جدة المزمع عقده اليوم بمشاركة أمريكية للتنسيق لمواجهة الإرهاب وعلى رأسه تنظيم "داعش"، وفيما أشارت إلى أن التحرك الأمريكى جاء متأخرا أكدت أهمية ما سيتقرر من المؤتمر لمواجهة مخاطر قد تهدد السلم والأمن العالميين.
وقالت صحيفة "الرياض" اليوم /الخميس/ "إن مؤتمر جدة المنعقد هذا اليوم ليس تحالف أضداد لمصالح خاصة، وإنما هو تنسيق بين أمريكا وعدة دول عربية وإسلامية لمحاربة تنظيم "داعش"، وقد باشرت أمريكا ضرباتها الجوية على مفاصل هذا التنظيم، لكن ما كان يعيب التحرك المتأخر هو التهوين من قضايا المنطقة، واعتبارها إرهاصات لما بعد الربيع العربي، سرعان ما تطفو ثم تموت، ودون تحليل للواقع المتنامي على أرضي العراق وسوريا، وكيف نشأت "داعش" في ظل التهاون الدولي ثم استشعار الخطر بعد أن أصبح مجندو التنظيم يأتون من قلب أمريكا وحلفائها الأوروبيين".
وتوقعت الصحيفة أن الاجتماع لن يغرق في التفصيلات، وأنه تم إعداد خطط واستراتيجيات تساهم فيها كل دولة حسب قدراتها المادية والعسكرية، وتوفير إطار قانوني لا يذهب إلى تفسيرات مضادة بأن مكافحة "داعش" غطاء لتدخل دولي ضد سيادة العراق أو سوريا، متساءلة "لكن في ظل تمركز قوات التنظيم وتداخله في صلب مدن وقرى العراق وسوريا، هل يمكن القضاء عليه بدون مساندة عسكرية برية؟، وكيف سيكون عليه تشكيلها ومن سيساهم بها أم تكون قوة تحت مظلة الأمم المتحدة حتى تكون لها شرعيتها؟".
وأضافت إذن هل سيكون لقاء جدة هذا اليوم مفصلا جديدا ليس للقضاء على "داعش" وحدها وإنما لنزع أسنان الإرهاب من كل التنظيمات القديمة والمستحدثة، وهل ستعود أمريكا وتنهي أوهام تخليها عن المنطقة على إثر فشل سياسات (بوش) الابن، وتذهب بعيدا إلى آسيا كهم جديد وفضاء مفتوح لسباق آخر من القوى الناهضة أم أدركت أن أمن المنطقة متشابك مع النظام العالمي، ويستحيل ترك الفوضى تتنامى وتسود، والذي فُسر من قبل منظّرين سياسيين أمريكيين بأن بلدهم فقد هيبته الدولية، لكن ثبت أن العالم يحتاج أمريكا كقائد، والدليل أنها حشدت هذه التحالفات بقوة نفوذها القائم حتى الآن؟.
وواختتمت "ننتظر ما سيتقرر من المؤتمر لأن عوائد الفائدة ستكون للجميع وخاصة في مواجهة مخاطر قد تهدد السلم والأمن العالميين".

ومن جانبها، رأت صحيفة "الوطن" أن أمريكا، وفي ظل الذكرى الـ13 لأحداث سبتمبر، لم تستطع القضاء على التنظيمات المتطرفة بسبب أخطاء تضمنتها استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، منها ازدواجية معاييرها الدبلوماسية في معالجة قضايا الشرق الأوسط، واحتلالها المباشر للعراق ثم التخلي عن مسؤولياتها هناك لصالح طهران، ودعمها المباشر لإسرائيل، بالإضافة إلى إخفاق المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية.
وأضافت إن إدارة الرئيس أوباما ربما أرادت لكافة التنظيمات الإرهابية، التي تكاثرت ونشطت بعد الربيع العربي، أن تجتمع في مناطق محددة يسهل على قواتها بعد ذلك مواجهتها وتدميرها، لذا أفصح الرئيس الأمريكي أمس عن استراتيجيته في مواجهة "داعش"، التي ربما اقتصرت على الضربات الجوية المحددة لعناصر التنظيم، ودعم الجيش والحكومة في العراق للقضاء عليه.
وقالت مختتمة "إن ما يهمنا نحن أن هذه التنظيمات ستهزم عسكريا، غير أن الخطر الحقيقي لا يتوقف على فناء هذه الميليشيات، بل يتعداه إلى خطرها الثقافي والفكري، ما يحتم على دول المنطقة التنبه لهذا الخطر على الدوام، ومواجهة ثقافة العنف والإقصاء والطائفية".