قصف غزة

تواصلا صحيفتا (البيان) و(الخليج) الإماراتيتان في افتتاحيتهما اليوم "الخميس" متابعة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، و تطالبان ضرورة مواجهة الإرهاب فى المنطقة العربية.

وقالت صحيفة ( الخليج) - في مقالها الافتتاحي - تحت عنوان "استثمار الدم الفلسطيني" مع دخول العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة أسبوعه الرابع يرتفع منسوب الدم الفلسطيني وتتسع رقعة الدمار وتتعاظم شراهة العدو الصهيوني لارتكاب مجازر يومية بحق المدنيين الأبرياء ،فإن التحرك العربي والدولي لوقف المجزرة يبدو معيبا ومريبا وكأن هناك قبولا ضمنيا باستمرار المحرقة وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .

وتساءلت الصحيفة ..هل كل هذا من أجل تحويل العدوان الإسرائيلي إلى فرصة قد يتم من خلالها تصفية القضية والتخلص من تبعاتها من خلال إعطاء الكيان الصهيوني مهلة لعله يتمكن من تحقيق أهدافه بفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني من خلال نزع كل عوامل قوته وصموده وتمسكه بحقه؟.

وأضافت أنه في موازاة ذلك تبدو المواقف الغربية تتماثل مع الأهداف الإسرائيلية إلى حد بعيد من حيث الحرص على أمن إسرائيل وتفوقها ونزع سلاح المقاومة أي ضرب صمود الشعب الفلسطيني وتجريده من كل عوامل القوة كي يبقى فريسة سهلة للأطماع والمخططات الصهيونية .

وأكدت في ختام افتتاحيتها أن وقف إطلاق النار كهدف أساسي للتحركات الدبلوماسية الحالية من دون رفع الحصار عن القطاع يعني أن كل الدماء الفلسطينية ذهبت سدى لذا لا بد لأية تسوية أن تتناسب مع الدم الفلسطيني وأي استثمار سياسي لذلك الدم هو استثمار لا أخلاقي ولا إنساني . . وسيكون استثمارا خاسرا لأن الدم الفلسطيني ليس رصيدا في سوق المزايدات والمناقصات .

ومن جانبها ، نبهت صحيفة ( البيان ) إلى أن المنطقة العربية برمتها باتت على موعد يومي مع العنف والإرهاب فمن وقع الميليشيات المتناحرة والقذائف المتساقطة في ليبيا إلى استهداف العسكريين في مصر لاسيما في شبه جزيرة سيناء إلى تصاعد الفكر المتشدد في تونس ، وتحويل منطقة جبل شعانبي إلى بؤرة يتم فيها التخطيط لأي عمل إرهابي من شأنه أن يستهدف عناصر الجيش أو قوات الأمن ، في حين يشهد العراق أكبر موجة عنف نفذ أغلبها تنظيم داعش ، فضلا عن ما تشهده سوريا وإن كانت الدوافع والأسباب تختلف لكن النتائج واحدة قتل ودمار وخراب وهروب ونزوح خارج الأوطان.

وقالت أنه من الواضح أن الإرهاب أصبح اليوم يشكل التحدي المشترك للجميع وأن الأولوية يجب أن تعطى إلى حل هذه المشكلة أن يخرج من رسم خطة شاملة تغطي جميع الجوانب الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والمخابراتية ، والذي يتطلب إقامة الأجهزة وتوفير المتطلبات الضرورية لتنفيذ هذه الخطة لكي لا تظل حبرا على الورق على أن تكون هذه الاستراتيجية أساسها التعاون المشترك بين جميع الحكومات.

ودعت فى ختام افتتاحيتها الى التصدي للإرهاب والتطرف ومواجهته بكل حزم لأنه ظاهرة دولية لا دين لها ولا تعترف بالحدود ولا تنتمي لديانة أو شعب بعينه ويتعين تكاتف جهود المجتمع الدولي منعا لسقوط مزيد من الضحايا الأبرياء.