استمرار العنف في غزة

انتقدت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم الموقف الأمريكى من العدوان الاسرائيلى على الاراضى الفلسطينية المحتلة والذى دخل يومه السابع عشر وخلف أكثر من 700 ضحية وألاف المصابين.
وقالت صحيفة "الوطن" السعودية فى افتتاحيتها إن وصف الوحشية الإسرائيلية في العدوان على غزة بأنها "جرائم حرب"، حقيقة؛ لأن ممارسات إسرائيل خروقات واضحة لاتفاقيات جنيف الموقعة سنة 1949،لكن من يحابون إسرائيل يصرون على أنها تدافع عن نفسها، وليس أدل على ذلك من أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المعارض الوحيد لقرار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، والقاضي بتشكيل لجنة دولية عاجلة للتحقيق في "كل الانتهاكات" التي ارتكبتها إسرائيل في أثناء هجومها على غزة، الذي زاد عدد ضحاياها على 685 فلسطينيا حتى الآن.
وأضافت أن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يضم 46 عضوا، أيد القرار منهم 29 عضوا، وامتنع آخرون عن التصويت، هم الدول الأوروبية كلها، بينما انفردت الولايات المتحدة بمعارضته، في تحد سافر لـ"حقوق الإنسان" التي تدعي أمريكا أنها راعيتها في كل زمان ومكان.
وتابعت الصحيفة السعودية قائلة انه "كان بإمكان أمريكا أن توافق على تشكيل لجنة التحقيق لتدعي ـ في الحد الأدنى ـ أنها مع الإنسان وحقوقه كما تدعي على الدوام، بيد أن التجمل الأمريكي يختفي حين يتعلق الأمر بـ"ابنتها المتبناة إسرائيل".
وقالت إن معارضة القرار تعني أن أمريكا تضرب عرض الحائط بكل المبادئ، ولا تهتم بالاتفاقيات الدولية التي كانت هي أول الساعين إليها، والموقعين عليها، وذلك لايحدث منها إلا عند "خطها الأحمر"، وهو إسرائيل، مما يؤكد "الكيل بمكيالين"، وأن ما تدعي أمريكا من الحريات، وحقوق الإنسان، ومقاومة العنصريات، ليست سوى شعارات جوفاء هدفها الرئيس تقمص شخصية "شرطي العالم" الذي يتخذ من هذه الشعارات ذرائع للبطش والتدخلات العسكرية في كل مكان ، بينما هذه الذريعة لا تعدو أن تكون غطاء يحجب المصالح الخفية.
من جانبها قالت صحيفة "عكاظ" فى افتتاحيتها "أعجب ما في الموقف الأمريكي من الأعمال الإجرامية اليومية التي تقوم بها إسرائيل لقتل الأبرياء والآمنين في غزة.. أن يكرر مسؤولوها القول إن بلادهم مع حق اسرائيل في الرد دفاعا عن مواطنيها.. وهم يعرفون تمام المعرفة من الذي زحف بقواته البرية وعبأ الاحتياطيين لديه وأطلق العنان لطائراته لكي تهاجم الأحياء المدنية وتقتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ على مدى الساعة.
وتساءلت الصحيفة السعودية قائلة أي رد هذا الذي يتحدث عنه البيت الأبيض ويكرر الحديث عنه وزير الخارجية «كيري» في وقت يتحدث فيه عن جهود مطلوبة لإيقاف الحرب.. وأي حرب هذه يتحدث هو عنها؟!
وقالت إن الحروب ـ كما نعلم ـ ويعلم هو.. تقوم بين جيوش متكافئة.. وهذا غير متحقق بالمرة بين مقاومين يدافعون عن الأرض.. ويقاومون الاحتلال وبين آلة عسكرية هائلة يمتلكها طرف استمرأ القتل والغرق في بحور من دماء الأبرياء..وأضافت "لذلك نقول.. إن هذا المنطق المعكوس لا يحل مشكلة ولا يقيم سلاما لأنه يفتقد أبسط مقومات العدالة..
وتابعت الصحيفة قائلة "حتى وإن كان السبب في كل هذا ـ كما تدعي إسرائيل ـ وتجد فيه مبررا هو قتل ثلاثة من الإسرائيليين في ظروف غامضة حتى الآن.. وهو العمل الذي لا نقره ولا نقبل به ولكننا والعالم كله لا يجدون فيه ما يبرر هذه المجازر اليومية الساحقة وتجد غطاء أمريكيا ومبررات غير مقبولة تساوي بين الجلاد والضحية.. بل تقف إلى جانب الجلاد وتنصره وتشد أزره ..وتساءلت فى ختام قائلة فأي عدالة هذه!؟.