الإسكندرية - رنا سلام
تحتفي مجلة "ذاكرة مصر" التي تصدرها مكتبة الإسكندرية وتعنى بتاريخ مصر الحديث والمعاصر، في عددها الجديد بمرور خمسة أعوام على إصدارها، بمشاركة شباب باحثين ومؤرخين.
وفي هذه المناسبة، صرّح رئيس التحرير الدكتور خالد عزب، بأنَّ "خمسة أعوام مضت من عمر مجلة ذاكرة مصر، نتمنى أن نكون قد قدمنا خلالها ما يرضيك عزيزي القارئ، آملين أن نكون دائمًا عند حسن ظنك بنا، فالآن بين يديك عشرون عددًا من مجلتنا التي ما زالت وليدة في عمر المجلات الثقافية، قد تناولنا على صفحاتها كثيرًا من المواضيع الشائكة والشائقة، والمثيرة والغامضة".
وأوضح عزب، "شاركنا في تحقيق هذا النجاح مجموعة من كبار الكتاب ومن شباب الباحثين بمواضيعهم الجريئة، ومنهم الدكتور عماد أبو غازي، بمقال مميز عن محمود مختار ومشواره مزودًا بالصور والوثائق النادرة، كما شاركت الدكتورة لطيفة سالم بمقال عن الملك فاروق بعنوان "الملك فاروق.. الملك الذي هوى"، ومقال آخر يتناول القضاء المختلط في مصر وأثره في المجتمع المصري".
وأضاف أنَّ "الدكتور عباس أبو غزالة شارك بمقال مزود بمجموعة من الصور النادرة عن أوبرا عايدة وآخر عن ورشة العمل في قناة السويس، وشارك أيضًا الدكتور خالد عصفور بمقال مميز عن إعادة تشكيل وصياغة العقل المصري في القرن التاسع عشر".
ومن جانبها، أكدت سكرتير التحرير سوزان عابد، أنَّ المجلة طرحت مجموعة من الطرائف، منها رسوم المرور على كوبري قصر النيل، وصور لتذاكر المرور المستخرجة لبعض العربات الكارو، ورخصة أخرى طريفة للحمار للسماح له بالمرور في شوارع القاهرة، بالإضافة لبعض رخص البلدية، وقانون تنظيم المرور السريع الصادر عن الخديوي إسماعيل؛ نظرًا إلى انتشار الرعونة في القيادة وهو ما أدى إلى حدوث كثير من حوادث المرور".
وأشارت عابد، إلى أنَّ المجلة نشرت نص المرسوم الذي وجهه نابليون بونابرت للشعب المصري إبان الاحتلال الفرنسي (1798- 1801م)، لافتة إلى موقف محمد علي من أول صورة فوتوغرافية التقطت في القارة الإفريقية عندما علق قائلًا "إنها من عمل الشيطان"، فضلًا عن قانون النظافة العمومية الصادر في عهد محمد علي، والخاص بتجميل وتنظيف القاهرة، وعقود تنوير الإسكندرية بالغاز وغيرها من الطرائف.
وهدفت أسرة تحرير المجلة إلى طرح بعض المواضيع الجديدة والمميزة في تاريخ مصر المعاصر، منها على سبيل المثال: قصة إهداء محمد علي زرافة إلى فرنسا، ومشاركات مصر في المعارض الدولية في باريس، وإهداء الملكة فِكتوريا صورتها لمحمد علي، وفينسيا القاهرة، والبعثة اليابانية التي زارت مصر خلال عهد الخديوي إسماعيل وبُهرت بتقدمها، وقصة أول بالون في سماء القاهرة ودور جاك كونتيه مخترع القلم الرصاص في مصر، وقصة تمثال الحرية بين السويس ونيويورك، وتحول القاهرة من الحدائق إلى الكتل السكنية المدنية وغيرها.
بالإضافة إلى عدد تذكاري لمناسبة مرور 40 عامًا على حرب أكتوبر 1973م، وفيه انفردت المجلة بمجموعة من الصور المهمة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من القراء أن يتمتعوا ويفخروا بقراءة تاريخ بلادهم وبذكرى نصر أكتوبر.
وأبرزت عابد أنَّ فريق العمل حرص على جمع كل البيانات العسكرية الخاصة بحرب أكتوبر، وإتاحتها في ملف خاص داخل العدد، فضلًا عن نشر مجموعة من الصحف المصرية الصادرة أثناء الحرب واستعراض مانشيتاتها وأهم الأخبار الواردة فيها، وخرائط سير عمليات الحرب ومراحلها.
ولا يخلو العدد أيضًا من الطرائف؛ فهو يضم مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية الخاصة بفترة ما قبل وأثناء الحرب، ومجموعة من الطوابع البريدية الصادرة في ذكرى حرب أكتوبر، وملفًّا خاصًّا عن البيانات العسكرية الصادرة من الإدارة العامة للقوات المسلحة لتوثيق الحدث يومًا بيوم.