نيويورك ـ وكالات
عندما تلقت أماندا وولفباور، الطالبة بالسنة النهائية بالمدرسة العليا (الثانوية)، قرار قسم القبول بكلية هاميلتون في مقاطعة كلينتون بولاية نيويورك الأميركية، نشرت تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جاء فيها: «ما الذي يفعله الشخص حينما يكون على قائمة الانتظار الخاصة بإحدى الكليات؟ يشعر بالإحباط وخيبة الأمل. إنه وضع أسوأ من الرفض». وبعد بضع دقائق، تحولت من الاكتئاب إلى الإصرار على بلوغ هدفها، حيث نشرت تغريدة جديدة قالت فيها: «إلى قسم القبول بكلية هاميلتون.. استعدوا للدهشة.. فأنا مصرة على الخروج من قائمة الانتظار هذه». ومنذ ذلك الحين، تقول وولفباور، وهي من مقاطعة كارفر بولاية مينيسوتا، إنها قد وجهت رسالة لقسم القبول بالكلية تناولت «مدى رغبتي في الذهاب إلى هناك (الكلية)، والأسباب التي جعلت من هاميلتون خياري الأول منذ بداية بحثي عن كلية»، وأرسلت «كثيرا من مشاريع المدرسة العليا»، من بينها مشروع فاز بمنافسة على مستوى الولاية. وفي نهاية الأسبوع الماضي، بدأت تصوير مقطع فيديو مع أصدقائها «أوضح فيها لهم بالأساس مدى الروعة التي كنت عليها، من خلال الحديث عن الصفات الإيجابية التي أملكها.. ولماذا يجب أن تقبلني هاميلتون». وعما إذا كان ساورها القلق في أي وقت من احتمال أن يكون ذلك مبالغا فيه، تقول وولفباور: «بل إنني قلقة (بدرجة أكبر) من كوني لا أبذل الجهد الكافي (فيما تفعله)». ويأتي هذا على وجه الخصوص، فيما يغدق طلاب آخرون (مدرجون بقوائم الانتظار) الكليات التي يحلمون بالانضمام إليها برسائل حول مهاراتهم في صنع المخبوزات والصور العائلية والمشاريع الحرفية، التي تجسد علامات بارزة في الحرم الجامعي، وشهادات لرجال مدنيين ورجال دين، على سبيل المثال، في حق بعض المتقدمين لمكاتب القبول خلال الشهر الماضي. وبالنسبة لمعظم المتقدمين للكليات المختارة، وضعت الخطابات التي وصلت بتاريخ 1 أبريل (نيسان) نهاية لأشهر من الدهشة الممزوجة بالقلق.. لكن بالنسبة لقطاع صغير من هؤلاء الطلاب، تصل حالة التوتر الآن إلى أوجها. إذ لم يكن قد تم نسبهم لمجموعة من تم قبولهم، أو لمجموعة من تم رفضهم.. ولكن لفئة احتمالات القبول اللاحق الهزيلة، من دون أدنى فكرة عن النحو الذي سيتم من خلاله التعامل مع طلبهم، أو حتى الوقت الذي سيتم فيه التعامل معه. وعادة ما تطلب المدارس من هؤلاء الطلاب إرسال خطاب يوضحون فيه ما إذا كانوا يرغبون في البقاء على قائمة الانتظار أو أن يتم استبعادهم منها. تقول جيسيكا ماريناتشيو رئيس قسم قبول الطلاب الجامعيين بجامعة كولومبيا: «نحن نشجع الطلاب المدرجين بقائمة الانتظار، ممن ما زالوا مهتمين بالانضمام لكولومبيا، على إرسال خطاب موجز يؤكدون فيه ذلك الاهتمام.. ويحيطوننا فيه علما بآخر المستجدات في سنة تخرجهم. ونثنيهم عن إرسال خطابات توصية إضافية أو أي مواد داعمة أخرى».. ومع ذلك، فإنه بالنظر إلى المخاطر الجسيمة والإجراءات المبهمة التي يواجهها الطلاب، فإن بعضهم لا يستطيع التراجع. يصف مسؤولو القبول بالجامعات الآلية المتبعة بأنه يجب على الطلاب الواعدين التعبير عن اهتمامهم من دون أن يبدوا متطفلين، بينما تسعى الكليات إلى اكتشاف ما إذا كان الطلاب يحاولون التودد إلى مؤسسات تعليمية أخرى. وتتذكر مونيكا إنزر رئيس قسم القبول بكلية هاميلتون، أنه «في العام الماضي، كان لدي فتاة تكتب لي يوميا. كانت تبعث برسائل إلكترونية وخطابات، وكان لديها مجموعة أصدقاء من الخريجين يكتبون لي (على سبيل ترشيحها).. أدركنا جميعا أنها كانت تريد الانضمام إلينا بدرجة تفوق أي شخص آخر». وحينما تم السماح بشغل 3 أماكن في فصل