لندن - مصر اليوم
تعد الكلمات الأولى للطفل معلمًا مهمًا في حياة الأبوين، ودليلًا حاسمًا على تطورهم، ويركز الآباء على تشجيع أطفالهم على الحديث، وغالبًا ما تكون هذه التجربة لمدة 8 أشهر من الكلمات الحقيقية أي قبل أن تأخذ الكلمات معاني وتكون الأشهر الأولى مجرد تدريبًا لفظيًا وصوتيًا حيث ستكون مزيجًا من هدير ومماطلة للأحرف، وكشفت الأبحاث الحديثة، أن للنوم تأثير إيجابي على تطور النطق لدى الرضع. ووفقًا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، يساعد النوم على ربط المعاني بالكلمات - وليس مجرد إدراكها كضوضاء عشوائية.
وكشف العلماء في معهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية المعرفية في لايبزيغ، ألمانيا، أنّ الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أشهر كانوا قادرين على فهم معاني الكلمات، والتي كان يعتقد حتى وقت قريب أنه يحدث في الأشهر الأولى بعد سن سنة، وأضاف الباحثون أن ذلك يأتي كنتيجة مباشرة لأخذ الرضع قيلولة في منتصف النهار.
وأوضحت أنجيلا فريدريسي صاحبة الدراسة: "إن نتائجنا تثبت أن الأطفال يفهمون معاني الكلمات الحقيقية في الذاكرة على المدى الطويل في وقت مبكر بأكثر مما كان معتقدًا على الرغم من أن جزء في المخ خاص بهذا النوع من الذاكرة لم ينضج تمامًا".
وأجرى الباحثون، الدراسة على الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أشهر، وقدموا لهم بعضًا من الألعاب التي أعطوها أسماء خيالية مثل "بوفيل" أو "زوسر" مع ألعاب من نفس النوع ولكنها اختلفت فقط في الشكل أو اللون والتي أطلق عليها نفس الأسماء، وكان ذلك للتأكد من مدى ربط الأطفال بين الأشياء ومعانيها، ومن رد فعل الرضع كان واضحًا عدم قدرتهم على ربط الأشياء الجديدة من نفس النوع بالاسم المقابل، فلم يتمكن الرضع من بناء علاقة بينهما. ومع ذلك، تحسن أداؤهم بعد حصولهم على قيلولة منتصف النهار، وتمكنوا من التفريق بين المصطلح الصحيح والخاطئ لأي شئ جديد، وهو ما يثبت تطور معرفتهم أثناء نومهم، وعلى النقيض لم يتمكن الأطفال الذين بقوا مستيقظين من القيام بذلك.
كما أن مدة النوم لها تأثير أيضًا، وكانت قيلولة لمدة نصف ساعة لا تكفي لإحداث نتائج ايجابية، ولكن أولئك الذين ناموا لمدة 50 دقيقة أظهروا رد فعل أفضل، ويقول الباحثون إن ذلك يرجع إلى معالجة الذاكرة التي تتم فقط أثناء النوم.
ويعتقد الفريق أن مدة واحدة من النوم يمكن أن تكون ذات أهمية خاصة لـ "الذاكرة المعجمية" لدى الأطفال، وقال مانويلا فريدريش المشارك في الدراسة: "في دراستنا، تلقى الأطفال الكثير من المعلومات التي عادة ما تلتقط خلال فترة زمنية أطول.. أثناء النوم، يتم فصل دماغ الطفل عن العالم الخارجي، لذلك يمكنه حفظ العلاقات الأساسية بين الكلمات ومدلولاتها.. فقط خلال التفاعل بين الاستكشاف وهو مستيقظ وعمليات الترتيب أثناء النوم يمكن للقدرات المعرفية واللغوية التطور سريعًا وبشكل صحيح."