ترغب الجامعات الألمانية في جلب المزيد من الطلاب الأجانب للدراسة بها. كما إنها تسعى الى تحسين ظروف رعايتهم، بسبب منافسة دول أخرى في اجتذاب المواهب الأجنبية مثل البرازيل والهند. تقول الأكاديمية الأوكرانية التي تعمل اليوم في مدينة بون إن الفترة التي قضتها بالجامعة في ألمانيا كانت جيدة، غير أنها كانت تأمل في الحصول على رعاية أفضل خلال نهاية دراستها. "كان ذلك سيكون أمرا جميلا، لإعطاء الطلاب الأجانب الشعور بأنهم موضع ترحيب للعمل هنا في ألمانيا."  فألمانيا بحاجة ماسة إلى الكوادر المتخصصة: الاقتصاد يزدهر، ولكن هناك نقص في عدد الكوادر المتخصصة سواء من بين المهندسين أو المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات. وحتى في مجال رعاية المرضى والمسنين هناك الكثير من الوظائف الشاغرة. عوائق تواجه الدارسين غير الأوربيين من منطلق تغيير هذا الوضع تسعى الهيئة الألمانية للتبادل العملي (DAAD) الى جذب المزيد من الطلاب للدراسة في ألمانيا. ومن المقرر أن يفد على ألمانيا، حتى عام 2022  350 ألف شاب وشابة من أجل الدراسة بها أي بزيادة 100 ألف شاب وشابة مقارنة بعددهم اليوم. وتمنح الهيئة الألمانية للتبادل العملي (DAAD)، التي تتلقي جزء من تمويلها من وزارة الخارجية ووزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، المنح الدراسية للألمان الراغبين في الدراسة في الخارج وللأجانب الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم بألمانيا. في عام 2012 ووفقا لبيانات الهيئة الألمانية للتبادل العملي (DAAD) قدمت الهيئة  منحا دراسية لنحو 45.200  من الطلاب الأجانب و30.100 للطلاب الألمان. وعما إذا كانت الجهات المانحة تعتزم تخصيص المزيد من الأموال للهيئة الألمانية للتبادل العملي (DAAD)  فإنها ذكرت أن ذلك  لم يتقرر بعد. ووفقا لتصريحات رئيسة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) مارغريت فينترمانتل فإن الهيئة ستتحدث عن ذلك مع جميع الأطراف في برلين. وفي الوقت نفسه ترغب الهيئة  في إيفاد المزيد من الطلاب الألمان إلى الخارج بمستوى نصف العدد الإجمالي للطلاب. وقد يكون هذا مكلفا: إذ يتزايد عدد الطلاب الألمان الذين يلتحقون حاليا بالجامعات. والسبب هو قصر مدة الدراسة إضافة الى الزيادة الاسثنائية في أعداد مواليد سنوات معينة. وتواصل فينترمانتل حديثها قائلة: إنه من المهم كسر الحواجز من أجل جذب الطلاب الأجانب وذلك عبر تقديم المزيد من دورات تعليم اللغة الإنجليزية. وبرغم قبول الطلاب للدراسة بالجامعات والاعتراف بالمؤهلات الأجنبية لا تزال هناك حاجة إلى تحسينات. منذ إدخال نظام البكالوريوس و الماجستير الموحد، غالبا ما يتم في أوروبا الاعتراف بالشهادات الجامعية الأوروبية بسهولة. ولكن الأمر يكون أكثر تعقيدا بالنسبة للطلاب الحاصلين على شهادات جامعية غير أوروبية. لذلك فمن الممكن ألا يتم الاعتراف بشهادات الماستر لخريجي الجامعات الباكستانية أو الأفغانيةز وبذلك يضطر الطلاب إلى إعادة فترات الدراسة في ألمانيا. مطالب بتبني "ثقافة الترحيب" وتشكو فينترمانتل من عدم حصول الدارسين الأجانب غالبا على الترحيب الكافي. وتقول إنها لاحظت أن الطلاب الأجانب يرغبون في تلقي مساندة أكبر، بمعنى أنهم يرغبون في الحصول على رعاية وتوجيه أفضل. ولذلك فهي تطالب بـ "ثقافة ترحيب" أفضل في الجامعات الألمانية. ومن ناحية أخرى تقول الخريجة الأوكرانية المذكورة في البداية وجود بعض الخدمات المقدمة بالأساس من قبل اتحادات الطلبة. وتضيف المتحدثة قائلة:"لم تخل جامعتي من ثقافة الترحيب بالدارسين الأجانب أثناء فترة دراستي الجامعية." ومن جهتها أعلنت الجامعة الحرة في برلين، ردا على سؤال لـ DW،  أن هناك الكثير من الخدمات التي تقدم بصفة خاصة للطلاب الأجانب في مجالات مثل طلبات الالتحاق والقبول، وكذلك في شئون تنظيم الدراسة وشهادات إتمام المرحلة الجامعية  وتعزيز التعاون بين الجامعات وفي نفس الوقت ترغب الهيئة الألمانية للتبادل العملي (DAAD)   في تعزيز التعاون مع الجامعات في الخارج، كما تفعل  حاليا مع الجامعات في كازاخستان ومصر. ومن المقرر أيضا أن يتم دعم تدريس اللغة الألمانية في الجامعات بالخارج على نحو أفضل. لأن المنافسة من أجل تعليم وتدريب النخب الدولية تزداد قوة. وتستثمر بلدان مثل البرازيل وكوريا، وكذلك الهند مبالغ طائلة في خدمة جامعاتها. "ويجب علينا الحرص على أن تظل أبوابنا مفتوحة أمام الدارسين"، على حد تعبير فينترمانتل، حتى تتمكن الجامعات الألمانية من الحفاظ على قدرتها التنافسية. إلى جانب أستراليا وفرنسا تحتل ألمانيا المركز الخامس، وربما المركز الرابع كأفضل بلد يفضله الدارسون الأجانب، مباشرة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. و لا ترغب ألمانيا في التخلي عن هؤلاء الدارسين: فهم ليسوا كوادر متخصصة ومحتملة مستقبلا فحسب، بل إنهم يجلبون الأفكار أساليب بحث جديدة إلى الجامعات الألمانية.