" أنفاق قناة السويس"

نفذت أنفاق قناة السويس، سواء أنفاق بورسعيد أو الإسماعيلية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبسواعد مصرية، عبر 4 شركات وطنية هى: بتروجت وكونكورد، لتنفيذ أنفاق شمال الإسماعيلية، والمقاولون العرب وأوراسكوم لتنفيذ أنفاق جنوب بورسعيد.

وتعتبر الأنفاق منظمة إنشائية تحقق اختصارًا غير مسبوق لزمن عبور القناة يتراوح بين 10: 20 دقيقة، بدلًا من الانتظار على المعديات لأيام، ومن خلالها يتم ربط سيناء بالدلتا عن طريق أنفاق بورسعيد والتى تصل إلى شمال سيناء، وأنفاق الإسماعيلية والتى تصل إلى وسط سيناء.

وقال المهندس محمد أبو دشيش مدير مشروع أنفاق بورسعيد فى شركة المقاولون العرب، قال، "إنه يتم حاليا الانتهاء من تجارب الأداء لنفقى بورسعيد، حيث تم الانتهاء من تنفيذ النفقين بشكل كامل، وتحتوى أنفاق بورسعيد على ممرين عرضيين للربط بين النفقين، وتعتبر ملحمة نفذها 6000 عامل ومهندس مصرى تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتمر انفاق بورسعيد أسفل قناة السويس بجنوب بورسعيد عند علامة الكيلو 19.150 ويشمل إجمالى طول النفق الواحد 3930 مترًا".

وأوضح أبو دشيش أنه للمرة الأولى يعمل فى أنفاق بهذا العمق والطول فطوال فترة عمله فى حفر الأنفاق كانت لمشروعات الصرف الصحي، ولكن فى عام 2005 قررت شركة المقاولون العرب إنشاء إدارة للأنفاق فى الشركة وقام هو بتأسيسها واختيار المهندسين للعمل فى الادارة وعلى رأسهم المهندسون الذين عملوا فى مشروع أنفاق القناة، مضيفا أن العمل فى الانفاق بدأ باختيار مكان الحفر وهو جنوب بورسعيد حيث كانت الأرض بكراً لم يقترب أحد منها أو يتم تمهيدها، مشيراً إلى أن الجيش قام بتسهيل مرور الشاحنات والمعدات الخاصة بالحفر وهو ما ساعد فى إتمام حفر الانفاق طبقاً للجدول الزمني.

أهداف المشروع

وعن أهداف المشروع يقول أبو دشيش، إن المشروع يهدف إلى إنشاء محور مرورى يبدأ من مدينة رفح المصرية شرقا وحتى السلوم غربا، وربط الطريق الدولى الساحلى شرق وغرب قناة السويس مما يؤدى إلى اختصار مسافة حوالى 100 كم، بجانب خدمة الميناء المحورى شرق بورسعيد والمنطقة الحرة للاستثمار، وتوفير فرص استثمار جديدة بصحراء شبة جزيرة سيناء وتسريع الامتداد والتنمية العمرانية بأرضى سيناء، إضافة إلى تشجيع المواطنين فى محافظات شرق الدلتا على الانتقال إلى سيناء والمساهمة فى إحداث تنمية وتخفيف الكثافات بالمدن القديمة.

ولفت أبو دشيش إلى عدد من الصعوبات واجهها المهندسون خلال حفر الأنفاق ولكنهم تغلبوا عليها، ومنها تنفيذ الحفر فى التربة الطينية بكفاءه دون التأثير على الملاحة البحرية فى قناة السويس، وعمل تعديلات بماكينات الحفر نظرا لوجود نسبة من غاز الميثان بالتربة، بجانب نقل الخامات والإمدادات اللوجيستية من الجهة الغربية للقناة إلى الجهة الشرقية لعمل التجهيزات والأعمال التمهيدية والإنشائية بالمشروع.

وأشار أبو دشيش إلى أن عمليات حفر الأنفاق شملت ثلاث مراحل هي، التخطيط وتركيب الماكينات وتشغيلها والانتهاء من الحفر طبقاً للجدول الزمني، لافتاً إلى ان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كلفت شركتى المقاولون العرب وأوراسكوم بتكوين تحالف لتنفيذ الأنفاق، والتى تتكون من نفقين للسيارات تمر أسفل قاع قناة السويس بمنطقة جنوب بورسعيد، مضيفاً: انه تم تركيب حوائط لوحية داخل الانفاق بطول 70م وهو ما يعتبر من أكبر المشاريع فى العالم التى يتم تركيب مثل هذه اللوحات بها.

وأوضح أبو دشيش أن حفر القناة تم على بعد 23 متراً من قاع القناة، وتم استخدام مليون و250 ألف متر مكعب خرسانات لتنفيذ النفق، و110 آلاف طن حديد، مضيفا: أن الأنفاق تحتوى على 70 مروحة تهوية إضافة إلى مراوح التهوية داخل أنفاق الطوارئ، إضافة إلى منظومة إضاءة تم تركيبها طبقاً للمواصفات العالمية.

منظومة تأمين شاملة

إنجاز هائل ومنظومة إنشائية ضخمة سيتم تأمينها بأجهزة رادارية وكاميرات مراقبة لتكون السرعة محددة بـ60 كيلو فى الساعة، كما سيتم إجراء تفتيش متنوع بين تفتيش بيولوجى وكشف عن المخدرات وفحص أوراق المسافرين، إضافة إلى وجود أجهزة تكشف عن المؤشرات الحيوية داخل جسم الإنسان وإذا كشف الجهاز عن وجود أى اضطراب داخل الجسم يتم توقيف السيارة فى الحال.

وبدأت حكاية الإصرار والعزيمة المصرية فى بناء أنفاق قناة السويس بوصول أجزاء الماكينات المستخدمة فى حفر الأنفاق «TBM»، فى نوفمبر 2015، والتى تعتبر نموذجاً فريداً من ماكينات الحفر العملاقة حيث تزن 2440 طناً ويبلغ طولها 86 متراً، بدأ الرجال فى تجميع الأجزاء وتركيبها، لتصبح جاهزة لحفر الأنفاق بحلول مارس 2016، لتبدأ أولى عمليات الحفر فى يونيو 2016.

قد يهمك أيضا :  

وزير الداخلية يعلن إسقاط الجنسية عن 22 مصريًا