الفيوم ـ هيام سعيد
عقد مركز فقه الواقع وتجديد الخطاب الديني في كلية دار العلوم، بالتعاون مع إدارة الأزهر ووزارة الأوقاف، ندوة تحت عنوان "دور الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني"، الثلاثاء، في قاعة المؤتمرات في الكلية.
واستضافت الندوة فضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر بحضور الدكتور صابر مشالي عميد كلية دار العلوم جامعة الفيوم، والدكتور ماجد زعلوك مدير مركز فقه الواقع وتجديد الخطاب الديني في الكلية والدكتور عادل سالم نائب مدير المركز وعدد من الوكلاء وأعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب في الكلية. وأكد الدكتور خالد حمزة على أهمية موضوع الندوة لعودة الخطاب الديني لدوره الحقيقي، لا سيما في خطبة صلاة الجمعة في المساجد والتي يجب أن تلمس جميع نواحي الحياة وأن تتعلق بالقضايا الساخنة في المجتمع، مشيدًا بمركز فقه الواقع والذي بدأ ينفذ مشروعه في استضافة 100 عالم.
وأكد دور الأزهر الشريف والذي بدأ يتبوأ مكانة رفيعة فهو منارة لكل الطلاب ولا أحد يستطيع أن ينكر دوره سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وأشار إلى أن التعاون بين كلية دار العلوم والأزهر الشريف لهو وسام لجامعة الفيوم، مشيدًا بدور الأزهر ووجود وكيل مشيخة الأزهر في مؤتمر كلية الآثار جامعة الفيوم الذي عقد في جامعة الدول العربية بيت العرب، والذي أكد خلال المؤتمر على احترام الدين الإسلامي للموروث الأثري لجميع الحضارات واستنكاره لهدم وتحطيم الأثار في البلاد العربية والإسلامية والتي تقوم بها الجماعات المتطرفة باسم الإسلام وأشاد بالتوأمة بين كلية دار العلوم والأزهر والأوقاف.
وأضاف الدكتور عباس شومان أن جامعة الفيوم هي من الجامعات العريقة والتي استطاعت أن تلفت إليها الأنظار بشدة، مشيدًا بكلية دار العلوم والتي ينظر إليها على إنها من بنات الأزهر فهي أقرب الكليات إلى بعض التخصصات المختلفة في الجامعة، ودارت كلمة فضيلته حول مسألة التجديد في عدة نقاط منها أنه لا يخلو زمن من الأزمنة من المجددين على اختلاف أنواعهم. وأكد أن الإسلام في جوهره هو دين التجديد، مشيرًا إلى التفرقة بين قطعي الدلاة وظني الدلاة وذكر شروط الاجتهاد والعلم الصحيح وأن باب الاجتهاد مفتوح شريطة العلم وتحدث عن أداء الدارسين ومواقفهم من التجديد، ووجه دعوته إلى ضرورة الهدوء والتعقل والتدبر، ومعرفة واقع الناس.
وتابع أن المشكلة ليست مشكلة تجديد وأنما مشكلة عقول فالتجديد رفضه خطأ وفتحه للجميع أيضا مرفوض ومسألة التجديد ليس مسؤولية الأزهر فقط وأنما مسؤولية المؤسسات والجامعات والمجتمع كل له دوره وأضاف بضرورة أن يكون التجديد له علاقه بما يحتاجه الناس وواقعهم لإخراج ما ييسر عليهم فيبيحه ويحرم ما يضرهم وأكد على ضرورة الرجوح إلى تعاليم وصورة الإسلام السمحة والنقية وعلينا جميعا ببذل الجهد والتواصل مع المجتمع لتوضيح مفاهيم الدين الإسلامي. وأكد الدكتور صابر مشالي ضرورة تجديد الخطاب الديني حتى يتواكب مع التطور المجتمعي ويكون قادر على حل مشكلاته. وأضاف بضرورة صياغة خطاب ديني قادر على العبور إلى مستقبل أكثر حضارة ورقي.
وأشار إلى مكانة وقيمة الأزهر وحاجة العالم الإسلامي إلى دوره وذكر بأن كلية دار العلوم تشارك الأزهر في عراقة تمتد لسنوات طويلة وذكر بأن المهمة شاقة ولابد من التعاون والمشاركة وتضافر الجهود لإخراج خطاب ديني متجدد. وذكر الدكتور ماجد زعلوك أن مركز فقه الواقع وتجديد الخطاب الديني يسعى إلى تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " وأشار إلى الأحداث التي تتعرض لها الأمة والحروب المعلنة على الإسلام ودعا إلى ضرورة مواجهة المحاولات المتكررة التي تدعو إلى هدم الدين الإسلامي وتشويه وإلصاق تهمة التطرف به فدور المجددين هو الدفاع عن الدين وعن ثوابت بإحياء السنة ونشر الوعي ومحاربة البدع والأفكار الدخيلة الخبيثة.
وتحدث الشيخ محمد عز الدين عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف في الفيوم عن فضيلة الدكتور عباس شومان وذكر أن الأزهر الشريف هو المدرسة الوسطية المعتدلة وهو يعمل مصداقًا لحديث رسول الله من يرد الله به خير يفقه في الدين وأكد ضرورة التفقه في الدين قولًا وسلوكًا وتمنى أن تنعم مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان والاستقرار والهدوء وأضاف بأن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى المجددين لا سيما مع انتشار الجهل إذ أن وظيفة المجدد هي النهوض بهذه الأمة.
وتحدث طلبه عبد النبي حسين رئيس الإدارة المركزية في الأزهر الشريف في الفيوم، قائلًا "أننا في حاجة ماسة إلى تجديد الخطاب الديني، حتى لا يكون هناك اختلاف بين المسلمين". وكشف الدكتور محمد سرحان وكيل كلية الدراسات العربية والإسلامية سابقًا في جامعة الأزهر، ضرورة التعاون بين الأزهريين والتواصل بينهما في مواجهة الفكر المتطرف الذي ابتلينا به في عالمنا العربي والإسلامي وهذا التعاون سوف يؤتي بثماره في القريب العاجل .