القاهرة - حسن أحمد
أعلنت جامعة المنصورة، اليوم الخميس، نجاح فريق بحثي في إنتاج مادة تستخدم كبدائل صناعية للعظام لأول مرة في مصر.واستقبل رئيس جامعة المنصورة الدكتور محمد القناوي، اليوم الخميس، فريقاً بحثياً من كلية العلوم يضم كلاً من الدكتور رضا محمد فلفل، والدكتور محمد أحمد فريد، ورئاسة الأستاذ الدكتور ماهر محمود التونسي، لتهنئتهم بنجاحهم في إنتاج مادة تستخدم كبدائل طبيعية للعظام، بدرجة نقاوة عالية جداً مقارنة بالمستوى القياسي، ولأول مرة بمصر وذلك بتقنية متطورة واقتصادية.
تستخدم المادة في تعويض الأجزاء المفقودة من العظم الذي تعرض لحالات الكسر المعقدة والشديدة، والتي يكون لها خطر صحي على الإنسان، أو في حالات الكسور التي لم يجبر فيها العظم بالشكل السليم، كما تستخدم أيضاً في الكثير من جراحات الفك والأسنان، حيث إن نسبة 65 % من جراحات الأسنان تتطلب إستخدام مواد بديلة للعظام بشكل أو بآخر.
وتستخدم طرق جراحية أخرى في عمليات العظام التعويضية مثل التطعيم الذاتي من عظام عرف الحرقفة والتي يستخدم في عمليات الفم، وعمليات الفك العلوي، والوجه، ومن مخاطر هذه الجراحة عدم الإستقرار في الحوض، وإصابة بعض الأعصاب بمنطقة الفخذ، كما لا يمكن إستخدامها لتعويض أحجام عظمية كبيرة نظراً لمحدودية المصدر العظمي.
وتبعاً لبيان الجامعة، قام الفريق منذ عام 2015، بإنشاء وتجهيز وحدة متخصصة لإنتاج هذه المادة الحيوية الهامة بدعم مالي وإداري ومعنوي من رئيس الجامعة الذي يتبنى المشروع منذ توليه إدارة الجامعة، ورعايته كل عمل علمي تطبيقي وإنتاجي، وفي مطلع عام 2017 بدأ الإنتاج التجريبي وإستمرت التجارب المعملية حتى وصلت جودة المنتج لأقصى درجة وأصبحت تطابق المواصفات القياسية العالمية لهذه المادة غالية الثمن عالمياً ومحلياً.
وأجريت كافة الإختبارات العلمية بالمعامل المتخصصة داخل مصر وخارجها، وأثبتت نتائج هذه الإختبارات تفوق مواصفات المادة المنتجة محلياً على مواصفات مثيلاتها المستوردة مما يرفع القدرة التنافسية للمنتج المحلي بالأسواق العالمية.
وتعد المادة المُطورة هى البديل المثالي للعظام البشرية في مجال جراحات العظام فهى تستخدم بكثرة بعد تشكيل هيئتها كبديل تعويضي للعظام البشرية المُفتتة وهو ما يعرف بالسقالات العظمية، حيث تنمو العظام البشرية بسرعة على هذه المادة شديدة الشبه في تركيبها الكيميائي والبنائي للعظام البشرية، وذلك لتوافقها البيولوجي مع جسم الإنسان.
استخرج الفريق البحثي هذه المادة من مصادر طبيعية متاحة ورخيصة بالسوق المحلي، لذلك هى رخيصة الثمن بالمقارنة بالمثيل المستورد.
يذكر أن إنتاج هذه المادة محلياً سيوفر الكثير من العملات الصعبة التي تنفق سنوياً لإستيرادها بالإضافة إلى الجودة العالية لهذا المنتج المحلي، مما يتيح بتصديره للأسواق العالمية مع القدرة على المنافسة بقوة.
وأعلن "القناوي" أن المختبر الذي أنتج هذه المادة سيتحول إلى وحدة بحوث وتطوير للمنتج، بغرض المحافظة على القدرة التنافسية للمنتج في الأسواق الدولية وكذلك تنويع المجالات التطبيقية لهذه المادة.