الطلاب الجدد، كانت تلك الفتاة الشابة المتلهفة هي أول شخص اتصلت به إنزر.. لكن الفتاة قالت دون حماس: «سأذهب إلى مكان آخر». وأخبرت متقدمة أخرى آن فليمينغ براون مدير قسم القبول بكلية يونيون في مدينة سكينيكتدي بولاية نيويورك، بشغف أن الكلية كانت خيارها الأول، أو أصبحت كذلك، حينما تم رفضها من قبل خيارها الأول الحقيقي، جامعة «بودوين». إنها واحدة من كثير من الوسائل (أو الحيل)، التي (بحسب براون وزملائها في المدارس الأخرى) اتجه إليها الطلاب المدرجون على قائمة الانتظار. في محاولة للحاق بركب التعليم الجامعي. لقد صار هؤلاء الطلاب ينتقدون أحكام الكليات.. ويقللون من قدر زملائهم في الصف ممن تم قبولهم بالفعل. وهددوا بتقديم شكوى إلى مكتب مدير القبول، مشيرين إلى أن الحضور وطلب إجراء مقابلة يعتبر أمرا غير مستحب، بل إن الظهور مع «معسكر تخييم» يعتبر أمرا غير مستحب بدرجة أكبر. وعادة ما يمثل الآباء جزءا من المشكلة. تقول براون: «هناك أم تبعث لي برسائل بريد إلكتروني كل 3 أيام. من الضرورة أن يراعوا عنصر التوقيت في مثل هذه الأمور». وتضيف: «هناك أب يتصل بي ويصيح قائلا: لا يمكنني تصديق أن هذا قد حدث! هذا أمر مروع».. ثم لا يلبث أن يعاود الاتصال بعد 10 دقائق، ويقول: «أنا آسف». بعدها، يتصل مرة أخرى ويقول: «أعلم أنني لا أروق لكم، فأنا أبدو مثل آفة مزعجة». وللقضاء على سلوكيات على تلك الشاكلة، يقول ديفيد بوروس رئيس قسم القبول بكلية فاسار: «نحن واضحون جدا في الرسائل التي نبعث بها حول ما يمكن أن يفيدك وما لن يفيدك، ونوضح جليا لك أنك إذا ما قمت ببعض هذه الأشياء، فسوف تثير غضبنا فقط».. ما الذي يجدي نفعا؟ بشكل عام، المراسلات التي تعتبر معلنة وناضجة. يقول مايكل موتو مساعد رئيس قسم القبول السابق بجامعة ييل، الذي يعمل الآن مستشارا تعليميا خاصا في نيويورك: «ما سيقوم به السواد الأعظم من الطلاب القيام به هو كتابة (أحبكم، أحبكم، أحبكم).. وعلى الرغم من أن تلك النوعية من التعبيرات ساحرة وودودة وتعد جيدة على سبيل الإطراء، فإننا هنا في مؤسسات أكاديمية». وأكد موتو وآخرون أن الخطابات التي تشير إلى اهتمام عميق بالعروض الدراسية التي تقدمها الجامعة، ربما تتخطى حدود ذلك.. ضاربا مثالا بأن «الكعكات التي بعث بها أحد المتقدمين المدرجين بقائمة الانتظار إلى ييل، التي تحمل اسم موتو ورئيسه في العمل، لم تأتِ بالنتيجة المأمولة». وبصرف النظر عن ماهية الأسلوب الذي اتبعه الطلاب، فإنه ليس ثمة وسيلة للتنبؤ بعدد المقاعد التي ستكون شاغرة قبل بدء الفصل الدراسي في الخريف. في الوقت الحالي، تحصي الكليات عدد الطلاب المقبولين ممن قرروا التسجيل.. (وحتى هذا العدد يعتبر مجرد إجابة مشروطة، نظرا لأن هؤلاء الطلاب المقبولين لا يزال بإمكانهم تلقي رسالة تفيد بأن الكلية التي تعتبر خيارهم الأول قد حذفتهم من قائمة انتظارها، تاركة مساحة لطالب على قائمة انتظار خاصة بكلية تعتبر الخيار الثاني). وقبلت كلية ترينيتي، في هارتفورد بولاية كونيتكت، التي تعطي لمئات الطلاب موقعا على قائمة انتظارها في النهاية نحو 30 منهم في العام الماضي. وفي العام السابق، كان العدد هو صفر. وفي العام الذي يسبقه، زاد العدد على المائة. في الوقت الحاضر، لم تتوقع كلية هاميلتون، التي كانت ولفابور تحاول التأثير عليها، حذف أحد من قائمة الانتظار الخاصة بها، مع أن ذلك من المحتمل أن يتغير بمضي الأشهر. وبالنظر إلى حالة الشك هذه، تقول إنزر: «أشجع الأسر على التعامل مع عرض قائمة انتظار نوعا ما كما لو كانت تتعامل مع تذكرة يانصيب، فإذا حالفك الحظ وفزت، سيكون كل شيء رائعا، لكن لا تبنِ خططك على هذا الاحتمال».